الأربعاء 22 أيلول 2021 20:27 م

انتخابات... وانتخابات...


* عبد الفتاح خطاب

بتاريخ 20 أيلول الجاري جرت الانتخابات الفيدرالية الكندية في جو من السلاسة والانتظام العام، ودون وقوع أي حادث يُذكر.   تنافس أربعة وعشرون حزباً وبعض المرشحين المستقلين على 338 مقعداً نيابياً، في مقاطعات كندا وأقاليمها الثلاثة عشر، الممتدة على مساحة تُقارب 10 ملايين كيلومتراً مربعاً.   فُتحت أقلام الاقتراع لمدة 12 ساعة وعددها أكثر من 72 ألفاً، واقترع حوالي 16 مليون ناخب من أصل 27 مليون ونيّف أي بنسبة تتجاوز 58%، علماً بأن حقّ الاقتراع هو لكل كندي جاوز الثمانية عشر من عمره، ومسجّل على لوائح الاقتراع.   وقد أتيح للكنديين الراغبين في الاقتراع شخصياً، والذين يتعذّر عليهم ذلك في يوم الاقتراع، أن يقوموا بذلك عبر الاقتراع المُبكر advance polls في مراكز معيّنة وبتواريخ محددة قبل تاريخ 20 ايلول.   كما أتيح للكنديين الموجودين خارج كندا، ولمن يرغب من كنديي الداخل، الاقتراع بواسطة البريد وفقاً لإطار محدد وعبر إجراءات تضمن السريّة والخصوصيّة والنزاهة والدقة.   للعلم فإن مركز الاقتراع هو في مكان الإقامة وليس في مكان الولادة، ويحقّ للعمال والموظفين، بالتنسيق مع ربّ العمل، التغيّب عن العمل لمدة ثلاث ساعات (مدفوعة الأجر) للتمكن من تأدية واجب الاقتراع.   طبعاً شتان ما بين الانتخابات اللبنانيّة والانتخابات الكنديّة، فالأخيرة «مُملة» وليس فيها أي إثارة على الاطلاق، حيث يتم إصدار النتائج برمُتها الكترونياً، وتصدر بعد وقت قليل من إقفال صناديق مراكز الاقتراع دون الحاجة إلى ترقبها على مدى أيام وانتشار الاشاعات والتخمينات و«القيل والقال»!   والأنكى من ذلك كلّه أنه لم تنقطع الكهرباء وبالتالي لم «تضيع الطاسة» ... ولم ينتخب المتوفون ... ولم «يختفي» أي صندوق على الطريق ... ولم يتم إعادة الفرز عدّة مرّات ... ولم يحصل ولو «ضربة كفّ» واحدة ... ولم تُطلق أي رصاصة ابتهاج!      

المصدر :اللواء