الخميس 9 حزيران 2016 12:17 م

ماذا في داخل هذه الصخرة؟


* محمد نمر

ليس المرة الاولى التي تستخدم فيها اسرائيل مجسم صخرة اصطناعية لتغطي جريمتها وتنصتها على لبنا. في تشرين الأول من العام 2015 كشفت الاجهزة الأمنية عن جهاز في جسم مماثل في قضاء مرجعيون، وكلها تثبت أن هناك من درس المكان جيداً والتقط الصور للصخور ليتم صناعة ما يشبهها.

وما فككه أمس الجيش جهاز تنصت تم تركيزه على ارتفاع 1850 الى 1900 مترا عن سطح البحر، في المنطقة العقارية بين الباروك وعين زحلتا، وفي نقطة تكشف كامل سهل البقاع من بعلبك الى ما بعد بحيرة القرعون الى جزء من الجنوب، وتطل من الجهة الثانية على الشوف وامتداداً الى المتن.
ومن الجهاز خرج كابلا كهرباء موصولان الى ما يشبه ثلاث حقائب أخفيت بين شجيرات لزاب، ولدى تفتيش المكان عثر على مسافة نحو 10 الى 15 متراً على صخرة مموهة اخرى موصولة بالحقائب عينها. وترددت معلومات عن أن الجهاز قديم ولا يعمل. فما هي هذه الأجهزة وما مهمتها وكيف يمكن كشفها؟


أسئلة أجاب عنها الخبير في الاتصالات المدنية والعسكرية العميد المتقاعد محمد عطوي، لافتاً إلى أن "هذا الجهاز يكشف مناطق شاسعة من الاراضي اللبنانية، من الجنوب إلى أقصى البقاع إلى الحدود السورية بما فيها منطقة الجولان، وهو نوع من أنواع اجهزة الاتصال، تكون مجهزة بكاميرات دقيقة وحساسة ومرتبطة بطريقة مباشرة بعمليات اسرائيلية داخل الاراضي المحتلة. وتعمل هذه الاجهزة بصورة مستمرة ليلاً ونهارا وعلى مدى سنوات عدة بواسطة بطاريات التغذية العائدة لها، وهي مماثلة لأجهزة ضبطت سابقاً على الاراضي اللبنانية. وسبق لمخابرات الجيش والمقاومة ان كشفت العديد منها، خصوصا في جبل الباروك وبالتالي تعود اسرائيل دائما إلى هذه النقطة لما لها من موقع استراتيجي هام لكشف أي تحركات أو تنقلات لعناصر المقاومة وبالتالي رصد وتعقب أي تحرك لقوى الجيش اللبناني وبالتالي الحاق الضرر بها إذا استطاعت".
ويوضح عطوي لـ"النهار" أن "الصخرة عبارة عن مجسم لتغطية اجهزة التنصت وقد سبق لاسرائيل أن استخدمت ايضا هذا الشكل في مناطق عدة في الجنوب والباروك"، كاشفاً عن أن "الجهاز الموضوع داخل هذا المجسم عبارة عن جهاز ارسال ولاقط، يتلقى المعلومات أثناء الكشف عليها من أجهزة المراقبة وآلات التصوير والكاميرات التي من المفترض أن تكون في المكان نفسه، لتغطي المناطق المحددة كما يمكن الاكتفاء بكاميرا واحدة".
أما في شأن عملية وضعها فهو "ليس صعباً، لكنه يتطلب الحذر والحيطة، وذلك يتم من خلال عملاء لاسرائيل على الاراضي اللبنانية، أو بعض الجماعات التي تتعاون معها ويكون هؤلاء على ارتباط مباشر مباشرا بالموساد الاسرائيلي ووحدة التجسس الالكترونية 801".
وفق ما يؤكد عطوي الذي يشير أيضاً إلى أن "هناك أجهزة تكشف مثل هذه المعدات والتجهيزات، لكن في غالبية الاوقات يتم الكشف عليها من خلال الاستطلاع والعين المجردة ويوجد بعض المعدات تستطيع ان تلتقط موجات وترددات وتحدد مصدرها"، مذكراً بأنه "بعد كشفها يقوم الجيش بتحليلها ومن المفترض إذا هناك عمليات تسجيل يمكن الاستفادة من المعلومات التي تكون قد سجلت على هذه الاجهزة، لكنني اشك بوجودها لأن هذه المعلومات تمر عبر الاجهزة فقط من دون تسجيلها وتصل مباشرة إلى اسرائيل. واعتدنا عليها ان تضع المتفجرات في داخل هذه الاجهزة وان تفجرها عن بعد بواسطة طائرة الاستطلاع من دون طيار التي تعمل في الليل والنهار".

المصدر : جنوبيات