الأربعاء 16 آذار 2022 19:43 م

مستقبل النظام العالمي الجديد


* قاسم جمال خازم

إنّ الأزمات الغابرة ولّدت تغيرات في العالم من الناحية السياسية والإقتصادية وحتى من الناحية الجغرافية عبر إستقلال دول عن دول. كما سأل غورباتشوف نفسه وهو زعيم سوفياتي بارز عن مآل الأمور "إلى أين؟".

هذا السؤال يشير إلى أبعاد مستقبلية، بدءا من الحرب العالمية الأولى وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية إلى الحرب الباردة وأزمة صواريخ كوبا إلى "أزمة أوكرانيا وروسيا"، إذاً إلى أين؟!.

إنّ هذا السؤال متجذر في كافة الأزمنة حتى عصرنا الحالي، فمنذ بداية  الأزمة الحالية "أزمة اوكرانيا وروسيا"، بدا واضحاً من  أنّ هناكَ دولاً أدانت روسيا على أفعالها  وأولها "الولايات المتحدة الأميركية" التي وضعت عقوبات على فلاديمير بوتين تم عبرها تجميد أموالهِ في الولايات المتحدة الأميركية. كما تم نفي دولة روسيا الإتحادية من نظام السويفت وهذا يُشكل خطراً على الإقتصاد الروسي. لكن السؤال الجوهي هو "ماذا سيحدث بعد تلكَ الأزمة؟!"

الحرب الحقيقة ليست مع أوكرانيا بل مع العملاق الأميركي الذي يتأمل خطوات الدب الروسي بدقة، إذاً المسألة هي مسألة أكبر مما نتخيل. ولا يخفى على احد وجود التنين الصيني الذي يُعد أهم مورد إقتصادي في العالم والذي يُشكِل خطراً على النظام العالمي الجديد. وإذا فازت روسيا وسيطرت على السيادة الأوكرانية، سيتم إعادة الحرب الباردة من جديد. لكن ماذا سيحصل في النظام العالمي الجديد؟!

لن يحصل شيء. بل سيكون هناكَ دول تجتمع على أساس تكتل واحد وغايتها محاربة "الآحادية القطبية". أما عن أزمة أوكرانيا وروسيا ما هي إلاّ بداية على ذلك، والتأرجح في المواقف على الساحة الدولية دليل على ذلك. فهناكَ مصالح أولية بين روسيا وغيرها من الدول، إذ لا شك من أنّ هناكَ دولاً مؤيدة لفكرة إعادة مجد الإتحاد السوفياتي والتوسع الروسي الجغرافي وهذا يمكن من وجود مصالح بينها وبين روسيا. ولعلى ذلك يكون بعيداً جداً لأنّ بداية تلكَ الظاهرة "إطاحة النظام العالمي الجديد" يكمن بتداعيات روسيا عن أوكرانيا وهناكَ خطوات تصعيدية مشابهة لذاك الحدث "أي حدث تداعيات روسيا على اوكرانيا".

المصدر :جنوبيات