الأحد 28 تموز 2019 11:46 ص

سعد ودبور في ذكرى رحيل مصطفى سعد: مواجهة المؤامرة تستوجب دعم صمود الشعب الفلسطيني


* جنوبيات

إحياءً للذكرى السابعة عشرة لرحيل رمز المقاومة الوطنية اللبنانية، النائب مصطفى معروف سعد، أقيم عند مساء السبت احتفال جماهيري حاشد دعا إليه "التنظيم الشعبي الناصري" في "مركز معروف سعد الثقافي" - صيدا.
تحدث في الاحتفال: سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وأمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد.
وتقدم الحضور: الرئيس نبيه بري ممثلاً بعضو المكتب السياسي لحركة "أمل" المهندس بسام كجك، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، ممثلو مطارنة صيدا، وجمع من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وممثلو الهيئات النقابية والشعبية والاجتماعية والثقافية والنسائية والشبابية، وكوادر ومناضلو التنظيم، وحشد من الفاعليات اللبنانية والفلسطينية وعائلة الراحل مصطفى سعد.
غصّت قاعة المركز بالحضور الذين كان في استقبالهم عند مدخله الفرقة الموسيقية التابعة لـ"الكشاف المسلم".
استهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الوطني الفلسطيني ونشيد ألله أكبر، ثم عُرض فيلم وثائقي قصير عن صاحب الذكرى تحت عنوان: "مصطفى معروف سعد الرمز الذي لا يموت" من إعداد سهيل زنتوت، وإنتاج "صيدا تي-  في".

السفير دبور

وتحدث السفير دبور قائلاً:
"معروف الفكرة والفكرة لا تموت إلى مصطفى البذرة والبذرة جذعها في الأرض وعنقها في السماء".
نقف اليوم في مدينة صيدا جميعاً لإحياء الذكرى، ذكرى رمز الوحدة الوطنية اللبنانية، ورمز من رموز الدفاع عن فلسطين، والتي ورثها عن الشهيد المناضل معروف سعد المُقاتل في فلسطين.. نعم المقاتل في فلسطين والذي جاهد للحفاظ على عروبتها.. ولكن كان ما كان..
إنها ذكرى المناضل الشهيد البطل مصطفى معروف سعد.. ابن عائلة التزمت طريق النضال للحفاظ على حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال..
إن محاولات "إسرائيل" لإضعاف وتفتيت المنطقة مستمرة، بهدف تحقيق حلمها في السيطرة الكاملة عليها، وعلى مقدراتها، حيث اعتقدت أن ما شهدته منطقتنا من أزمات مهّد لها تحقيق هدفها وتوهم التحالف الصهيوأميركي بأن الأجواء أصبحت مواتية لطرح صفقات ومشاريع وورش عمل بهدف إعادة تعريف الصراع بعيداً عن القانون الدولي والشرعية الدولية، محاولاً تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الأرض الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة، واستبداله بواقع جديد يلبي مصالح وطموحات المخطط الصهيوني ودولة الاحتلال الهادفة إلى تصفية المشروع الوطني الفلسطيني برمته وضرب وحدة الوطن، وتمادى الكيان الصهيوني بإجراءاته العنصرية التعسفية على الأراضي الفلسطينية، وتكتيك الاستيطان ومصادرة الأراضي والمقدسات الإسلامية والمسيحية في محاولة تهويد القدس وطمس هويتها الوطنية وإفراغها من سكانها الأصليين، خاصة ما قامت به دولة الاحتلال مؤخراً من هدم وتدمير عشرات الأبنية دفعة واحدة بعمل مُمنهج ومنظم ومدعوم من الإدارة الأميركية حيث تقدمنا بشكوى إلى مجلس الأمن وصوتت ١٤ دولة معنا لإدانة هذا العمل الجبان، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية وقفت ضد هذا مجلس الأمن، فواحد ضد ١٤، وهذا أحد أوجه الإرهاب للدولة المنظمة وخرق للقانون والشرعية الدولية وجريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن التسليم أبداً بها والسكوت عليها.
