الجمعة 3 أيلول 2021 23:24 م

د. عبد الحكيم شناعة في حوار مع تلفزيون فلسطين: إصابات مُتحوّر "دلتا" أسرع انتشاراً من "كورونا" واللقاح يُقلّل من الإصابة


* جنوبيات

أكّد رئيس "قسم الصحة" في وكالة "الأونروا" في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة "أننا نشهد اليوم إصابات بمُتحوّر "دلتا" في المُخيّمات الفلسطينية، وهي الأصعب من ناحية الانتشار بشكلٍ أكبر، وفي المُخيّمات تحديداً، نتيجة الاكتظاظ السكاني وبيئتها الخصبة، لذلك، فإنّ سرعة العدوى في المُحيط الذي نتواجد فيه، هي أولى مخاطر الفيروسات، تليها إصابات صغار السن والخسارة في الأرواح، ما يُكرّس فكرة أنّ هذا الفيروس لا يستثني أحداً".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "واقع مُخيّمات لبنان... في ظل انتشار كورونا": "كنّا نقوم بحملات، بالتعاون مع وزارة الصحة، مُختبرات خاصة، "الهلال الأحمر الفلسطيني" والمعنيين بالشأن الصحي في المُخيّمات الفلسطينية، لمعرفة المرضى المُصابين بالفيروس، الذين لا تظهر عليهم العوارض، وللتمكّن من حجرهم، ونجعلهم سبباً لعدم نقل العدوى، في حين أنّ الاستجابة لمراكز الحجر كانت ضعيفة جداً، وبالتحديد مركز سبلين".
وأشار إلى أنّه "واجهنا مُشكلة بإقناع الناس بوجود فيروس مُعدٍ وخطير في العالم، وبإمكانه الفتك بحياتهم، لكن رفض كُثُرٍ من هؤلاء وجود فكرة وباء "كورونا" هو الأصعب، لأنّ الاعتراف به يُسهّل عملية الإقناع بتغيير بعض الإجراءات".
وأضاف: "بدأنا بالحملة قبل بداية اللقاحات، من خلال التعريف عن فيروس "كورونا"، عوارضه، مخاطره، سرعة انتشاره، علاجه وضرورة أخذ اللقاح، عن طريق الندوات، وسائل التواصل الاجتماعي والقسم الإعلامي في "الأونروا" بمُساعدة الـ"UNICEF"، وبعض المُنظّمات غير الحكومية، لمُحاولة إقناع أكبر عدد مُمكن من المرضى الذين يزورون العيادات لأخذ اللقاح، وقمنا مع "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" بتسجيل كامل لكل مَنْ هو موجود على القوائم في العيادات".
واستطرد الدكتور شناعة قائلاً: "للأسف في العالم أجمع، كانت هناك حملة ضد اللقاح، حتى من قِبل بعض الأطباء والمُؤسّسات المُتضرّرة، لكن لا بُدَّ من أخذ اللقاح وعدم الاكتراث لمثل هذه الشائعات، أيّاً يكن اللقاح المُتوفر، فهو الطريقة الوحيدة لحماية أنفسنا والآخرين، ما يُخفّف من مخاطر الإصابة بالعدوى، وقد لاحظنا الفرق عند الذين أخذوا اللقاح وأُصيبوا، فلم تتطلّب حالتهم الدخول إلى مراكز العناية الفائقة، وهناك تعليمات من وزير الصحة الدكتور حمد حسن بأنْ يشمل التسجيل على المنصة كل الفلسطينيين".
وأشار إلى أنّ "أكثر التحديات، التي واجهتنا أثناء فترة "كورونا" الماضية، كانت في عدم تنظيم الوقت، وعدم التباعد بين المرضى، ولم يلتزم مَنْ يتلقّون علاجات مُزمنة تجنّب القيام بزيارات مُتكرّرة، خاصة في ظل الأزمات الراهنة من فقدان للأدوية، المحروقات وانقطاع للتيار الكهربائي، لذلك قمنا بـ:
- تقليص عدد الزيارات.
- وضع برنامج للمواعيد، لكن نتيجة الظروف داخل المُخيّمات لم نستطع تطبيقه بشكل جيد.
- التركيز على ارتداء الزائر "الكمامة"، أو تزويده بها قبل الدخول.
- تغيير مقاعد الانتظار للإلتزام بالتباعد الاجتماعي.
لكن يصعب تطبيق هذه الإجراءات بشكل كامل، نتيجة الازدحام الحاصل في العيادات، خاصةً أنّ البعض مُضطر للتردّد بشكل دائم، والبعض الآخر لا يلتزم، وبالتالي غياب أي طبيب يكسر هذه القاعدة، في ظل صعوبة وجود مَنْ يحل مكانه!".
وتابع: "لدينا اجتماع مع القطاع التعليمي، لوضع الإجراءات، التي يُمكن اتخاذها في المدارس التابعة لوكالة "الأونروا"، ونضع الآن كل المعايير المطلوبة عالمياً ومحلياً، لتكون هناك عودة آمنة للطلاب إلى المدارس، وسنُقدّم رؤيتنا، كدائرة صحية، لإعطاء نصائح للقطاع التعليمي، بالتعاون مع دائرة التربية في وكالة الأونروا".
ودعا الدكتور شناعة "أبناء شَعبِنا في مُخيّمات لبنان إلى عدم التوجّه لأي مكان مُكتظ، والاكتفاء بالتردّد على العيادات الطبية عند الضرورة القصوى، والإلتزام بوضع "الكمامات"، التباعد الاجتماعي والتسجيل على منصة وزارة الصحة، لأخذ اللقاح في مُخيّم عين الحلوة بالوقت الحاضر داخل عيادة "الأونروا" - وستكون لدينا في الشمال حملة بالتنسيق مع الـ""UNDP والـ""UNHCR خلال أسبوعين، لإعطاء اللقاحات في عيادات مُتنقّلة، لعدم القدرة على إنشاء مركز هناك، فهذه هي الطريقة المُثلى للتخفيف من انتشار هذا الوباء وعوارضه الخطرة".

المصدر :جنوبيات