الخميس 22 تموز 2021 14:49 م

كار السياسة


* غازي العريضي

في الساعات القليلة الماضية وقبل أيام من موعد الاستشارات النيابية لتكليف شخصية بتأليف الحكومة ، وفي ظل التسريبات الكثيرة التي تشير الى تفاهمات دولية إقليمية كبرى حسمت الأمر وتمّ الاتفاق على إسم محدّد ، والإرباك والضياع والحديث عن عدم وضوح في الرؤية حتى الآن ، وفق تحليلات وتسريبات أخرى ، قال أحدهم : " يا سيدي لنفترض أن دولاً فاعلة اتفقت فهل هذا يحسم الأمر ؟؟ عندنا يقولون : العريس متيّم . مستعد لأي شيئ . لديه إمكانات مالية مهمة . الأهل والأقارب والأصحاب والعاملون في الشركات والأرباب مندفعون مستنفرون . العروس قد تقبل ولو على مضض لأن القلب لا ينبض بالحب لكن الظروف صعبة وثمة فرصة. لذا قد تقبل . أما أهل العروس فمسألة أخرى . وقرارهم حاسم !! هؤلاء مع الأقارب والأهل والأصحاب والأرباب وفي مراكز القرار والحقد الدستوري والقانوني " والحقوقي " المحصّن ب " الصلاحيات " في مكان آخر فماذا يحصل " ؟؟ وأضاف الرجل العتيق العريق : "لا تتجاهلوا أهل العروس !! والتجربة أمامكم . كانت دول كبرى متفقة . ميّالة الى شخصية معينة رست عليها نتائج الاستشارات النيابية ، من فرنسا الى الفاتيكان وروسيا وبريطانيا ومصر والإمارات ودول أخرى . صحيح أن هذه الشخصية خيّبت الآمال ولم تكن على " قدّ الحال " وارتكبت خطايا ، وأساءت التقدير والتدبير فخسرت تعاطف وتفهّم عدد كبير من هذه الدول كما خسرت تأييد قوى وشخصيات في الداخل . لكن الأصح أيضاً أن لعبة الداخل ، ودوائر الحقد والضغينة والحسابات الضيقة كان لها تأثيرها السلبي الكبير في مسيرة تعطيل تشكيل الحكومة ، إضافة الى أخطاء في إدارة الأمور فرنسياً وأوروبياً وعربياً في بعض المواقع. فوصلنا الى هنا . ماذا استجدّ الآن ليصبح " التفـــاهم " الموعود ذا زخم وقدرة على التأثير ؟؟ ومن قال : إن ثمة ثقة بين أركانه ؟؟ وأن المسألة ليست توزيع أدوار ؟؟ لقد سمعنا منذ أشهر معلومات مؤكدة تقول إن المكلّف تشكيل الحكومة لن يشكّل . سيعتذر ولكن بين آب وايلول !! اعتذر قبل . ما الهدف من وراء هذا الموقف ؟؟ هل كان المكلّف يعلم بالأسباب الكامنة وراءه ؟؟ هل كلّف خاطره وفكر وسأل ؟؟ إذا لم يكن يعلم فتلك مصيبة وإذا كان يعلم فهي مصيبة أكبر "!! سألت محدثي : " ما هو الهدف ؟؟ هذا هو الأهم " !! قال : " الوقوع في المصيبة والانتقال من مصيبة الى أخرى . والآن سينفجر الناس غضباً بمناسبة الذكرى الأولى لتفجير المرفأ وقد بدأنا نلمس مؤشرات الغضب . وثمة من سيدخل على خط التحركات للاستغلال السياسي أكثر وأكثر . إضافة الى الهجوم المركّز على " حزب الله " وتحميله مسؤولية كل شيئ في البلد " !! سألت : " دفعوا " العريس " السابق الى الاعتذار فماذا سيفعل " العريس الجديد " ؟؟ قال : " لذلك قلت لك بقي أهل العروس . لن يكونوا متساهلين معه . " العريس الأول " وقّع عقد " زواج سياسي " معهم . فوقع وأوقع البلد معه وهذه هي الكارثة التي نحن فيها. هجر . ثم قرر العودة . قبلت تزكيته لكن طلبه لم يقبل . " العريس الثاني " وفي هذه الظروف الصعبة " لن يشيل الزير من البير " لن يعود على حصان أبيض . المشكلة معقدة جداً ". قلت : " ماذا يمكن أن يحصل ؟؟ هذا هو الموجود وعلى طريقتك سأستخدم مقولة شعبية عندنا " بالموجود جود " . قال بسرعة خاطر لافتة : " يا عزيزي أعرف أن هذا الموجود . لكن الجود يرفضهم ، يلفظهم . لا يرى فيهم شيئاً من قيمه . وثمة كثيرون غيرهم أيضاً لكنني أرى الصورة سوداوية حتى لو تمّت التزكية خلال الأيام المقبلة لسنا ذاهبين الى عرس وفرح . إذا قبل " العريس الجديد " بشروط أهل العروس يعني أنه أطاح بكل المواقف والثوابت والبيانات الصادرة عن نادي رؤساء الحكومات والمجلس الشرعي ، وكل الذين اعتبروا المسّ بالصلاحيات واتفاق الطائف أمراً لا يمكن أن يمر . وفوق ذلك يعني ان قوة التفاهم الدولي سقطت عند باب أهل العروس وأقاربهم وأصحابهم وأربابهم فهل هذا يبشر بخير ؟؟ وإذا لم يقبل ستتكرّر التجربة . بل سنكون أمام مفاجآت كبيرة تقلب جدول الأولويات رأساً على عقب " !! عند هذا الحد انتهى الحديث . خلال أيام تتظهر الصورة لكن ما قيل يستحق الوقوف عنده. تبقى ملاحظة : ثمة من يرى نفسه " قامة وطنية " ويزهو بتصنيف ذاته هكذا ويبدي تعففاً عن التقدم في اتجاه رئاسة الحكومة وليس معروفاً عنه هذا الترفّع . حبذا لو كان التعامل مع استحقاق الاستشارات بمستوى أعلى من الاحترام لكرامة الموقع . فالخطوط مفتوحة في كل الاتجاهات للوصول إليه والتسريبات تتحدث عن التعالي في انتظار قبول الآخرين بالشروط . كأن الناقص حتى الآن تنظيم مظاهرات شعبية حاشدة للمناشدة : نرجوكم قبول تحمّل المسؤولية !! إنها إهانة للسياسة ، لأن للسياسة حرمتها وحرفتها وكرامتها ولعبتها وقوانينها وفنونها وعروضها وقد تعلمت من ومع العتاق في كارها الكثير الكثير . حمى الله لبنان من أوكارها حيث يعشعش من لا علاقة لهم بها ويصنفون سياسيين . وأتمنى ألا تقع المفاجآت التي قالها محدثي العتيق العريق في الكار !! وزير ونائب سابق

المصدر :جنوبيات