لن تستطيع قوة في الأرض فرضها أمر واقع علينا وعلى أرضنا وتحديداً في مدينة القدس العاصمة الفلسطينية.. نعم القدس العاصمة الفلسطينية، وإن كل ما تقوم به دولة الاحتلال من إجراءات وممارسات تعسفية في أرض دولة فلسطين.. في أرض دولة فلسطين.. شاء من شاء وأبى من أبى وبخاصة بالعاصمة القدس، مخالفة للقرارات الدولية ذات الصلة، هي باطلة وغير شرعية.. نعم باطلة.
الحضور الكريم..
موقفنا حول ما طرح مؤخراً من تنفيذ خطة مكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية على الأراضي اللبنانية:
علينا أولاً أن نبدأ بتعريف الوضع القانوني الفلسطيني، الفلسطيني المُتواجد على الأراضي اللبنانية هل هو أجنبي؟ هل هو سائح؟ هل هو وافد إلى لبنان للعمل؟ إذا ما هو التعريف لصفة وجوده في لبنان؟
لبنان الشقيق الذي استقبل إخوانه الفلسطينيين إثر نكبتهم في وطنهم وطردهم من أرضهم واقتلاعهم من مساكنهم قسراً.. أجبروا على اللجوء إلى المنافي وإلى الشتات، ولبنان منهم..
إذاً تعريف الفلسطيني في لبنان هو لاجئ، واللاجئ له خاصية، أقرتها تشريعات لبنانية ذات صلة بفحواها أنه لا تنطبق عليه شروط العامل الأجنبي المطالب بالحصول على إجازة عمل أساساً كي يستطيع الحصول على إقامة شرعية في لبنان.
أما بالنسبة للاجئ الفلسطيني، فالقانون اللبناني عرّفه بصفة لاجئ ومنحه بطاقة تعريف خاصة.
يتيح له وضعه الخاص إضافة إلى ذلك اللاجئ الفلسطيني في لبنان مدعوم بالقوانين الدولية وبشرعة حقوق الإنسان، والتي تمنح اللاجئ خصوصية في مجال العمل والحياة اللائقة الكريمة.
ونحن كفلسطينيين نقدر عالياً الاحتضان اللبناني لإخوانهم الفلسطينيين وما تحمله لبنان نتيجة ذلك.
كما ونقدر الدعم اللبناني للقضية الفلسطينية وفي كافة المجالات، وبخاصة الموقف اللبناني الرسمي والحزبي والشعبي الجامع والمُتناغم مع الموقف الفلسطيني في رفض صفقة إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني في الاستقلال والحرية والعودة.
ولا سمح الله إذا تمكن هذا المشروع الصهيوني من تحقيق أهدافه ومخططاته، فهي الكارثة، نعم الكارثة علينا جميعاً واستكمال المشروع الصهيوني لإقامة "دولة إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات. وهنا تصبح النكبة نكبات علينا جميعاً.. كفلسطينيين وعلى أشقائنا. 
لذلك علينا التوحد لبنانيين وفلسطينيين وأمة لمواجهة هذا المشروع الخطير علينا جميعاً، وسنعمل وسوياً لمواجهته وإسقاطه. وهذا بالتأكيد يتطلب دعم مقومات وصمود شعبنا في مواجهة المشاريع وتحسين ظروفه الحياتية والتخفيف من معاناته ليستطيع مقاومة وإسقاط هذا المشروع وإثبات حقه في الحرية وإنجاز حقه في الحرية والعودة إلى وطنه السيد الحر المستقل.
التقدير والتحية لشعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان على وحدة موقفه وحفاظه على المظهر الحضاري في التعبير عن معاناته ومطالبه المحقة لحياة كريمة والتزامه بالقانون اللبناني، وحرصه على تكريس وتعزيز العلاقات المتينة مع أشقائهم اللبنانيين، وتأكيده على التلاحم اللبناني - الفلسطيني.
