الاثنين 16 آب 2021 00:11 ص

مقدمات نشرات الأخبار مساء الأحد 15-08-2021


* جنوبيات

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان" أحد أسود في عكار.. انفجار خزان وقود في بلدة التليل.. تسع وعشرون ضحية وحوالي ثمانين مصابا. المسؤولية المباشرة تقع على من أشعل ورمى قداحته أثناء إشكال على توزيع البنزين. المسؤولية المباشرة تقع ايضا على من يملك هذا الخزان الذي يستعمل للتهريب او للبيع في السوق السوداء. وقد أوقفت مديرية المخابرات صاحب الارض التي وضع فيها خزان الوقود. المسؤولية غير المباشرة تقع على من يؤخر تشكيل الحكومة التي يفترض ان تعمل على حل الازمات الخانقة والضاغطة على اللبنانيين. هذه الازمات ليست في البنزين والمازوت فقط، وإنما هي ايضا في الفيول وغياب كهرباء الدولة كما يسمونها وكذلك كهرباء المولدات التي أصبح الاشتراك فيها يبدأ بالمليون ليرة إذا توفر المازوت. وفي الازمات موت بطيء أو عاجل لاصحاب الأمراض المزمنة وفقدان الأدوية. وإذا كان تشكيل الحكومة مطلوبا بالامس قبل اليوم، فإن يوم الثلاثاء بعد عطلة الغد يبدو بعيدا وغير مضمون الآمال المعلقة على ما قيل إسقاط أسماء الوزراء على الحقائب التي وزعت طائفيا. وفي موازاة ما حصل في التليل، صدرت مواقف متطاحنة طلب فيها الرئيس الحريري وجعجع استقالة رئيس الجمهورية، الامر الذي رد عليه "التيار الوطني الحر" بعنف. وقبل تفصيل الجريمة- المجزرة المحلية- نشير الى ان حركة "طالبان" دخلت العاصمة كابل التي بدأت القوات الامنية فيها بالفرار والتي غادرها الرئيس أشرف غني والتي تنقل فيها الادارة الاميركية سفارتها الى مطار كابل وذلك بعد عشرين سنة من الانتشار الاميركي في أفغانستان. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن" فجر أسود دام جديد بزغ... وهذه المرة من عكار الحرمان... من بلدة التليل تحديدا. الفاجعة وطنية بإمتياز وأنين المفجوعين الفقراء تردد صدى وجعهم في أربع رياح الوطن الجريح. قبل صياح الديك دوى إنفجار خزان الوقود في تلك القرية العكارية فحول في لحظات أكثر من مئة مدني وعسكري ضحايا ومصابين ضاقت بهم المستشفيات التي تعاني ما تعانيه أصلا. روايات ما حصل تعددت... لكن الكلمة الفصل تقولها التحقيقات القضائية والأمنية. أما الرواية الثابتة فهي أن الفاجعة ما كانت لتقع لولا ترك المواطنين لقدرهم في عز الأزمات ومن بينها أزمة المحروقات بكل ما فيها من جشع الجشعين وإحتكار المحتكرين. إنفجار خزان الوقود حط على طاولة المجلس الأعلى للدفاع الذي طلب من الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام في عكار. في الاجتماع تحدث الرئيس ميشال عون عن أنشطة جماعات متشددة في منطقة الشمال لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني. كلام رئيس الجمهورية تناغم مع كلام آخر للنائب جبران باسيل عن عكار التي صارت وكأنها خارج الدولة داعيا إلى إعلانها منطقة عسكرية. هذه المواقف لم تمر مرور الكرام لدى الرئيس سعد الحريري وفجرت حرب بيانات وتغريدات بين التيارين حيث شدد الحريري على أنه من المريب ان تتقاطع مواقف عون وصهره قائلا ان عكار ليست قندهار. الحريري خلص في رده إلى القول: إرحل يا فخامة الرئيس إرحل واضاف لاحقا: إرحل لأنك لن تجد قريبا سفارة تؤويك. من جهتهم رؤساء الحكومات السابقون بمن فيهم الحريري شددوا بعد إجتماع لهم على وجوب مبادرة عون وكل الأطراف السياسيين الفاعلين فورا إلى فك العقد التي ما زالت تحول دون تأليف الحكومة العتيدة. وفي موضوع التأليف لاحظ البطريرك الماروني أجواء إيجابية آملا ان يتم التأليف سريعا. ومن المعلوم إن إجتماعا عاشرا لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيعقد الثلاثاء على الأرجح بعدما التقيا امس بعيدأ من الاعلام. