الاثنين 15 آذار 2021 17:29 م

صيدا.. مدينة الحياة تقفل محالها رفضاً لرفع الأسعار - بقلم هبة محمد إسماعيل


* هبة محمد إسماعيل

هذه المدينة التي كانت تنفخ الحياة في الحجر على أرصفتها، وفي كل أزقتها، وكل شخص يطأها، أصبحت اليوم تقفل أبوابها في وجه زوارها. 

محال عدة أسدلت جراراتها  في وجه زبائنها الذين اعتادوا أن يرحب بهم أصحابها  بكل سعادة وحب. 

ذلك لأن الارتفاع السريع والجنوني في سعر صرف الدولار الذي لامس ال"١٣" ألف ليرة لكل دولار أميركي، جعل التجار عاجزين أمام رغبتهم ومصالحهم. 

ورفضاً منهم لرفع الأسعار قرروا أن يغلقوا مصدر رزقهم.

كان صباح مدينة صيدا اليوم صامتاً مع إعلان بعض المحال التجارية الاقفال، بوضع المالكين ملصقات على جرارات محالهم مكتوب عليها "مقفل لعدم رغبتنا برفع الاسعار".

صيدا المدينة التي كانت لا ترى وجهاً عابساً يمشي في شوارعها، والتي كانت حاضنة للراغبين بالتسوق وللمارين فقط للاستمتاع بضجيجها، أصبحت لا ترى سوى الحزن والتعب على وجه أهلها.  

بائع الكعك عندما سأله أحد المارة عن الوضع كاد أن ينفجر من الضحك، وقال: "عن أي وضع تتكلمون... زهقنا نعيد ونحكي بالوضع بدنا حل". 

مل الناس من الكلام ومن إعادة سرد أوجاعهم التي تكاد ان تصبح نشيد صباحهم.

باتوا يبتسمون في وجه من يسألهم عن الوضع المبكي والمأساوي الذي يعيشونه، لعجزهم عن إيجاد الكلمات التي توصف الحرب المعنوية والاقتصادية التي يخوضها أهالي مدينة صيدا وكل لبنان. 

ويبقى السؤال عن المجهول وإلى أي مستقبل "مزهر" سيسحبنا تيار هذا البلد؟

المصدر :جنوبيات