والتقدير والاحترام كذلك لكل من يناصر شعبنا في حقه في الحياة الكريمة.
المجد للبنان الشقيق
والاستقرار والحرية لفلسطين
والتحية للشهيد البطل مصطفى سعد وللشهداء جميعاً وفي مقدمتهم رمز الثوار "أبو عمّار"
والحرية للأسرى البواسل في سجون الاحتلال
وإنها لثورة حتى النصر... حتى النصر... حتى النصر"

النائب سعد

وتحدث النائب سعد قائلاً:
"في ذكرى رحيل الأخ والمناضل والقائد ... في ذكرى رحيل رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد .. نشعر بألم الغياب وحرقة الفراق .. ونحنُّ إلى الإنسان العطوف والحكيم والمقدام...
فألف تحية إلى ذكراك العطرة أيها الأخ والقائد والرمز ... ألف تحية من عائلتك الصغيرة .. ومن إخوانك في التنظيم الشعبي الناصري .. وفي القوى الوطنية والتقدمية .. وفي تيار العروبة والمقاومة. 
وألف تحية لك من أبناء صيدا والجنوب وكل لبنان .. ومن رفاق درب الكفاح المشترك ... أبناء الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية ... ومن كل الأحرار من أبناء الأمة العربية وشعوب العالم.
 يا أبا معروف  .. يا صاحب الحضور الساطع المدوّي رغم الغياب .. نؤكد لك أن نهجك لا يزال حيّاً في العقول والقلوب والأفئدة .. كما لا يزال حيّاً في بنادق الثوار المقاومين .. وفي قبضات المناضلين في الشوارع والساحات .. في لبنان وفلسطين وعلى امتداد الأرض العربية."
وأضاف سعد:  "ونؤكد لك بأن العدوان الأميركي الصهيوني المستمر على بلادنا العربية والمنطقة سيهزم... وأن"صفقة القرن" ستسقط  كما سقط "مؤتمر البحرين"... شرط توافر الاحتضان والدعم بمختلف اشكاله لكفاح الشعب الفلسطيني...  وتوافر شروط الصمود لأبناء هذا الشعب في الأرض المحتلة وفي مخيمات الشتات ... وشرط استعادة الجماهير العربية لحرياتها وفتح الأبواب أمامها لمواجهة هذا العدوان.
    فيا شباب الأمة العربية هبّوا لمواجهة العدوان الأميركي الصهيوني... وهبّوا لاستعادة الحرية وحقوق الناس من أنظمة التبعية والاستبداد... هبّوا من أجل حفظ الكرامة الإنسانية ومن أجل العدل الاجتماعي... عند ذاك سيتحقق النصر الأكيد... رغم أنف "ترامب" و"نتنياهو" وكل أنظمة التطبيع والتخاذل والخيانة... ورغم القمع والاعتقالات والاغتيالات... ورغم تدمير البيوت ومصادرة الأراضي في القدس والضفة الغربية ... ورغم الحصار والاعتداءات على غزة. 
غير أنه في الوقت الذي تقوم فيه أميركا، ويقوم فيه حلفاؤها، بممارسة كل أشكال الضغط والتضييق والحصار على الشعب الفلسطيني، وعلى كل الرافضين "لصفقة القرن"، بهدف إخضاعهم للمشيئة الأميركية، نستهجن ونرفض رفضاً باتاً إقدام وزير العمل، وبذريعة تطبيق القانون، على اتخاذ إجراءات التضييق على الإخوة الفلسطينيين من العمال وأصحاب المؤسسات الاقتصادية. ونعتبر أن الحكومة هي المسؤولة عن إجراءات الوزير، ونطالبها بالعودة عنها سريعاً. فتلك الإجراءات تتنافى تماماً مع ضرورة توفير مقومات الصمود والمواجهة لأبناء الشعب الفلسطيني."
