السبت 10 نيسان 2021 08:02 ص

سياسة اللعب على حافة الهاوية


* نهاد أورفلي

من الغباء والمخزي والمعيب أن يترافق إنتهاء الكلمة «المسجلة» لرئيس الجمهورية مع «همروجة» مسيرة سيّارة لعدد من أنصاره، مما يشكّل إنتقاصاً لموقع وهيبة رئاسة الجمهورية وجعله في موقع رئيسٍ لما تبقّى من تياره السياسي بدلاً أن يكون رئيساً للبلاد!

لم يعد خافياً على أحد من الأطراف الدولية والعربية أن الطفل المدلل للعهد، حجر الأساس في عرقلة تشكيل «حكومة مهمة» إنقاذية للبنان، بغية تحقيقه لمآرب ومصالح شخصية، حيث أصبح معزولاً ومعاقباً أميركياً ومنبوذاً أوروبياً وعربياً...

رغم ذلك لا تزال عوارض سياسية الإنكار والهروب إلى الأمام «تظهر على تغريدات رئيس التيار»، وإطلالات رئيس الجمهورية، الذي أعادته التفليسة إلى «دفاتره القديمة» ليقلّب صفحات «أمجاد عابرة» بالنسبة إليه فقط... كمن يقف على «الأطلال» مخاطباً اللبنانيين: «أنا ميشال عون أنا الجنرال أناديكم»، في مشهد غلب عليه الضعف والوهن واستجداء تعاطف الناس لكي يستذكروه في حقبة «الجنرال» بعد أن خزلهم في سدّة الرئاسة... يا لها من حقبة أخذت البلاد إلى الكوارث والويلات والدمار...!!

لا يمكن إبعادكم عن المسؤولية يا فخامة الرئيس، لما وصلت إليه الأمور في البلاد، لأنك وضعت نفوذ الدولة اللبنانية كلها من خلال وضع نفوذ رئاسة الجمهورية بتصرف تلميذك، لمجرد أنه صهرك وتتفق معه في الأفكار السياسية والشخصية ومقارعة الأخصام السياسيين ومحاولة عزلهم وممارسة سياسة اللعب على حافة الهاوية.. بعيداً عن المصلحة الوطنية العليا.

يبقى الرهان على العوامل الخارجية للخروج من هذا المستنقع، خصوصاً أن بعض الأفرقاء والسياسيين اللبنانيين سلموا زمام أمورهم إلى هذا الخارج الدولي والإقليمي وأصبحوا مرهونين ومرتهنين إليه لأسباب يعلمها الجميع..

يا فخامة الرئيس، لا ضرورة لأن تسلّمنا لبنان أفضل من الذي تسلّمته، فليس في وسعنا تحمّل المزيد من الكلفة والمخاطر والويلات!

المصدر :اللواء