الخميس 17 حزيران 2021 21:57 م

قمة جنيف: تمنيات النجاح… هل تتغلب على الخلافات بين القطبين الأميركي والروسي؟!


* هبة محمد إسماعيل

في محاولة لتخفيف حدة الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، بشأن الأسلحة النووية والأمن السيبراني، شهدت مدينة جنيف السويسرية، يوم الأربعاء في 16 حزيران/يونيو 2021، أعمال القمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

وسط أجواء متوترة وعلاقات، اتفق على أنها وصلت لـ"أدنى مستوياتها" بين البلدين، انعقدت القمة في فيلا لاغرانج، المبنى الذي يعود إلى القرن الـ18 ويقع في قلب المدينة مع منتزه بإطلالة خلابة على بحيرة جنيف.

الجولة الأولى من اجتماع القمة استمرت على مدى ساعتين، انطلقت بعدها جولة ثانية مع فريق أوسع من المفاوضين.

جاء توقيت عقد القمة، بعد نحو 5 أشهر من تولي الرئيس بايدن مقاليد الحكم، في تجربة حازمة، ليثبت أن هناك فرصة لأن يبرز كمفاوض جيد في جنيف.

كما أن الرئيس بوتين حقق رغبته من خلال هذه القمة، وهي إثبات أهمية روسيا في الساحة العالمية.

أبرز ما تمت مناقشته في قمة جنيف هي العلاقات الثنائية، والاستقرار الاستراتيجي، وتسوية النزاعات الإقليمية، والتعاون في مكافحة جائحة فيروس "كورونا".

كما عزم الرئيس بايدن على إثارة قضية بيلاروس ونظامها برئاسة ألكسندر لوكاشنكو، خصوصا أن موسكو هي الداعم الأكبر لها.

كذلك تضمن جدول أعمال القمة قضية مراقبة الأسلحة النووية.

وبحث الرئيسان أيضاً ملفي إيران وكوريا الشمالية النوويين، إضافة الى قضية القطب الشمالي والتغيير المناخي، وصولاً إلى الأزمة السورية، بالإضافة إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية، هي المعلومات المضللة عبر الإنترنت والهجمات الإلكترونية.

وأشاد رئيسا الولايات المتحدة وروسيا بمحادثاتهما في جنيف، لكنهما لم يحرزا تقدماً ملموساً يذكر في الاجتماع الأول من نوعه منذ عام 2018.

وقال الرئيس بايدن: "تم الإعلان عن الخلافات، ولكن ليس بطريقة مبالغ فيها".

وأشار إلى "أن روسيا لا تريد حرباً باردة جديدة".

كما رأى الرئيس بايدن "أنهما لا يحتاجان إلى قضاء المزيد من الوقت في الحديث".

وقال: "هناك الآن احتمال حقيقي لتحسين العلاقات مع روسيا".

وبدوره قال الرئيس بوتين: "إن بايدن رجل دولة مخضرم"، وأنهما "يتحدثان اللغة نفسها".

وبحسب التحليلات التي كتبها كل من ماثيو تشانس ولوك ماكجي، فإنها تخلص إلى أنه كما منحت القمة بوتين فرصة لوقف تداعيات تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، إذ قد تكون الولايات المتحدة مترددة حالياً في فرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا أو توبيخ بوتين لاعتقاله المعارضين في الداخل، قد يكون كل ذلك مفيداً عندما تجري روسيا انتخابات برلمانية في وقت لاحق هذا العام.

وأضافا، أن بوتين بذهابه إلى جنيف قد حصل على ما يريده بالضبط، وغادر سويسرا بانتصار دبلوماسي ضخم، بمجرد حضوره.

واعرب محللون عن اعتقادهم أن اللهجة التي استخدمت من قبل بايدن كانت لهجة قوية وصريحة كان يريد من خلالها أن يظهر أن العلاقة الأميركية - الروسية تختلف الآن عن سابقاتها عندما كان الرئيس دونالد ترامب بصداقته وعلاقته الشخصية بين بوتين وترامب، مذكرين أن ترامب تعرض الى انتقادات واسعة من الداخل الأميركي، لذلك جاء بايدن ليظهر أنه على النقيض من الرئيس السابق ويريد أن يكون حاسماً".

كما اعتبروا "أن تصريحات الرئيس بوتين بشأن امكانية تعاون روسيا وأميركا بتبديد القلق الأميركي فيما يخص عسكرة القطب الشمالي، هي رسائل طمأنة وأن روسيا منفتحة على جميع الملفات الشائكة التي تسبب صداعاً للادارة الأميركية، خاصة ملف حقوق الانسان".

وأكد المراقبون "أن هناك ازدواجية في المعايير الأميركية بالنسبة لحقوق الانسان، حيث أن هناك دولاً في منطقة الشرق الاوسط لا تتحدث عنهم الادارة الاميركية، شعوبها تحكم بالحديد والنار ولا تستطيع التعبير عن رأيها، لكن الادارة الاميركية تدعم انظمتها الاستبدادية الفاسدة مادياً وعسكرياً ودبلوماسياً، ويأتي بايدن اليوم ليتحدث عن حقوق الانسان في روسيا".

واعتبر المراقبون "أن بايدن يستخدم هذه الورقة للضغط على روسيا لتقديم التنازل في ملفات أخرى".

المصدر :جنوبيات