وقال سعد: "ونحن إذ نوجّه تحية التضامن النضالي إلى شعب فلسطين... إلى الشباب والنساء والرجال الذين يواجهون باللحم الحي دبابات إسرائيل... ويثبتون أن العين قادرة على مقاومة المخرز... نوجّه أيضاُ تحية التضامن والمشاركة إلى الشباب الفلسطيني المنتفض في مخيم عين الحلوة، وفي سائر المخيمات والمناطق.  ونطالب الحكومة بإعطاء الإخوة الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المشروعة؛ حق العمل، والحق بالسكن اللائق، وحق التملك، وحق تشكيل النقابات والجمعيات، والحق بالتظاهر والاعتصام، وغيرها من الحقوق الإنسانية والاجتماعية والمدنية.
وهي حقوق يفرضها وجودهم في لبنان منذ 71 سنة كلاجئين أجبرهم المحتل الصهيوني على مغادرة وطنهم بفعل المجازر الجماعية والتهجير وتدمير البيوت والقرى .. كما يفرضها واجب الدولة اللبنانية في توفير الظروف الإنسانية والاجتماعية الملائمة التي تساعدهم على الصمود ومواصلة النضال من أجل العودة إلى فلسطين، بعيداً عن مؤامرة التوطين، وعن مؤامرات التشريد والتهجير إلى أصقاع الأرض.
وتأكيدا على الحقوق المشار إليها، وعلى المنطلقات والأسس التي تقوم عليها، أطلق اللقاء السياسي الشعبي اللبناني الفلسطيني في صيدا الوثيقة الشعبية حول حقوق الإخوة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان. ويعمل اللقاء بالتعاون مع الحراك الشعبي في المخيمات، ومع كل القوى والهيئات والشخصيات الحريصة على حقوق الإخوة الفلسطينيين، من أجل الوصول إلى هذه الحقوق بواسطة مختلف أشكال التواصل، والحملات الإعلامية، والتحركات الشعبية.
وفي هذا الإطار ندعو أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني للمشاركة في التظاهرة التي ينظمها اللقاء يوم الثلاثاء القادم في مدينة صيدا. فإلى الشارع يا شباب لبنان ويا شباب فلسطين...إلى الشارع دفاعاً عن حقوق المظلومين والمحرومين... إلى الشارع دعماً لصمود شعب فلسطين."
وإننا نؤكد للقائد أبو معروف الذي أقسم على حماية الشعب الفلسطيني بما تبقى من رموش عينيه ... نؤكد أننا سنبقى إلى جانب الإخوة الفلسطينيين حتى نيل حقوقهم الإنسانية والاجتماعية .. كما سنبقى إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة ... إلى جانب الصامدين والمنتفضين والمقاومين على طريق التحرير .. واستعادة كامل الحقوق الوطنية .. ونشدد على الثقة بقدرة هذا الشعب الجبارعلى استعادة الحقوق وإنجاز الانتصار.

يا أبا معروف... المقاومة التي ساهمت في تجديد انطلاقتها منذ سنة 1982 .. مقاومة الشعب اللبناني من كل التيارات والانتماءات .. هذه المقاومة نحتفل هذه الأيام بانتصارها في حرب 2006 ... نحتفل بنجاحها في إسقاط خرافة "الجيش الذي لا يقهر" ... كما نحتفل بوصولها إلى تحقيق توازن قوى جديد مع العدو الصهيوني .. توازن بات يجبره على التفكير ألف مرة قبل الإقدام على شن عدوان جديد .. توازن جديد بات يحمي لبنان وثروات لبنان في البر والبحر. 
في ذكرى انتصار 2006 .. نوجّه أجمل التهاني إلى صمود الشعب اللبناني المعطاء .. كما نوجّه التحية للجيش اللبناني الذي  تصدى للعدوان ..وإلى المقاومة التي انتصرت على جيش العدوان.. وتحية الإجلال والإكبار إلى كل الشهداء .. وإليك يا رمز المقاومة تحية الوفاء لنهجك المقاوم .. والعهد على مواصلة السير على خطاك.
