الجمعة 11 شباط 2022 15:19 م

بيان إستنكار على الصرف التعسفي للإعلاميين اللبنانيين العريضي وابراهيم


* جنوبيات

ما أقدمت عليه المؤسسة الإعلامية الألمانية دويتشيه فيليه على فصل الإعلاميين اللبنانيين باسل العريضي وداوود ابراهيم وصحافيين عرب آخرين لأسباب واهية تثير اللبس تحت عنوان "معاداة السامية".

ما أقدمت عليه هذه المؤسسة مستنكر ويخالف القوانين والأحكام الدولية الناظمة المرتبطة بممارسة حرية الإعلام والتعبير.
والملاحظ أن المؤسسة المذكورة حاسبت الإعلاميين على ممارسة إعلامية سابقة للعمل معها رغم معرفتها المسبقة بذلك وبخلفية الإعلاميين اللبنانيين.
لا شك أن المؤسسات الاعلامية الغربية تقع إجمالا تحت تأثير مؤسسة ميري الصهيونية التي تغرق الاعلام الغربي الاوروبي والاميركي بمعلومات غير صحيحة عن الاعلام العربي والاعلاميين العرب.
وفي كل الأحوال القانون المرئي والمسموع رقم ٣٨٢/٩٤ ومعه قانون المطبوعات اللبناني يعتبران التطبيع مع اسرائيل أمر مرفوض طالما أن لبنان يعتبرها دولة محتلة لأراضيه.

ولذا المطلوب من الدولة اللبنانية حماية حقوق الإعلاميين اللبنانيين ومطالبة المؤسسة الإعلامية الألمانية بالرجوع عن قرارها الخاطئ والظالم حتى تستطيع البقاء لمتابعة عملها عبر مكتبها من لبنان وإلا المطلوب اتخاذ إجراءات إزاء هذا المكتب.وعلى الجامعة العربية أن تتخذ بدورها الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الاعلاميين العرب. كما يفترض بالاتحادات الاعلامية العربية والاسلامية ان تتضامن مع الصحافيين المستهدفين بإجراءات المؤسسة الألمانية واستتباعا لا بد من جهود دبلوماسية عربية واسلامية نحو الدولة الالمانية للتدخل في ما اتخذته مؤسسة إعلامية تابعة لها من قرارات خاطئة.

مقاربة حزب الله للانتخابات النيابية مع الملاحظات عليها
مقاربة حزب الله إلى الانتخابات النيابية هي أنها مفصلية وغير منفصلة عن الأحداث الساخنة والطاغية والممثلة بالأجواء الاعلامية والسياسية والاقتصادية والمعيشية "الضاغطة على الفكر والعقل" على ما يقول السيد هاشم صفي الدين رئيس اللجنة التنفيذية لحزب الله. وكان قد تيسر لي الاستماع إليه في محاضرة دعت إليها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حول الانتخابات النيابية اللبنانية في بعديها الداخلي والخارجي.

استوقفتني "براغماتية السيد" ومعرفته الدقيقة بالتفاصيل وتأثير السيد الامام موسى الصدر في فهمه للداخل اللبناني وتوليفه للعلاقة بين ما هو "ديني وما هو سياسي" في التعامل مع الشأن العام ومع المكونات اللبنانية على اختلافها.
في نظر حزب الله "هذه الانتخابات هي مفصلية". لماذا هي كذلك؟ يعطي السيد هاشم صفي الدين الجواب:" احتشاد الدول والاقليم هو الذي يجعل من هذه الانتخابات مفصلية". فهذه الانتخابات فيها "القليل من المصالح الخارجية". وواقع الأمر فإن التداخل بين المصالح" هو ما يحول هذه الانتخابات الى انتخابات سياسية  تطغى عليها شعارات "الخارج" خلافا لما هو المعتاد عليه في اي انتخابات نيابية لبنانية سابقة حيث تطغى مصالح الزعماء التي ترتكز الى "ثقافة قبائلية" ما يجعلها تدور في فلك "الاقطاع الطوائفي ما يتيح إمكانية الوصول الى تسويات".

حاليا هذه الانتخابات تستبعد التسويات بين الزعامات بحكم "العامل الخارجي" ااذي يلتقي على الاقل على اضعاف حزب الله ومحاولة " تغيير الاكثرية النيابية" لصالح الخارج الدولي. لكن السيد هاشم مطمئن الى محدودية تأثير الخارج الدولي والاقليمي. فهذا الخارج الدولي الذي راهن على إضعاف حزب الله في العام ٢٠٠٦ فاجأته النتائج وأصبح يعرف جيدا مكانة حزب الله في الداخل اللبناني وفي تأثيراته في الاقليم. ويخلص السيد هاشم الى ان المشكلة هي في كون بعض اللبنانيين "يذهبون بعيدا في قراءة الموقف الاميركي وبناء الاستنتاجات عليه والمطالبة بمؤتمر دولي". وحقيقة الأمر ان الاميركي يراوغ وغير واثق من تحقيق أهدافه في الانتخابات. أما حول ما يمكن أن تفضي إليه مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي فيستنتج السيد هاشم بأن "فيينا تنتج مناخا لا اكثر ولا اقل".

ختاما استوقفني ما ذهب اليه السيد هاشم من ان الحزب لا يختار مرشحين من خارجه. وهذا موقف يحمل الكثير من التساؤلات في البيئة الحاضنة للحزب عن دورها ومكانها في الفعل السياسي: فهي تطالبه بتصحيح المسار الانتخابي وخصوصا ان الحياة النيابية هي مكان للتشريع يفترض حضور النخب في البرلمان. فمأساة هذه البيئة أنها لا تمثل في لوائح حزب الله كما أنها لا تسمح لنفسها أن تترشح على لوائح مخاصمة له.

أخيرا ما يستنتجه المراقب السياسي ان العقل هو أحد المفاتيح الرئيسية التي تتحكم بمقاربات السيد هاشم للأمور. وهذا يميزه عن غيره بين قيادات حزب الله سواء كنت تتفق معه او لا تتفق.

المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع
الرئيس عبد الهادي محفوظ

المصدر :جنوبيات