الأربعاء 22 كانون الأول 2021 17:28 م

بسبب الازمة..محالّ الحلويات تبيع بـ الحبّة


«صراع بقاء» تخوضه محالّ الحلويات. عشية الأعياد، المبيع بـ«الحبّة» لا بالدزينة، وبعض الأصناف باتت حكراً على الميسورين فقط. أما البقية فلهم استراق النظر من خلف الواجهات، أو الفوز بكيلو «نمّورة» في أحسن الأحوال

عندما افتتح محل الحلويات الشهير «عبد الرحمن الحلاب» أول فروعه في مدينة جونية عام 2013، بدأ حملته الإعلانية بشعار «الحلو وصل على جونية». أشعل ذلك، يومها، حرباً ضروساً مع محل «حلويات الدويهي» الذي ردّ بحملة شعارها «وصلت مأخّر على جونية يا حلو»، فلم يتأخّر الحلاب في الردّ بشعار «الحلو ولو تأخّر، بوجودو الكلّ بيتبخّر».

كان ذلك قبل ثماني سنوات، قبل أن تتبخّر ودائع اللبنانيين وقدراتهم الشرائية. في ذلك «الزمن الجميل»، كان لدى محالّ الحلويات «ترف» التنافس و«الضرب تحت الحزام» لاجتذاب الزبائن الكثر، وكان لدى هؤلاء الأخيرين «ترف» المفاضلة حول «أي كنافة أطيب: الحلاب أو الدويهي أو غيرهما؟».

اليوم، تصارع محالّ الحلويات من أجل البقاء، فيما كثيرون ممن يجاهدون لتأمين ربطة الخبز «نسوا» طعم الحلو، ناهيك عن أن الأسعار، أساساً، أصبحت «تسدّ النفس». أما من لا يزالون «يستحلون» فباتت غالبيتهم تشتري الحلو بـ «القطعة» وبـ«الحبّة»، وتُقبل على أصناف لم تعهد شراءها.

«في مثل هذا الشهر من السنة لم نكن نهدأ، أما اليوم فلا نكاد نعمل»، يقول عماد بحصلي، صاحب «باتيسري بحصلي» في الحازمية، مشيراً إلى أن «الكمّيات التي نعدّها لا تقارن بما كنا نعدّه. الناس يشترون على قدر حاجتهم واستغنوا عن هدية الحلو. متوسط إنفاق الزبون في مثل هذه الفترة عشية الأعياد لم يكن يقل عن 80 إلى 90 دولاراً، ولا يتعدّى اليوم 20 دولاراً».

الشراء بالكيلو أصبح من الماضي ورفاهية لا تقدر عليها إلا قلة من الميسورين. «عيد البربارة، بداية الشهر، كان مؤشراً إلى ما سيكون عليه حال السوق في فترة الأعياد. فعوض شراء القطايف بالدزينة كالعادة،...

 

 

المصدر :جنوبيات