الشباب اللبناني، وكل اللبنانيين قدموا التضحيات الجسام في معارك الدفاع عن لبنان... معارك تحرير الأرض والإنسان... من أجل رفع الظلم والجورعن الشعب اللبناني... وبهدف أن يشعر أبناء هذا الشعب بالكرامة والعزة.. وأن يتمتعوا بالحرية والعدالة... لكن نظام المحاصصة الطائفية .. نظام التبعية والعجز والفشل والفساد .. يواصل إغراق لبنان في المآزق والأزمات .. أطراف السلطة ينهبون أموال الشعب وخيرات البلاد على عينك يا تاجر !!! وعندما يختلفون على توزيع الحصص يفتعلون التوترات... ويهزون الأمن والاستقرار... ويعطّلون مؤسسات الدولة ... فراغ رئاسي مديد، تمديد متكرر لمجلس النواب، فراغ حكومي... أما عندما يتفقون فلا يكون اتفاقهم إلا ضد مصالح هذا الشعب.
واليوم الحكومة قائمة لكنها معطّلة لا تجتمع .. مصالح الناس وحياة الناس آخر همومها .. ومع اشتداد الخلاف يتصاعد التحريض الطائفي .. ويا غيرة الدين والطائفة وحقوق الطوائف !! أما حقوق الناس فلا أحد في السلطة يهتم لها!!! 
سلطة المحاصصة الطائفية وحكوماتها المتعاقبة .. أغرقت لبنان في مستنقع الديون التي شارفت 100 مليار دولار .. وفوائد الديون تبتلع سنوياً من الموازنة عدة مليارات من الدولارات  .. بينما لا كهرباء، ولا ماء، ولا ضمانات صحية أواجتماعية لغالبية اللبنانيين، ولا تعزيز للتعليم الرسمي أو الجامعة اللبنانية، ولا حلول لأزمات النفايات والصرف الصحي، إلى غير ذلك من المشاكل والأزمات ... مع ذلك أنفقت  تلك الحكومات حوالي 350 مليار دولار خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية !!! فأين ذهبت كل تلك الأموال؟؟؟ بينما معيشة اللبنانيين تتراجع باستمرار وأكثر من مليون لبناني يقعون تحت خط الفقر .. وبينما البطالة تستشري وتدفع الشباب نحو الهجرة !!!
وقبل أيام أقر مجلس النواب موازنة تفرض المزيد من الرسوم والضرائب .. وتأخذ ما تبقى من ليرات معدودة في جيوب أصحاب الدخل المحدود .. بينما هي تعفي أصحاب الثروات المتضخمة من الضرائب... وتتنازل عن حقوق الدولة والشعب في الأملاك العامة البحرية والنهرية... وتسكت عن التهرّب الضريبي والتهرّب الجمركي... ولا تقدم شيئاً للمؤسسات الصناعية والحرفية التي تقفل أبوابها وتصرف عمالها!!! كما لا تقدم أي شيئ للزراعة التي تكسد مواسمها وتسير نحو الانهيار!!!
وفي المقابل تعلن غالبية فئات الشعب عن رفضها لسياسات السلطة ولموازناتها... ويحتل العمال والموظفون والمتقاعدون والأساتذة والمعلمون والطلاب والشباب الشوارع والساحات... لكن الحكومة والمجلس لا يواجهان الحراك الشعبي الواسع إلا بالتجاهل... ولا يواجهان المطالب المشروعة إلا بالرفض والإنكار.
أما من جهتنا، فإننا نؤكد على أن الانحياز إلى مطالب الناس، ودعم حقوق كل الفئات الشعبية، والمشاركة في التحركات والاحتجاجات، هي على رأس واجبات مناضلي  التنظيم الشعبي الناصري، وتيار معروف سعد، والتيار الوطني والتقدمي بشكل عام. 
كما أن رفضي للموازنة، وتصويتي ضد إقرارها في مجلس النواب، إنما جاءا تلبية للإرادة الشعبية في اعتراضها واحتجاجها على الموازنة الظالمة بحق أصحاب الدخل المحدود، وعلى مجمل السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية للسلطة. 
