الجمعة 8 شباط 2019 10:09 ص

لعبة الكراسي


في أوقات الفراغ لعب التلاميذ لعبة مشهورة وهي الكراسي من يجد له كرسيا يربح، والخاسر يخرج من اللعبة وهذا فيه تعزيز للأنانية في سن مبكرة، وانك لن تربح حتى تزيح غيرك فما كان لأحدهم الا ان يقف بعيدا بعد خسارته ويثبت نفسه ومازال البحث جاريا عن كرسي له.

هذا هو بالضبط حال المبدعين لا يجدون أي منبر للحديث عن مكنوناتهم من أفكار ابداعية أو يحاكي مخيلتهم الخصبة فلو اكتشفنا الموهبة مبكرا أسهمنا في تفجر الإبداع في الأطفال وجعلنا كل واحد منهم ينافس لكن بإبداعه لا يوجد أفضل من ولكن يوجد من ومن.

وبذلك نغرس في نفس كل طالب أنك متميز وذلك يعزز رحلة البحث عن أهدافه في بصيرة ثقته وإدراكه بأن بحوزته ما يستدعي التنقيب عنه.

احتضان الإبداع بيئة خصبة لكل تطور للإنسان فمنه يدرك ذاته ويعرف كيف يثبتها في مجاله ويستوعب انه لا يوجد ناجح وفاشل بل نتعلم من كل محطات الحياة لندرك ان الخبرة تصنع الإدراك السليم للإقبال من جديد.

التعليم لابد ان يكون تجسيدا لما ينفعنا الآن وليس تلقينا وحفظا عن ظهر غيب ما فائدة زخم المعلومات إن كنا في النهاية لن نستخدمها في حياتنا العملية. توظيف التعليم في الحياة العملية أمر مهم، أعطني دروسا تعليمية تطبيقية أعطك جيلا يدرك الأهمية لكل ما يعرف ويوظفه بما يفعل.

قالوا لنا: سبع صنايع والبخت ضايع وذلك ليس صحيحا فالتشعب في الاهتمامات عادة المبدعين الذين يبحثون لأنفسهم عن منفذ حتى يصلوا لبر الأمان وتحديد رغباتهم بشكل واع وسليم.

ليخرجوا من قالب التكرار، فالحياة ليست المهندس و الدكتور والطيار هناك المخترع والمكتشف والمبتكر.

كن مثل فلان وعلان واجعل هناك مثلا إذا وصلت إليه ستكون ناجحا بأعيننا، يجعل القدرة على الإبداع تتضاءل حتى يصغر الفرد بعين نفسه ويصبح خاليا من الشغف مجرد يد تعمل وروح لا تنسجم مع ذلك.

يقول أينشتاين: أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. دعونا نتخيل أحد الطلاب يبادر لسؤال معلمه يأتيه الجواب أسكت وأكتب اللي في الكتاب.

كيف سيكون أثر ذلك عليه بالطبع سيجعله نسخا ولصقا وسيشعر دوما بانه ليس كفاية ليعرف، وهذا بالضبط ما أحاول إيصاله للمعلمين بشكل خاص: أطلقوا العنان للطلاب اجعلوهم يرون المعلومة من وجهة نظرهم ويقدمون اقتراحات ويساهمون في صنع الخيار، فذلك سينم عن جيل واع غير قابل للتأثر بأي اتجاه لأنه بالنهاية فارض نفسه بفهمه وليس بطشه.

المصدر : جنوبيات