![]() |
الاثنين 28 شباط 2022 09:34 ص |
"عايف التّنكة" |
![]() |
* جنوبيات
غالبيّة الناس في بلاد الشام يستعملون عبارة (عايف التنكة) للدلالة على الوصول إلى حالة اليأس والإحباط والشعور باللامبالاة.
إنّ كلمة عايف مصدرها الفعل (عاف)، وعاف الشيء معناه تركه وأهمله. وبالنظر للأهمّيّة القصوى لهذه القطعة المعدنيّة، فغالبًا ما كان بعض الشبّان يثقبون هذه القطعة ويمرّرون فيها خيطًا ويعلّقونها في رقبتهم لتبقى متلازمة لهم أينما ذهبوا. ومن هذا المنطلق فإنّ الإشارة إلى عوف هذه "التنكة" أو تركها أو خلعها لها دلالتها الواضحة على اليأس والوصول إلى الوضع المزري. ومن هنا يُستشفّ الرابط بين المعنيين، إذ لا شيء يدعو المرء إلى أن يلقي "بالتنكة" مع أنّها الوثيقة الوحيدة التي تنجيه من العودة إلى الحرب الضروس التي "لا تبقي ولا تذر" إلّا إذا كان اليأس أخذ منه مأخذًا حتّى الخطر الداهم وعدم الاكتراث لأي شيء يصيبه ولو كان "الموت بالمرصاد" من جرّاء الالتحاق مجدّدًا بالجيش العثمانيّ، أي (عايف التنكة).
هذه هي قصّة "عايف التنكة" في زمن الحكم العثمانيّ. المصدر :جنوبيات |