السبت 3 آب 2019 06:26 ص

رحيل الحاج غسّان أبو ظهر صاحب الوجه البشوش


* هيثم زعيتر

رحل صاحب الوجه البشوش، والابتسامة الدائمة التي لا تُفارق ثغره، الحاج محمّد غسّان رياض أبو ظهر "أبو رياض"، عن 80 عاماً، مدير "فيرست ناشيونال بنك" - فرع صيدا.
فجأة أُصيب الراحل بسكتة قلبية، نقلته بلحظات من دار الفناء إلى دار البقاء، تاركاً الأثر الطيّب لإبن عائلة صيداوية عريقة، لها تاريخها وبصماتها في المدينة بشتى المجالات.
في صيدا ومناطق عديدة في لبنان وخارجه، عندما يُذكر إسم "الحاج غسان"، يتبعه مُباشرة بين المُتحدثين كلام عن دماثة خُلُقه، وطيب مُحيّاه وملقاه، وحُسن سيرته العطرة، وحرصه على المُشاركة في جميع المناسبات، وفي طليعتها الاجتماعية، بالأخص مُوَاسياً في الأتراح.
الراحل الذي تخرّج من جمهورية مصر العربية في إدارة الأعمال، مازج بين ما تعلّمه في الدراسة الجامعية والثانوية في "مقاصد" - صيدا، والأسرية في "عاصمة الجنوب"، وخطَّ طريقه بالتعامل مع النّاس، فمدَّ يد المساعدة لأكثرية زبائن المصارف التي عمل فيها، مديراً لفروعها في صيدا، بدءاً من العام 1978 في "بنك بيروت للتجارة"، مع مُؤسِّسه الراحل رفعت النمر، وحتى رحيله حيث تابع المسيرة مع نجله رامي النمر، مديراً لفرع "فيرست ناشيونال بنك" - صيدا، حتى رحيله.
كان لمساعدته لأصحاب المحال والمؤسّسات دور رئيسي في اتساع مجالات أعمالهم وتطوّرها، وبكفالته الشخصية، ما جعلها في مصاف المؤسّسات الكبرى.
الحاج غسّان، الذي تعرّفتُ إليه منذ حوالى 4 عقود من الزمن، لم أشعر بأنّه تغيّر يوماً، لا في تواضعه، ولا في تعامله مع النّاس، الذين كانوا يستشيرونه، فينصح مُقنِعاً غير فارضٍ للرأي.
كان يُمارس الرياضة، حيث حفظ شوارع صيدا عن ظهر قلب، وشجّع أولاده على مُزاولتها، كما عزف البيانو.
أحبَّ التصوير، فكان يحمل كاميراته ليُوثّق اللحظات التي ستبقى للذكرى.
رحيل صادم مُفاجئ لشخصية مُحبّة.
ستبقى ذكراه تفوح عِطراً و"ياسمين"، وهو الإسم الذي اختاره لشقرائه الدكتورة، والأُمنية أنْ يكون في رياض الصالحين، كما الإسم الذي أطلقه على بكره الدكتور تيّمناً بوالده، وزكي في الدنيا والآخرة كما إسم نجله الأوسط الدكتور.
وكما عاش في كنف والدة عفيفة، عفيفاً رضيّاً، تشارك وزوجته رغدة، رغد الحياة.
يُصلّى على جثمانه في مسجد الشهداء في صيدا، الذي كان يقضي فيه أوقاتاً طويلة مُؤدياً الصلوات، كما في مساجد صيدا، ويوارى الثرى في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، التي تشهد أنّه كان في طليعة المُشاركين في واجب العزاء، لكُثُرٍ سبقوه بالرحيل، وتُقبل التعازي في منزله خاله المرحوم الدكتور لبيب كامل أبو ظهر، الذي أخذ منه الكثير.
رحمة الله على الحاج غسّان أبو ظهر، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله وعائلته ومُحبيه الصبر والسلوان.

المصدر :اللواء