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار" لم تزل ترددات انفجار عكار تسمع اصداؤها في كل أرجاء الوطن، محرومون يبحثون بعد منتصف الليل عنما يسد ظمأهم من قطرات بنزين على بئر احتكار لعينة يتحولون الى كتلة من نار. انفجرت واحدة من القنابل الموقوتة المزروعة على طول البلد وعرضه متسببة بمأساة كبيرة في بلدة التليل العكارية. دفعت عكار هذه المرة ضريبة الفساد والمفسدين والمحتكرين، فالمنطقة التي طالما اكتوت بنار الفقر والحرمان، احترق العشرات من أبنائها في ليل شمالي حالك بفعل سياسات مالية متعاقبة يتوجها اليوم حاكم المصرف المركزي، ليبدأ بعدها الرقص على الدماء والاستغلال المقيت للفاجعة على الطريقة اللبنانية، فاستباقا للتحقيقات، بدأ صب الزيت السياسي على نار الفتنة والتوظيف لغايات ضيقة ومشبوهة. ففي محاولة لتطويق الحادثة، عقد المجلس الأعلى للدفاع جلسة طارئة داعيا القوى الامنية الى ضبط الوضع في منطقة عكار لمنع أي فلتان أمني. الجلسة استهلها الرئيس عون بدعوة الى عدم تسييس المأساة واستغلالها لرفع شعارات واطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها. بدوره، "حزب الله" عزى قيادة الجيش وأهالي منطقة عكار، وأمل أن تشكل هذه المأساة الوطنية دافعا قويا لتسريع تشكيل ‏حكومة تكون المدخل لإخراج اللبنانيين من الأزمات الخطيرة. أزمات لم يعد خافيا على أحد الدور الاميركي في تفاقمها، كما في الكثير من دول المنطقة، فبعد عشرين عاما من الاحتلال لافغانستان، خرجت قوات المارينز على عجل تاركة خلفها كل حلفائها من الافغان، فيما طالبان تدخل العاصمة كابول ويتولى مجلس انتقالي ادارة البلد. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في" إرحل. كلمة واحدة لا بديل لها اليوم. أيها السياسي الذي تبني مجدك، إن وجد، على استغلال الدم، من دون أن تقدم لبيئتك ووطنك في كل تاريخك، إلا إنجازَ التحريض، إرحل. يا من ثبت بالدليل المصور القاطع والجرم المؤرشف المشهود، أنك تبيع أنصارك أوهاما وشعارات، ليس أقلَها مناهضة الحكم السوري، فيما نوابك ومسؤولوك، أول الناشطين على خط التهريب الى سوريا، إرحل. يا من تؤلب ناسك مذهبيا وفق المصلحة، ثم تحدثهم عن ربط نزاع عندما تتبدل المصالح، إرحل. يا من تراهن على إعادة عقارب الميثاق والشراكة والمناصفة إلى ما قبل عام 2005 باستغلال المعاناة المعيشية التي يتألم جراءها الناس بفعل ما اقترفته أو غطته يداك، إرحل. أيها المفرط بالثروات، والسارق للهبات… يا من تتهرب من التدقيق الجنائي بألف حيلة وحيلة، وتلف وتدور حتى لا تقر قوانينَ الإصلاح، أو كي تقرها فارغة من المضمون، إرحل. أيها الرافض لعودة اللاجئين والنازحين، والمتاجر بالمساعدات وبمصير الوطن ونسيجه، إرحل. يا رئيس الحزب الذي لا ترى في كل ما يتعرض له وطنك ومواطنوك إلا صندوق الانتخاب، إرحل. يا من تدوس على كرامة الشعب، وتاريخ الوطن، وتضحيات الشهداء والمناضلين من كل الطوائف والمذاهب والمناطق من أجل نفوذ وكرسي، إرحل. أيها الثائر الذين لا يثور إلا بوجه من يحارب الفساد بالفعل والقول، إرحل. أيها الزمن البائس الذي