الأربعاء 17 آذار 2021 09:34 ص

عيد الأم يطل حزيناً.. فقر وجوع و«كورونا» - ثريا حسن زعيتر


* ثريا حسن زعيتر

يطلُّ عيد الأم هذا العام مُختلفاً عن الأعوام السابقة بكل تفاصيله.. إذ لم تعد الفرحة تعم المنازل بقدومه.. فهناك الكثير ممن فقدوا أمهاتهم.. آخرون خسروا فلذات أكبداهم بسبب هجمة جائحة «كورونا».. كما هناك مَنْ لم يعد قادراً على شراء الخبز لإطعام أطفاله.. في ظل الأزمة الاقتصادية القاتلة والارتفاع المجنون لأسعار المواد الغذائية.. فكيف إذا كان يسعى لشراء وردة في عيد الأم.. «الله يستر» كم سيبلغ ثمنها!!

إلا أنّ بصيص أمل لاح في الأفق لتخفيف العبء المادي عن كاهل الكثير من النساء (فتيات وسيدات)، بانطلاق حملة «زوّادتنا» لتشغيل وتشجيع النسوة الفلسطينيات على العمل من أجل تحسين دخل الأسرة.. في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون كنتاج للأزمة المالية الاقتصادية في لبنان.. والتي زاد من حدّتها تفشي فيروس «كورونا».. وتداعياتها الاقتصادية والمالية.

الحملة أبصرت النور في شهر آب 2020، وتعتمد على مبدأ تعزيز التكافل والتعاضد الاجتماعي، من خلال دعوة مساهمين فلسطينيين ولبنانيين (رجال وسيدات أعمال، موظفون وموظفات) لشراء وجبات طعام ساخنة وتقدميها لعائلات متعفّفة في مخيّم عين الحلوة وجواره، كما يعود ريع العائدات المالية للحملة لتغطية تكاليف المواد الأولية ودفع أجور العاملات في إعداد الوجبات.

هذا، وتستفيد المرأة العاملة في المشروع من خدمة التدريب التي يقدّمها المطبخ الفلسطيني «زوّادتنا»، التابع للجمعيات التعاونية النسائية، من مهارات الطبخ لاسيما الأكلات التراثية الفلسطينية، الحلويات، المعجنات، المربيات، المقطرات.

منسّقة المشروع روان السيد قالت لـ«اللواء»: «إنّ الهدف الذي تسعى له حملة التشغيل «زوّادتنا» هو تمكين المرأة الفلسطينية اقتصادياً أولاً، وإعالة الأسر المتعفّفة ثانياً، من خلال تقديم الوجبات الساخنة لهم، فهو عمل خيري يتحتم عليه الاستمرارية، ويقوم البرنامج على تشغيل 5 نساء شهرياً، يجري اختيارهن على أساس معايير محدّدة: حاجة المرأة للعمل (الأسر الأكثر فقراً)، توافر الوقت للعمل، الاستعداد للخضوع لدورات تدريب.. وهو ما أسفر عن انضمام 35 امرأة للحملة حتى نهاية شهر شباط، وأيضاً نعمل على جعل المرأة الفلسطينية تستغل قدراتها وإمكانياتها اللامحدودة في سبيل التطوّر والنهوض بنفسها وبعائلتها».

وبابتسامة أمل قالت نعمة جميلة (من المشاركات في الحملة): «ساعدتنا الحملة على فتح منازلنا وإعالة أطفالنا في ظل الغلاء الفاحش، الذي نعيشه اليوم في لبنان، وبالمخيّمات الفلسطينية خصوصاً، فقد سهّلت علينا  شراء المواد الغذائية، وما يحتاج إليه الطبق اليومي، هذا عدا عن الدعم النفسي الذي قدّمته لنا الحملة، فاليوم أصبحتُ امرأة عاملة وقادرة على تلبية احتياجات أولادي ومنزلي».

وإذ تمنت «من كل قلبي الاستمرار لهذه الحملة لدعمنا نحن النساء المُعيلات بشكل أساسي لأسرنا»، نصحت «جميع النساء الفلسطينيات بالعمل، بما فيه فائدة علينا من الناحية المالية والنفسية، ولا نكون عبئاً على أحد بل امرأة  فلسطينية منتجة  وقوية».

وختمت الحزن في عينيها: «عانينا ظروفاً صعبة، حتى وصل بنا الأمر إلى أنّنا لم نعد نملك ما نقيت به أبنائنا.. وبخصوص عيد الأم كنّا في الماضي نتنظره كي نجتمع مع العائلة ونفرح، أما حالياً فكل شيء تبدل حتى الفرحة أصبحت ممنوعة عنّا».

 

 

 

 

 

المصدر :اللواء