إن تمسك قوى السلطة بنهج المحاصصة الطائفية وتقاسم النفوذ والحصص... واعتمادها على قوى خارجية في إدارة التفاهمات في ما بينها... واستفحال فسادها... كل ذلك أدخل البلد في كل أنواع الأزمات ... مع عجز هذه القوى وفشلها في إيجاد الحلول لأي مشكلة من المشاكل.
لذلك أصبح  مطلب التغيير على كل شفة ولسان... التغيير الشامل على كل صعيد... تغيير نظام المحاصصة الطائفية، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية العصرية...وتغيير الاقتصاد الريعي، وبناء الاقتصاد المنتج... وتغيير دولة الظلم الاجتماعي، وبناء دولة الرعاية الاجتماعية.
فيا أيها الشباب هلمّوا لسلوك طريق التغيير... هلموا للانخراط في التحركات الشعبية... هلموا للقيام بدوركم في معركة التغيير... فمن دون مشاركة الشباب... ومن دون روح الشباب الثائرة... لا يمكن إنقاذ لبنان من مستنقع الطائفية والفساد والأزمات... ولن ينتصر شعب لبنان في معركة التغيير.
إن النضال من أجل التغيير الشامل هو نهج مصطفى سعد... ونحن سنواصل السير على هذا النهج... كما سنواصل العمل من أجل بناء الكتلة السياسية الشعبية القادرة على إنجاز مهمة التغيير... كتلة وطنية عابرة للمناطق والطوائف... ومؤهلة لإحداث التغيير في موازين القوى لمصلحة الشعب والوطن. 
وعن مدينة صيدا قال سعد: من صيدا عاصمة الجنوب والمقاومة، والحضن الدافئ للقضية الفلسطينية، انطلق مصطفى سعد... ومن أجل حماية موقع صيدا  الوطني الجامع... وحماية دورها المنفتح والرافض للمذهبية والطائفية... قدم التضحيات...كما واجه الإهمال والحرمان والتهميش للمدينة من قبل السلطة.
 على خطى مصطفى سعد واجهنا ونواجه كل محاولات الانقلاب على موقع المدينة ودورها... وكل المساعي الهادفة إلى زجها في مستنقع الطائفية والمذهبية... ونواجه أيضاُ سياسات السلطة في تهميش صيدا وحرمانها من المشاريع الحيوية والخدمات الأساسية... وفي حرمان أبنائها من الوظائف ومصادر الرزق وفرص العمل... كما رفضنا ونرفض بشدة تحويل المدينة إلى مكب للنفايات المستوردة من كل حدب وصوب، وإلى مصب لمياه الصرف الصحي لكل المنطقة.
نحن ندعو كل أبناء صيدا، ومن كل الانتماءات... للتحرك معاً رفضاً للسياسات الحكومية... سياسات الإهمال والتهميش والحرمان لهذه المدينة... ورفضاً لسياسات الإفقار لأبناء صيدا ولكل اللبنانيين... ومن أجل إنقاذ لبنان من كل الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية وتجنيبه خطر الانهيار... وبهدف السيرعلى طريق التغيير والتقدم والازدهار.
ولا بد من توجيه التحية إلى شباب صيدا... وإلى دورهم الرائد في كل التحركات... فإلى الأمام أيها الشباب... فعليكم تعلق الآمال الكبار.
نجدد عهد الوفاء للأخ والقائد مصطفى سعد... ولنهجه الوطني العروبي المقاوم... كما نعاهده على مواصلة السير على خطاه دفاعاً عن حقوق الناس... ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الكرامة الإنسانية".

أرقه دان

وقدم الاحتفال طلال أرقه دان كانت له كلمة استذكر فيها المناضل الراحل وكلامه ومواقفه الصلبة حول القضية الفلسطينية، اضافة الى مواقفه الى جانب اصحاب الحقوق والفقراء، والتصدي لكل أشكال الطائفية والمذهبية، معاهدا بالسير على نهجه ومبادئه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات