الخميس 22 نيسان 2021 21:18 م

​معركة الحق الفلسطيني في الكونغرس الأميركي.. في منشور للوزير السابق غازي العريضي


* جنوبيات

حسناً فعل الرئيس الأميركي جو بايدن بإعلانه استئناف تمويل المساعدات الإنسانية للأونروا والسلطة الفلسطينية ، وتمسكه ب " حل الدولتين " ، داعياً الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى عدم اتخاذ إجراءات من جانب واحد . هي خطوة عملية جيدة تنسجم مع قناعات الرئيس المبدئية لحل القضية الفلسطينية بعد أن اقفلت إدارة ترامب السابقة كل الأبواب أمام هذا الحل ، وأكدت التزامها بكل ما طلبته اسرائيل وتأييدها كل إجراءاتها التي اتخذتها من جانب واحد . إدارة ترامب أقفلت مكاتب السلطة الفلسطينية . أوقفت المساعدات . فقطعت العلاقات . فأطلقت يد اسرائيل . 

الرئيس بايدن ، أيد ضم القدس واعتبارها عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. مع ملاحظة بترك موضوع مناقشة مستقبلها النهائي الى المفاوضات النهائية . في سياق محاولة إيجاد مكان ولو على ضفافها لإعتماده عاصمة لدولة فلسطين !! ثم أكدت إدارته ان الضفة والقطاع أرضاً محتلة من قبل اسرائيل . وهذه خطوة أيضاً تناقض ما تقوم به دولة الاحتلال . نتائج هذه المواقف كلها غير مضمونة . بمعنى أن الرئيس بايدن يعرف تماماً ماذا جرى مع نتانياهو عندما كانت إدارة الرئيس أوباما تسعى الى ترجمة الأهداف الأساسية ل " حل الدولتين " وكيف أفشل رئيس حكومة الإرهاب كل محاولات وزير الخارجية السابق جون كيري ، وبايدن كان نائباً للرئيس . الأهم في المواقف المذكورة دعم الأونروا . وهذا أمر لا يريده الاسرائيليون وعدد كبير من أعضاء الكونغرس الأميركي . بل على العكس من ذلك . يريدون تدمير هذه المنظمة لأنها لا تعترف بعدد اللاجئين الفلسطينيين الذي تصرّ عليه اسرائيل ويقارب الأربعين ألفاً فقط ، فيما هي تتحدث عن الملايين الموجودين في الشتات خصوصاً في المخيمات في عدد من الدول ويعيشون حياة بائسة تحتاج الى المزيد من الدعم والعناية والرعاية لتأمين مقومات الحد الأدنى من العيش الكريم والتعليم والطبابة لهم . 

وعلى وقع الخطوات التي أعلنها الرئيس بايدن قامت مجموعة من أعضاء الكونغرس بالعودة الى مشروع قانون كانت قد تقدمت به في نهاية فترة ولاية الكونغرس السابق ، يدعو الى تغيير المنهج التعليمي الفلسطيني الذي يتم تدريسه في المدارس الحكومية !! السبب حسب زعمهم أن المنهج يحتوي مواد تدريسية " معادية للسامية "" وتحريضية"  ضد اسرائيل واليهود !! وكأن دولة الاحتلال تعمم ثقافة التسامح ، والمحبة ، والإنسانية،  والأخلاق ، واحترام العدالة ، والقوانين ، والقرارات الدولية ، ومعايير حقوق الإنسان في تعاملها مع ابناء الشعب الفلسطيني على أرضهم المحتلة ، ومع الذين يحملون منهم الجنسية الاسرائيلية داخل " الدولة اليهودية " التي يعتبرونها " الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط " !! وهي دولة الإرهاب المنظم والاحتلال والاغتصاب للأرض ولكل الحقوق ومبادئ الرسالات السماوية في العالم !! مشروع القانون هذا يعني أن على الفلسطيني أن يقبل كل هذه الممارسات . ألا يعترض على شيئ . لأن من حق اسرائيل أن تستبيح أرضه وحريته وكرامته وحقه وتمارس عنصريتها وحقدها وكراهيتها ضده وهو ممنوع من قول الحقيقة لأولاده !! ممنوع من تدريسهم تاريخهم الحقيقي .

من هم ؟؟ ماذا حل بهم ؟؟ هل الأرض أرضهم أم هي أرض اليهود وهم احتلوها والحقيقة عكس ذلك ؟؟ المعركة هنا على أرض فلسطين وفي الكونغرس الأميركي نفسه . لماذا ؟؟ لأنه في الوقت الذي يطرح فيه مشروع القانون المذكور تقدمت بيتي ماكولوم العضوة في الكونغرس بمشروع قانون يربط المساعدات المقدمة لاسرائيل باحترامها حقوق الشعب الفلسطيني . وقالت : " إن المشروع يهدف الى الدفاع عن حقوق الانسان للأطفال وأسر الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال العسكري الاسرائيلي " . ودعت زملاءها الملتزمين بتعزيز حقوق  الانسان والسلام والعدالة للفلسطينيين الى مشاركتها برعاية هذا المشروع الذي يحظر استخدام الأموال الممنوحة لاسرائيل من قبل دافعي الضرائب الأميركيين في الحالات التالية : 
1 -  الاعتقال العسكري أو اساءة أو سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين أو الاعتقال العسكري الاسرائيلي . 
2 -  دعم مصادرة وتدمير الممتلكات والمنازل الفلسطينية بما ينتهك القانون الدولي الانساني . 
3 -  أي دعم او مساعدة لضم اسرائيل أحادي الجانب في انتهاك القانون الدولي الإنساني  .

هذا ما يجري في الكونغرس الأميركي والمعركة صعبة لأن التوازن فيه دقيق جداً بين الجمهوريين والديموقراطيين . لكن على الأقل ثمة مشرّعون في أميركا يقفون الى جانب القانون الدولي الإنساني ضد الظلم والقهر اللاحقين بالفلسطينيين على أرضهم من قبل اسرائيل لذلك يدعو هؤلاء الى حرمانها من " مساعدات " او "معاقبتها " معنوياً .

وهذا أمر مهم ينبغي البناء عليه إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً لتأكيد وتثبيت الحق الفلسطيني ولمخاطبة أبناء الأرض العربية . أصحاب القضية مبدئياً . العرب الذين يذهبون الى اسرائيل ولا يطالبونها بشيئ يتعلق بالحق الفلسطيني والمقدسات ، بل يطلبون إليها الرعاية والحماية والتعاون لضمان أمن واستقرار المنطقة !! واسرائيل لا تفعل شيئاً مجاناً . تستفيد من هؤلاء . تخترق دولنا وأنظمتنا ومؤسساتنا واقتصاداتنا وبالتأكيد سوف تتلاعب بأمنهم ، ويصبحون في حالة من الضياع والهروب الى الأمام . والفلسطيني لا يهرب بل يتقدم الى الأمام بشهدائه وتضحياته تمسكاً بأرضه وحقه . ولن يكون أمن واستقرار في أي مكان في المنطقة دون حل لقضيته !!

معركة في الكونغرس الأميركي حول الحق الفلسطيني وغياب عربي ، بل شراكة بعض العرب مع اسرائيل المدانة باغتصاب هذه الحقوق وبانتهاك حرمات المقدسات وطرد المصلين والمؤذنين من المساجد مع بداية شهر رمضان المبارك!! 

المصدر :جنوبيات