الأربعاء 28 تموز 2021 18:43 م |
الحريري: انفجار المرفأ ليس قضية مسيحية بل وطنية وندعم ميقاتي حتى النهاية |
* جنوبيات قال الرئيس سعد الحريري في حديث الى قناة "سكاي نيوز العربية"، ردا على سؤال عن سبب تأخره في الدعوة إلى تعليق المواد الدستورية لرفع الحصانات عن المسؤولين في قضية انفجار المرفأ: "لم نتأخر، فحين تم تعيين قاضي التحقيق، لم تكن هناك مشكلة حصانات، ولم يكن هناك أحد يتكلم بهذا الشأن، والقانون والدستور معروفان، المفروض أنه كان معروفا كل شخص أين تتم محاكمته. فالقضاة لديهم محكمتهم الخاصة وهناك المجلس العدلي وهناك أيضا المحكمة العليا للرؤساء والوزراء، وهذا أمر منصوص عليه في الدستور، والقانون ينص على أن القضاة يحالون إلى محكمة خاصة والمجلس العدلي يحاكم الآخرين. ولكن حين أصبحت القضية تصوَّر في السياسة على أن هناك أشخاصا محميون وآخرون غير محميين، بات كل طرف يريد أن يزايد شعبويا، ولكن الدستور ليس وجهة نظر. هناك دستور ينص على ذلك، وهناك قوانين تنص على أن القضاة يحالون على محكمة خاصة وهناك مجلس عدلي. فما هو المطلوب؟ أن تصدر ثلاثة أحكام مختلفة؟ وحين باتت هناك مزايدات شعبوية واتهام بحقنا بسبب العريضة، المرتكزة على ما ينص عليه الدستور وليس على ما يقوله سعد الحريري، والدستور ليس سعد الحريري أو بهية الحريري أو أي من كتلة المستقبل هو من وضعه". أضاف: "بالتأكيد الفاجعة كبيرة جدا، وخاصة لأهالي الشهداء، وحين يسمعون أن الدستور يعطي حصانات لفلان أو فلان أو أن القانون يعطي حصانات، فإننا اليوم نحتاج الى إذن من أجل ملاحقة أي موظف في الدولة. هذا في الأمور العادية، فما بالكم بأمر كانفجار المرفأ؟ لذلك، الفكرة التي خرجنا بها بالأمس تسهل الأمور على المحقق، وبذلك يصب كل شيء في محكمة واحدة. وقد قلنا بالأمس إننا بعدما رأينا كل هذه المزايدات، والمؤسف أن هناك أطرافا ومحطات تلفزيونية تحاول أن تصور أن الخسارة اليوم هي خسارة مسيحية، كلا، ما حصل خسارة وطنية لا مسيحية. ليس المسيحيون هم من ذبحوا بهذا الانفجار، بل لبنان الذي ذبح، وبيروت، كل بيروت التي ذبحت. وهناك إصرار على تحويلها الى قضية مسيحية. كلا ليست قضية مسيحية، إنها قضية وطنية كاغتيال رفيق الحريري". وتابع: "حين استشهد رفيق الحريري ودفن، كان هناك من يصلب ومن يقرأ الفاتحة على قبره. لماذا علينا أن ننقل قضية وطنية كهذه ونحولها على أنها فقط قضية مسيحية؟ كلا هي ليست كذلك. هي قضية وطنية تهم كل لبناني وخاصة نحن. لذلك، حين تريد أن تعرف حقيقة ما حصل في المرفأ، لا بد من مواجهة في مكان ما مع من لا يريدون كشف هذه الحقيقة. فلماذا لم يتم السير بالتحقيق الدولي؟ حين يخرج 4 رؤساء حكومات سابقون ويطالبون بالتحقيق الدولي، يأتي في اليوم التالي رئيس الجمهورية وغيره ليقولوا لماذا نريد تحقيقا دوليا؟ ومن ثم يتم تخويننا، ونحن أولياء الدم". وأردف: "كيف يمكن أن أشكل حكومة اليوم؟ على أي أساس؟ أليس على أساس الدستور؟ فلماذا أشكل حكومة على أساس الدستور وأجري انتخابات على أساس الدستور وأحترم المهل على أساس الدستور، وفي أمور أخرى لا أستمع لما يقوله الدستور؟".
سئل: كنت أول من طالب بتحقيق دولي بعد الانفجار؟
سئل: هل تراجعتم عن الطلب؟ هل خذلتكم المحكمة الدولية؟ أضاف: "مشكلة الناس أنهم ينسون. ففي التحقيق بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نسي الناس أن المحقق قابل بشار الأسد وإميل لحود وحقق معهما. أما في القانون اللبناني فلا يمكن ذلك، لأن هناك حصانات. ما قمنا به بالأمس هو المطالبة برفع الحصانات، وهذا لا علاقة له بالسياسة. أنا لم أقم بذلك، لا من أجل المزايدات ولا لأي هدف آخر، وإنما لأنه إذا كان هناك من سيشعر مع أهالي الشهداء والضحايا والعائلات المصابة والمتضررة، فإن هذا الإجراء هو الوحيد الذي يمكن اتخاذه، وعندها تصبح لدى القاضي بيطار كل الصلاحيات للتصرف. وهكذا نجد الحقيقة".
