الخميس 28 تشرين الأول 2021 10:47 ص

حرية الأسرى والتصاريح


جميلة تلك البيانات وأحياناً متعه في قراءتها وغصة في تكرارها.
آلاف بل مئات الآلاف من التصاريح والبيانات والمُناشدات تحتوي كل الأشكال من الشجب والاستنكار إلى التنديد والوعيد وبعضها التهديد ودوماً بدون تنفيد، الانتظار سيد الموقف.
لا شك هناك أهمية أن تصل الحقيقة لكل الناس ومهم عرض وإظهار والإقناع بروايتنا الحقيقية المحقة وفضح ودحض روايتهم المزورة ولكن التكرار والاجترار وأن يكون الهدف (لأصحاب التصاريح/ أنا أصرح إذاً أنا موجود) فيصبح الأمر مُمجوجاً ويفقد الجمهور الرغبة بالمتابعة وحتى بالاطلاع على مضمون تلك البيانات والاستنكارات وكما قيل خطوه عمليه واحده خير من دزينة برامج.
جميل الوفاء وليشعر المُعتقل والأسير أو الرازح تحت الاحتلال أو المحاصر القلق  بأن أهله وإخوانه ورفاقه معه ويتذكرونه وينادون بقضيته.
فلا الاعتصام أزاح غمه ولا البيان حرر أسير ولا التصريح فك حصار.
معركة الأمعاء الخاوية حسنت وعدلت على  قوانين السجان الظالمة الجائرة، وأسر جندي مُحتل حرر  بعض مُعتقلي الحرية الصاع بالصاع يصنع المعادلة. 
في عالم متوحش لا تنفع معه النداءات ولا المناشدات وقوانين الغابة أكثر لياقة وانسنه من تفرد الادارات الأميركية واستمرار سيطرتها على العالم ودعمها الدائم لربيبة الاستعمار القاعدة العسكرية المتقدمة المسماة إسرائيل والتي زيفوا وزينوا للعالم بأنها الدولة الوحيدة الديمقراطية في الشرق وهي في الحقيقة دولة عصابات فوق القانون وحمايتها واجب على الاستعماريين الغربيين .
وقرارات الشرعية الدولية تبقى أسيرة الأدراج واستعمال حق القوه هو السائد وتصمد قوة الحق ولكنها تحتاج وحدة الأداة والإرادة والإدارة، والانتقال من نمطية الاستنكار والشجب والاعتصام إلى خطوات عمليه على الأرض بذات الأدوات التي تجعل المحتل يهتز ففي حالتنا مع أهمية التمسك بالقرارات الشرعية والقانونية والحقوقيه انما عندما يكون احتلال بدون كلفه فكل حبر العالم وبياناته لن يهز له شعره ولكن اذا تم البدء وبشكل مدروس اقتلاع الشعر حينها فقط محتمل ان يعيد الاحتلال حساباته ونصل لمعادله القوه .
منذ القرار 181 والقرار 194 وصولا إلى قرار 2334
اي حوالي 1000 قرار اممي يتعلق بالصراع (العربي الفلسطيني) - الصهيوني
ومرورا بكل الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات لا يفهم هذا المحتل سوى لغة المواجهة وبكل اشكالها، ويقيننا ان ما أطلق عليه اسم اتفاقية ابراهام لن تكون الا مداخل للسيطره الاقتصاديه والماليه والامنيه لدولة الاحتلال وزورا يطلق عليها ( تطبيع) فلا حروب ولا معارك ولا حدود بين من طبعوا ودولة الاحتلال .يتفقه البعض بان قرار (إقامة علاقة) هو قرار سيادي للدولة ومحتمل ان نقبل هذا التفسير ولكن ما بين ان تكون (علاقه) او (اغتصاب) فرق كبير، وننصح بعدم القبول بتزوير التاريخ والرضوخ للامر الواقع ولن تتحول هذه الوقائع في المستقبل إلى حقائق.بالتجارب المعاشه وبالدروس المفترض مستفادة وبمسار الأحداث تثبت بشكل جلي ان هذا الاحتلال يتجه إلى المزيد من العدوان والاحتلال والاستيطان والسيطرة بشكل مباشر على الأرض الفلسطينية والعربية ويتجه إلى المزيد من مد السيطرة الاقتصادية والامنية وإلى مزيد من نشر روايته الكاذبة وتزوير التاريخ والسيطرة على الجغرافيه.
رغم التعاطي الايجابي مع الشرعية الدولية والقرارات الأممية واستمرار الإمساك بغصن الزيتون بيد وبتجاهل واضح تيبس ذاك الغصن ولن يعود إلى الاخضرار الا بنمط جديد بالتعامل مع قوى الاحتلال الغاشمة. وليتصدر مشروع المقاومة سلم الأولويات ولتكن مرحلياً المقاومة الشعبية الشاملة وصولا إلى العصيان الوطني الكامل وكل أشكال المقاومة السلمية والمسلحة وليكن المجد للنضال  فلا خلاص من الاحتلال بالاعتصامات والبيانات.


* عضو المكتب السياسي لـ"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني".

المصدر :جنوبيات