الأحد 15 آب 2021 15:45 م

لماذا يرتدي المحامون اللباس الأسود؟؟!!


* جنوبيات

الحكاية بدأت في عام 1897 حينما كان أحد القضاة في فرنسا يجلس في شرفة منزله ساعة العصرية يحتسي القهوة وشاهد جريمة قتل حدثت في الشارع أمام عينيه حيث شاهد القاتل وشهد طريقة القتل ورصد أيضا كيفية هروب القاتل . وحينما تم نشر اوصاف القاتل وتم القبض على المتهم وإقتيد الى القاضي الذي تعرف عليه فورا .. ورغم إن المتهم أثبت بالدليل اليقيني والشهود إنه كان موجوداً بمكان اخر بعيدا عن مسرح الجريمة لحظة وقوعها إلا أن القاضي لم يلتفت الى دفاع محامي المتهم لأنه كان متأكدا أنه هو القاتل بعينه وبالتالي كان عنده يقين أن المتهم والمحامي والشهود كاذبون وأصدر الحكم بإعدام المتهم وبالفعل تم تنفيذ الحكم وأعدم المتهم على المقصلة !! وبعد مرور اكثر من عام فوجئ القاضي بالمتهم ذاته يقف امامه متهماً فى جريمة قتل اخرى !! .. ومن هول المفاجأة سأله القاضي كيف هربت وقد سبق وشهدت بنفسي تنفيذ حكم اعدامك ؟؟؟!!! وكانت المفاجأة في إجابة المتهم حيث رد قائلا .. انه من تم إعدامه هو شقيقي التوأم وهو بريئ ومظلوم تماما .. لأن من ارتكب الجريمة الإولى هو أنا وليس شقيقي الذى تم الاشتباه به وإعدامه ظلماً .. وهنا أدرك القاضي مدى الخطأ الفادح الذى إرتكبه وأعلن ذلك الخطأ للجميع وكان ذلك سبباً فى إعلان المبدأ القانوني القائل بأنه يجب على القاضي أن يحكم بما أمامه من أوراق ثبوتية وادلة وشهود وليس بعلمه واجتهاده الشخصي !! وهو المبدأ المعمول به حتى الآن !! . وفي أحد المحاكمات التى كان يقوم بها هذا القاضي وجد أحد المحامين يدخل عليه وهو يرتدي روبا أسود فسأله عن سر إرتدائه لهذا الروب ؟؟؟؟ .. فكان رد المحامي هو أن هذا الروب الأسود ليس إلا رمز لشبح المتهم البرئ الذى أعدمته ظلماً .. وانه حداد على المتهم المقتول ظلما .. حتى تتذكره دائما قبل ان تحكم فلا تحكم إلا بالعدل حتى لا تظلم أناسا آخرين !! ومنذ ذلك التاريخ أصبح إرتداء الروب الأسود تقليداً عاماً عند المحامين يرمز الى الحداد على المتهم المقتول ظلما والذي لم يؤخذ بدفاع زميلهم المحامي عنه وتذكيراً للقضاة بزميلهم القاضي الذي أخطأ في حكمه وقتل نفسا بريئة خصوصا ان زميلهم المحامي كان قد احضر دليل براءته ولم يؤخذ بها في القضية !!

المصدر :جنوبيات