سئل: هل تعرف تفاصيل ما يعيشه اللبنانيون اليوم؟ ما هي خطتكم كنواب في كتلة "المستقبل"؟ أضاف: "المشكلة أن هناك فريقا سياسيا يحاول حتى الآن فرض شروطه، ولم يصل بعد لفكرة أن البلد بحاجة إلى حكومات مختلفة، وأنه بحاجة إلى حكومة تستطيع أن تعمل وتنجز وأن ينظر لها المجتمع الدولي بثقة على أنها قادرة على القيام بالإصلاحات. هناك فريق يريد وزراء يتصل بهم ويوجههم كل يوم لكي يعطل عمل الحكومة. معي أنا لم يكن ذلك ممكنا، والآن مع الرئيس ميقاتي، يقولون إنهم متعاونون، والرئيس ميقاتي متعاون، أنا لا أريد أن أخرب شيئا، وإن شاء الله تنجح، ومصلحة البلد أن ينجح الرئيس ميقاتي، ونحن ندعمه حتى النهاية. قلتها بالأمس واليوم وأقولها غدا إننا ندعمه حتى النهاية، لأن البلد بحاجة لحكومة، وأنا اعتذرت بعدما رأيت أن الموضوع بات شخصيا في القصر الجمهوري. ما يهمني ليس سعد الحريري، وحين رشحت مصطفى أديب كان يفترض بي أن أرشح نفسي، لكني لم أفعل لأن ما يهمني أن تكون هناك حكومة لوقف الانهيار".
سئل: هل سينجح الرئيس ميقاتي؟
سئل: لكن هل يعني نجاحه حصول فريق رئيس الجمهورية على مطالبه؟
سئل: أبرمت تسوية سياسية أوصلت ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فهل أنت نادم على هذه التسوية؟
سئل: قلت لو أراد "حزب الله" أن يشكل حكومة لضغط على جبران باسيل، فهل الحزب لا يريد تشكيل حكومة؟ وهل المراوحة مقصودة؟
سئل: هل النوايا صافية؟ أضاف: "على سبيل المثال، يتحدثون الآن عن حقوق المسيحيين. فأين حقوق المسيحيين؟ حقوقهم في الكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها الكثير؟ هل لأن هناك شخصا واحدا مسيحيا يحق له القيام بما يريد؟ وهل سيكون هناك شخص سني يحق له القيام بما يريد وآخر شيعي؟ لا أحد يحق له، ومن يرتكب ذلك عليه أن يخرج من اللعبة وننتهي. هذه العقليات بشلل البلد وبأني أنا فلان أو فلان، فلا، لا أحد أكبر من بلده. أكررها، لا أحد أكبر من بلده. بعد عشر سنوات أو عشرين أن ثلاثين سنة، سنرى كل هذا الطاقم إما توفي أو ترك السياسة فيما يبقى البلد".
سئل: وماذا عن النظام؟ أضاف: "أكرر، الدستور ليس وجهة نظر. مشكلتنا في البلد أن هناك شخصا قرر أن ينقل المعركة من تشكيل حكومة إلى مشكلة حقوق المسيحيين. فكيف تجيب شخصا كهذا؟ إنه يشبه بعض الإسلاميين المتطرفين، كالإخوان المسلمين، ما هي مشكلتنا الأساسية معهم؟ إن لم تكن منهم فأنت لست مسلما. ما يحصل مع هؤلاء اليوم هو الأمر ذاته، إن لم تكن مسيحيا معهم فأنت لست مسيحيا".
سئل: إذا استمرت المراوحة مع الرئيس نجيب ميقاتي، ألا تشكون بأن هناك من يأخذ البلاد إلى فراغ، تمهيدا لتأسيس نظام جديد يتم الحديث عنه بشكل مباشر؟
سئل: هل تعتقد أن التغيير سيأتي عبر الانتخابات النيابية التي نحن على بعد أشهر منها؟
سئل: ما هي عناوينكم اليوم لخوض الانتخابات النيابية؟ طرحتم الخرزة الزرقاء في الانتخابات الماضية والليرة الثابتة، وها هي الليرة انهارت اليوم؟ وختم: "نحن دولة، وكان علينا في اللحظة التي أخذنا القرار بعدم تسديد اليوروبنود، أن نجري مفاوضات قبل شهرين أو ثلاثة، لكي نصل إلى اتفاق مع أصحاب السندات ونبدأ بتنفيذ برنامج مع صندوق النقد. لكن الأمور كانت تجري بشكل عشوائي، تماما كموضوع الدعم اليوم. مرة نخفض الدعم ومرة نزيده، مرة ندعم البنزين ومرة المازوت. البلد لا يسير بهذه الطريقة. لذلك، وجود حكومة هو أمر أساسي لانتظام كل هذه الأمور". المصدر :جنوبيات |