الجمعة 22 تموز 2022 10:29 ص

الكلمة الطيّبة سعفة الإنقاذ


* جنوبيات

يُروى في الزمن المُعاش وبعيدًا عن "زمرة الأوباش" أنّ عاملًا في مصنع لتجميد اﻷسماك وبينما كان ينجز عمله أغلق (عن طريق الخطأ) باب الثلّاجة وهو داخلها. فأخذ يصرخ طالبًا المساعدة، وكان الدوام قد انتهى ولم يبق أحد في المصنع. وعندما باءت استغاثته بالفشل أدرك أنّه هالك لا محالة.
وبعد أن أوشك على الموت من شدّة البرد، إذ بحارس المصنع يفتح باب الثلّاجة وينقذه.
وبعد عمليّة الإنقاذ الإنسانيّة بامتياز سأل مدير المصنع الحارس: "كيف عرفت أنّ العامل كان موجودًا داخل المصنع ولم يخرج"؟
أجاب الحارس: "لم يكن أحد من العمّال في المصنع يلقي عليّ التحيّة يوميًّا ويسألني عن أحوالي سوى ذاك العامل. وعند نهاية دوام العمل لم أسمع التحيّة منه، فعلمت أنّه لا زال في المصنع، وبحثت عنه حتّى وجدته وتمّت عمليّة إنقاذه.
وعليه، إنّ الكلمة الطيّبة أنقذت هذا العامل. فكن طيّب الكلام، حلو المعشر، فالكلمة الطيّبة تحفر صورتك في العقول والقلوب، فهي تُذيب الجليد وتفتح أبواب الحديد.
وقد قال المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله: "ألم ترَ كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".
صدق الله العظيم.

المصدر :جنوبيات