الأحد 17 حزيران 2018 00:13 ص

كلمة السفير دبور خلال وضعه اكليلاً من الورود باسم الرئيس عباس على النصب التذكاري في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت بمناسبة عيد الفطر المبارك


* جنوبيات

في كلِّ يوم عيد نلتقي هُنا نُقدِّم تحيّة الواجب إلى تاريخنا المشرِّف ومستقبلنا، وهُم الشهداء الأكرم منّا جميعًا. هُنا، وفي هذا اليوم، نفتقدُ إخوةً أعزاء كانوا يقفون بيننا العيد الماضي، الأخ الشهيد البطل أحمد مصطفى، والأخ الشهيد أبو ربيع جمال خليل، وكثر من الإخوة الذين فارقونا في مسيرة النضال خلال الفترة الماضية. اسمحوا لي إخواني أن أتحدَّث حول موضوع مهم جدًّا ألا وهو الوحدة الوطنية الفلسطينية. منذ يومين في الأمم المتحدة قدَّمت فلسطين طلبَ حماية الشعب الفلسطيني في الجمعية العامّة، بعد أن أفشلتنا الإدارة الأميريكية من خلال الـ"فيتو" في مجلس الأمن، وحاول الأمريكيون أن يُضيفوا فقرةً على هذا الطلب كي يُمرِّروه في الجمعية العامة، إلّا أنَّ القيادة الفلسطينية أصرَّت ووقفت أمام الثوابت الوطنية، أَلَا وهي عدم السماح بتمرير أيِّ شيء، فقد أصرَّت الإدارة الأميركية على تضمين القرار بندًا يضع إخوتنا في حركة "حماس" على قائمة الإرهاب، ولكنَّ الرفض والإصرار الفلسطيني والإصرار الدولي من أحرار العالم مرَّر هذا القرار بـ128 صوتًا مقابل 6 أصوات. إذًا الصمود الفلسطيني على الحق والثبات الفلسطيني خلفه العالم أجمع هو الذي انتصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة. من هُنا، من هذه العبرة التي مضى عليها يومان، كُلُّنا يعلم وكُلُّنا يدرك ما تتعرَّض له القضية الفلسطينية، وما هو المشروع الصهيوني الأمريكي تجاه قضيّتنا الآن. نحن نمرُّ بأخطر مرحلة في تاريخ صراعنا مع هذا العدو الغاصب. هذه المرحلة هي مرحلة تصفية القضية الفلسطينية، إلّا أنَّ الكلّ الفلسطيني والشعب الفلسطيني بأكمله، وعلى رأسه القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن، يواجه هذا المشروع بإصرار وعزيمة رغم كلِّ الضغوط التي تُمارَس على قيادتنا وعلى شعبنا، وأنتم رأيتم كيف استخدم العدو الصهيوني القنص على صدور أطفالنا وبناتنا من خلال الإصابات المباشرة بالرصاص الحي، وآخرهم هذه الشهيدة البطلة الأخت رزان النجار التي قدَّمت روحها فداءً لفلسطين وفداءً لثرى فلسطين، وبوجه الاحتلال الإسرائيلي، وبوجه المشروع الأميريكي، أليس حريًّا بنا نحن أن نكون موحَّدين خلف شعارٍ واحدٍ، وخلف قضيّةٍ عادلةٍ تجمعنا جميعًا وهي فلسطين؟ هل يجوز أن يواجه الرئيس أبو مازن هذا الصلف الأميريكي الكبير رغم كلِّ الضغوطات وأن نخرج في مكان آخر لنقول (إرحل إرحل)؟! هل يجوز هذا الكلام؟! أليس علينا أن نسند الرئيس لكي يبقى ونسنده في مواقفه أمام هذا الجبروت؟! بالله عليكم نحن هنا أمام الشهداء الذين قدَّموا أرواحهم فداءً لفلسطين، هؤلاء الأكرم منّا جميعًا، نقف كلَّ عيد وفي كلِّ مناسبة لنُجدِّد العهد لهم، أليس علينا تجديد العهد اليوم أمامهم بأنَّنا سنبقى موحَّدين خلف قيادتنا لوقف كلِّ المؤامرات على قضيتنا الفلسطينية؟ أطلبُ منكم طلبا هنا: أن نُعاهد الله أمام الشهداء على أن نكون موحَّدين فلسطينيين خلف قيادتنا، كامل قيادتنا لا نستثني أحدًا منهم، ونكون موحَّدين لمواجهة هذا المشروع الظالم الذي يريد إنهاء قضيّتنا الفلسطينية.. عاهدوا الله.. عاهدوا الشهداء. أمَّا بالنسبة للبنان فقد كانت هناك مؤامرات خارجية كبيرة جدًّا حاولت النيل من مخيّماتنا وصمودنا وشعبنا، ولكنَّنا أيضًا كنّا على قدر المسؤولية، تعاونّا جميعًا جنبًا إلى جنب، كتفًا إلى كتف، ووقفنا وأرسينا ثقافة فلسطينية في المخيمات كافّةً، ثقافة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وخرجنا بها إلى العالم أجمع، وإخواننا اللبنانيّون يُقدِّرونها عاليًا. هذه الثقافة يجب أن نحافظ عليها لا أن نبدأ من الآن بإرسال رسائل من هنا وهناك حتى نقرّ شيئًا هنا أو هناك، يجب علينا أولاً أن نُحافظ على وحدتنا في لبنان، نحن في خطر يا إخوان، نحن كفلسطينيين في عين العاصفة، في عين الخطر، نحن في عين الأجندات الخارجية، يجب علينا أن نكون موحَّدين، وأن نبقى موحَّدين، وأن نعمل كما عملنا في السابق شاء من شاء وأبى من أبى، وسنعمل كما عملنا في السابق ولشعبنا، علينا حقٌّ، نحن أبناء هذا الشعب، نحن أبناء هذه المخيّمات، يجب أن نحميها ونضعها في حدقات عيوننا، ويجب أن نحمي البلد الذي نحن فيه، يجب أن نحمي وجودنا هنا، يجب أن نحمي علاقتنا مع إخوتنا اللبنانيين الذين ناصرونا منذ البدايات. أطلتُ عليكم، ولكن من حرقتي ممَّا أشاهده في هذه الأيام، من حرقتي أتحدَّث، فلسطين بحاجة لنا جميعًا، ولنهتف جميعًا ثورة ثورة حتى النّصر... ثورة ثورة حتى النّصر ... ثورة حتى النّصر... وحدة وحدة حتى النّصر... وحدة وحدة حتى النّصر...

المصدر : جنوبيات