الاثنين 4 تموز 2022 14:06 م

​اختلاف في الطريقة واتفاق بالنتيجة


* نجيب القدومي

لقد ولدت فترة حكم ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية استياء كبيرا عند الفلسطينيين ومن يؤيدهم بسبب اتباعه السياسة المكشوفة واعلانه الاستعراضي عن مواقفه الداعمة لسلطات الاحتلال الاستيطاني العنصري، والتي بدأت بالدعم المادي اللا محدود والتأييد السياسي المعلن والمباركة لكل الخطوات الاسرائيلية العدوانية من قتل وتدمير وهدم للبيوت ومضاعفة الاستيطان وانتهاك حرمات المسجد الأقصى والمقدسات الدينية وتهويد القدس، والتي استكملت بإعلان القدس عاصمة موحدة للكيان الغاصب بطريقة استعراضية فيها رائحة التحدي والاستكبار متجاهلا كافة القرارات الدولية باعتبار القدس مدينة تحت الاحتلال ولا يجوز اي تغيير ديموغرافي لها، ورافق ذلك اغلاق مكتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن ، وتعريف جديد إخترعه هو للاجئ الفلسطيني مما ينتج عنه الغاء حق العودة وتصفية أعمال وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين وهي الشاهد على حقهم بالعودة الى ديارهم واراضيهم التي أخرجوا منها بقوة السلاح وبوقف مساهمة الولايات المتحدة بموازنة وكالة الغوث السنوية، وتسويقه لصفقة القرن وضم الأغوار وهذا يعني عدم امكانية قيام دولة فلسطينية وتهديد مصالح الاردن التي تسعى بكل قوتها لتحقيق العودة واقامة الدولة على اعتبار ان في ذلك مصلحة اردنية استراتيجية.
توجهت انظار العالم الى نتيجة الانتخابات الاميركية الأخيرة، وازداد تفاؤل الناس الحذر بفوز بايدن الذي كان ينتظره الفلسطينيون مؤملين منه الكثير، ولكن لأنه وترامب وجهان لعمل واحدة، فقد ابدى استعدادات خجولة لإنصاف الفلسطيينيين.... وطال الانتظار رغم انه كنوع من ذر الرماد في العيون اعاد فتح مكتب المنظمة وأعاد مساهمة الولايات المتحدة بموازنة الوكالة واعطى بصيصا من الامل بعد اكثر من سبعين عاما من الانتظار ولكن على الصعيد العملي لم يحدث أي تغيير على الأرض... ازداد الاستيطان وتكرر انتهاك حرمة المسجد الأقصى والمقدسات الدينية وأطلقت يد المستوطنين والجيش والشرطة لمزيد من القتل والاعتقالات وهدم البيوت والاعتداء على البشر والشجر والحجر وانتهاك حقوق الانسان، دون ان يحرك بايدن ساكنا الا التعبير عن القلق احيانا نتيجة لهذا العدوان المستمر، او ينتظر ويدرس ويتفحص بانتظار خطوة عملية لن تأتي.
كل ذلك يحصل في وقت يؤسس فيه الكيان الغاصب لمزيد من قضم الاراضي وتهويد القدس ورفضه لكافة الحلول التي تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية ورفضه حتى لحل الدولتين، مما يؤكد عندنا عدم توفر النية عند الاميركان ودول الغرب لكبح جماح سلطات الاحتلال، وان الأمر لا يتعلق بشخص الرئيس وانما بسياسة الادارة الاميركية المتصهينة التي  تعمل على استمرار تنفيذ مقررات مؤتمر بازل عام ١٨٩٧ وبروتوكولات حكماء صهيون ووعد بلفور عام ١٩١٧، ودعم وحماية دولة الكيان التي انشئت على انقاض بيوت اصحابها الطبيعيين وعلى دماء الشهداء الذين ارتقوا وهم يدافعون عنها لدى قيام العدو بتنفيذ المجازر، مما يجعلنا نعيد ونزيد بأن (لا يحك جلدك مثل ظفرك فتولى انت جميع امرك) (وان إن لم نساعد انفسنا اولا فلن يساعدنا احد) وهذا يتطلب إنهاء انقلاب "حماس" وتحقيق المصالحة الوطنية المخلصة لمواجهة هذا المد الاستعماري الاستيطاني، ولنظهر قوتنا المتمثلة بصمود اهلنا وارادتنا الصلبة في مقاومة هذا المحتل وتطوير وتعميم مقاومتنا الشعبية، فنحن في عصر لا يحترم الا الأقوياء.

 

المصدر :جنوبيات