بدأ قبل ثلاثين عاما بفعل تعديلات دستورية عوجاء، وسياسات اقتصادية ومالية خاطئة، وسرقات مفضوحة، وارتهانات خارجية متنقلة ومكشوفة، إرحل. أيها المصرُ على منطق التعميم، والمساواة بين الجلاد والضحية، بما يحمي الفاسدين، إرحل. أيها التاجر الذي لا تهمه حياة الناس، فتخزن البنزين، وتخبئ الدواء والغذاء، وتكنز لنفسك كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون، إرحل. إرحل. كلمة واحدة لا بديل لها اليوم. إرحل أمام كارثة عكار. إرحل أمام مأساة المرفأ. إرحل أمام كل ما يعانيه الناس، وجرى التحذير منه في السابق، ولم تسمع… أما أنت يا ميشال عون، يا رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، فوحدك لا ترحل. لا ترحل، قبل أن يرحلوا، لأنك إذا رحلت عن رئاسة الجمهورية كما يخططون، وعن الحياة السياسية كما يتمنون، فهم بإجرامهم وفسادهم ودناءتهم ودجلهم سيبقون. ****************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في" لبنان من انفجار الى انفجار ومن جريمة الى جريمة. فبعد سنة وعشرة ايام تماما على جريمة المرفأ، جريمة جديدة ترتكبها المنظومة القاتلة بحقنا. انفجار في عكار، وتحديدا في التليل، ادى الى سقوط 28 ضحية على الاقل، اضافة الى عشرات الجرحى. في المبدأ، المسؤولية سياسية في الدرجة الاولى. فالمسؤولون الذين لم يضعوا خطة للمحروقات فأحرقونا بازمتها، والمسؤولون الذين يتهربون من محاربة التهريب الى سوريا بذرائع كثيرة، والمسؤولون الذين لم يتفقوا حتى الان على رفع سعر الدعم لاسباب انتخابية شعبوية، هؤلاء تحديدا هم من يتحملون مسؤولية مجزرة التليل. طبعا هناك المهرب الحقيقي والفعلي، لكن في المقابل كل الطبقة الحاكمة مدعى عليها ومتهمة بجريمة التليل. واذا لم تنته قصة الدعم غير المنطقية، فان التهريب سيبقى وسيستمر وسيقوى، وسنكون كل يوم امام مجزرة جديدة ترتكب بحق الشعب اللبناني، بل بحق من تبقى منه على الارض اللبنانية. فهل يدرك المسؤولون غير المسؤولين هذه الحقيقة قبل فوات الاوان، اي قبل ان يذهب ما تبقى من احتياطي المودعين عندنا الى سوريا، وقبل ان نحترق كل يوم بنار حارقة تشبه حريق التليل؟ اضافة الى المسؤولين، فان القوى السياسية من رؤساء ووزراء مسؤولة عما حصل. والمسؤولية بين القوى السياسية تتوزع بصورة اساسية على تيارين: "الوطني الحر" و"المستقبل". تيار "المستقبل" رمى التهمة على "التيار الوطني الحر"، معتبرا ان النائب اسعد ضرغام هو من يتحمل، بشكل أو بآخر، مسؤولية ما حصل. في المقابل فند "التيار الوطني الحر" في مطالعة هجومية ممارسات المستقبل، معتبرا ان النواب طارق المرعبي ووليد البعريني ومحمد سليمان هم الذين يحمون صاحب الارض وصاحب الخزانات الموقوف منذ شهرين بسبب التهريب. في الحالين الامر عند القضاء، ولا دخان بلا نار كما يقال، فكيف اذا كانت النار نار محروقات! اذ من المعروف ان عددا لا بأس به من نواب عكار وسواها من المناطق الحدودية يستغلون نفوذهم وفرق الاسعار بين لبنان وسوريا ليحموا عمليات التهريب بين البلدين، وليحققوا من خلالها اموالا طائلة على حساب الشعب اللبناني ولمصلحتهم ومصلحة سوريا. فهل هؤلاء النواب يمثلون الشعب اللبناني ام الشعب السوري؟ وهل هم نواب عن الامة اللبنانية جمعاء كما يقول الدستور، او يمثلون مصالحهم الانانية الخاصة ومصلحة الدولة السورية؟ في النتيجة: المسؤولون عنا يتهربون من تحمل مسؤولياتهم، ونوابنا يسرقوننا ويهربون محروقاتنا واموالنا وجنى عمرنا الى سوريا. فيا ايها اللبنانيون: ما تنسوا ترجعو تنتخبون هني ذاتن!! ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي" "نيترات عكار"... على مسافة أحد عشر يوما من مرور الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ... انفجار في عكار أوقع ضحايا حرقا وجرحى حرقا، تماما كما حصل في المرفأ... استذكر اللبنانيون النيترات لأن هناك أوجه شبه بين نيترات العنبر الرقم 12 وبنزين خزان التليل في عكار ، ومن أوجه الشبه: كيف سمح للجموع في التليل أن يقتربوا من الخزان، مع المعرفة الأكيدة بأن قداحة أو سيجارة مشتعلة أو رصاصة يمكن ان تتسبب بانفجاره ؟ ألس هذا ما حصل في العنبر الرقم 12 حين سمح لفوج الإطفاء بأن يقترب من الحريق مع علم الجميع بأن المواد التي في داخله يمكن أن تنفجر؟ منذ متى هذا الخزان موجود في التليل؟ كيف وصلت إليه عشرات ىلاف الليترات من البنزين؟ من سهل ؟ من غطى وحمى ؟ لماذا الإنتظار إلى أمس لمصادرته؟ وطالما أنه صودر ، لماذا سمح للمدنيين بالإقتراب منه ؟ منذ متى المواطنون يشاركون في المصادرة ؟ إذا تمت مصادرة مخدرات أو أسلحة، فهل يكون للمواطنين حصة؟ المهم ، بعد هذه الفاجعة أو المحرقة ، سموها ما شئتم، ألا يصار إلى تمييع التحقيق وألا يصار إلى إطلاق الوعود الممجوجة من ان التحقيق سينجز في ايام ، تماما كما حصل في المرفأ ، ربما هذه المرة المعطيات أوضح ، فلا حديث عن صاروخ إسرائيلي من الجو ، ولا حديث عم معلم تلحيم جيئ به لسد فجوة في الخزان . ومن أوجه التشابه أنه بعد انفجار المرفأ، انعقد المجلس الأعلى للدفاع وبعد انفجار التليل انعقد المجلس الأعلى للدفاع، قد تكون المقررات متشابهة باستثناء نقل التاريخ من 4 آب 2020 إلى 15 آب 2021 ، ونقل المكان من مرفأ بيروت إلى بلدة التليل في عكار ، والله يرحم اللي راحوا. المهم هل من منطقة ثالثة ستكون غدا لا سمح الله ، على موعد مع كارثة في ظل هذا التمادي في الإهمال؟ فغدا ستعاود شركات البنزين والغاز تسليم ما تبقى لديها من مخزون ، فهل سيكون هناك تهافت من المواطنين ؟ وفي هذه الحال ، ماذا يمنع من وقوع كوارث ؟ لقد تأخر جميع المعنيين في طلب التبليغ عن التخزين، فلماذا لا يتم ذلك إلا بعد وقوع الواقعة ؟ لنتذكر، بعد كارثة المرفأ بدأت مخاوف عن وجود نيترات في اكثر من مكان ،ومنها معمل الذوق الحراري وغيره من الأمكنة ، فهل يصحو المسؤولون بعد وقوع الكارثة ؟ السلطة لم تتعلم شيئا من انفجار المرفأ ولم تأخذ العبر، وإلا كيف تفسر وجود هذه الخزانات بين المنازل؟ بعد "كل يوم 4 آب" ، هل سنقول "كل يوم 15 آب"؟ ويبدو أن مطلب رفع الحصانات سينتقل إلى بعض نواب عكار بعد تبادل الاتهامات بالضلوع في تخزين المحروقات وتهريبها ، وقد سجلت اتهامات متبادلة بين نواب من تيار المنستقبل ونواب من التيار الوطني الحر . أين التطورات السياسية من كل ما يجري ؟ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ، وفي اول تصعيد خرق فيه كل السقوف ، خاطب رئيس الجمهورية قائلا : اكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لاقول : ارحل الان واحفظ لآخرتك بعض الكرامة، لانك لن تجد قريبا سفارة تؤويك وطائرة تنقلك فوق اجنحة الهروب من لعنة التاريخ. وكان التيار خاطب الحريري قائلا : يا ليتك أدركت أن استثمار الدم قصير ولا يأتي بالخير لناسك. حلك تتعلم! ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" بعدما عاشت سنوات وعقودا طويلة خزانا للحرمان، رفعت عكار كأس البؤس بخزان من نار انفجر بأبنائها وحرق قلوبا وأجسادا. هي المحرقة في عكار، والتي لم يكن سببها لا إطلاق النار أو ولاعة أشعلت الفتيل. ومهما توصلت التحقيقات إلى نتائج فإن "القداحة" هي سياسية أبا للكل عن جد. عن بقية فريق حكم ومعارضة معا، أثبتوا أنهم باعوا عكار الأوهام، واليوم تعاركوا على دماء بنيها. تسعة وعشرون شهيدا محترقا متفحما، وبعضهم لم يبق منه سوى الأشلاء، وعشرات الجرحى ممن كان صوتهم يئن حرقة على أسرة المستشفيات، التي أعلنت بدورها أنها على فراش المرض وانقطاع النفس. ما من فجيعة بعد الرابع من آب تحاكي وجع بيروت، سوى ألم عكار بانفجار التليل. وإذا كانت الأجساد المحترقة هي المشهد المروع في كارثة الشمال، فإن الأكثر ترويعا كان الرقص السياسي على تلال المحرقة. فلم يكد يطلع الفجر المتفحم حتى اتشحت البيانات السياسية "بقلة الحياء" والتنكيل بالجثث عبر حروب تعبر من فوق الراحلين. وتولى تيارا "الوطني الحر" و"المستقبل" عملية تفجير الصهاريج السياسية في ما بينهم، ما تسبب باندلاع حرائق لا تحترم حرمة الموت ولا تقيم وزنا لحجم المأساة. التهمت النيران السياسية على مدى النهار كل "شرش حياء"، وصفى التيار والتيار صراعاتهما الأزلية من بوابة عكار المحرومة بسبب سياسي. وفيما كان أهالي المفقودين يجرون عمليات فحص الحمض النووي لمعرفة مصير أبنائهم، أقدم قادة ونواب على إضرام نيران الاتهام، مع أخذ عينات من الحمض الحكومي والتمثيل السياسي، لا بل التمثيل بالجثث. وهكذا جاء الضرب بالميت من أولاد الحرام. وسرعان ما بدأ نواب المنطقة بتراشق مذل، وبرفع التهمة عن حماية المخزنين، وبالتبرؤ من دم عكار. وعوضا عن التجنيد السياسي الإجباري وإعلان التطوع لخدمة القضاء المنكوب، أو أقله التبرع بالدم لجرحى يعانون نزفا موجعا، تخلى السياسيون والنواب عن لحمهم ودمهم، ليتضح في آخر المطاف وأوله أنهم "بلا دم"، لا يعرفون من عكار إلا صوتها في الانتخابات، ثم يهملون قراهم المعدومة التي كانت خزانا للعسكر والوطن، كل الوطن. فمن بيانات جبران باسيل الى ردود سعد الحريري بلوغا نحو تعميم رئيس الجمهورية، مرورا بقذائف نواب عكار المستقبليين والعونيين، كلهم أثبتوا عدم اهلية واستخفافا بجريمة قاربت نيترات الموت في بيروت. فقد استخدم هؤلاء ما ملكت أيمانهم من كفر سياسي ومن تخل عن المسؤوليات، واندفعوا إلى كيل الاتهامات، لكن جميعهم صدقوا، وكل ما ساقوه من قمامة سياسة تجاه بعضهم البعض، كان دقيقا ولا يحتمل التشكيك. فرئيس الجمهورية لم يخجل من توجيه كلام أمام المجلس الأعلى للدفاع يدعو فيه إلى عدم تسييس المأساة واستغلال دماء الشهداء وحروق الجرحى، لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها وضلوعهم في مخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته. وقال عون إنه سبق أن عرض في الجلسة الأخيرة للمجلس الأعلى للدفاع تقريرا أعدته الأجهزة الأمنية عن الوضع في منطقة الشمال، وتحديدا أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني. وقد لجأ الرئيس سعد الحريري الى دعوة عون للرحيل لمرتين متتاليتن في اليوم الواحد، واختتم بياناته العنيفة بالقول، اكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لاقول: إرحل الان واحفظ لآخرتك بعض الكرامة، لانك لن تجد قريبا سفارة تؤويك وطائرة تنقلك فوق اجنحة الهروب من لعنة التاريخ.

المصدر :وكالات