الأربعاء 9 تشرين الثاني 2016 10:20 ص

تفاصيل عن جريمة فلوريدا... هكذا قتل ابن طرابلس زوجته وابنه


حالة شديدة الالتباس ترافق الجريمة المروعة التي ارتكبها فاضل جباضو (54 عاما) مهاجر من الميناء في طرابلس، ويقيم في فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، بإقدامه على قتل زوجته باسمة (42 عاما)، وابنه الأكبر أحمد (24 عاما)، ومحامي العائلة، بإطلاق النار عليهم من مسدس حربي يبدو أنه اشتراه لتنفيذ جريمته.

مما لا شك فيه أن الجاني لم يرتكب جريمته في حالة غضب فوري، إنما "خطط لجريمته باقتناء مسدس لينفذ به مخططا لديه، لا تعرف أسبابه"، بحسب ما أفاد رمزي صيادي، شقيق المغدورة باسمة.

للعائلة ابنتان وأربعة ذكور هم: ابراهيم، ويحيى، وآدم، والمغدور أحمد، الذي تخرج مطلع العام الجاري في الصيدلة، وبدأ عمله بعد تخرجه، على ما أفاد خاله رمزي المقيم في الميناء بطرابلس، ولديه حانوت لبيع السمانة وحاجات المنازل الغذائية.

وهو جالس على كرسيه يستقبل منها الزبائن، يدرك أن "النهار" تقصده لمعرفة حادثة شقيقته، فيكاد يختنق، وتتغرغر الدموع بعينيه، ويطلب مهلة خمس دقائق حتى يستطيع الكلام.

بعد قليل، وقد التقط أنفاسه، يعرف بشقيقته، وأولادها، ويفيد أنه عندها ابنتان إحداهما مريضة، مع مشاكل صحية في القلب، وأجريت لها عملية القلب العام المنصرم، وعندها مشاكل أخرى، وتحتاج يوميا لعلاج وفي كثير من الأحيان لمستشفى، و"الأم كانت حياتها مندورة لهذه البنت"، كما قال مردفاً:"الأب كان استغلالياً، وعنده نزعة عنف، وكان يضرب أولاده، ويصرخ بهم لكنه لم يكن يضرب شقيقتي".

ويتابع شارحاً ما يعرف عن الجريمة، وقال: "ما جرى انهما كانا متفقين على الطلاق، وكانت له غرفة في البيت، وكلّفا محامياً لمتابعة الإجراءات، ولم يكن أحد يتوقع حدوث أمر من هذا النوع. لماذ اشترى السلاح؟ ولماذا قام بهذا العمل؟ يتساءل رمزي، ويجيب: "لا نعرف".

ثم يروي حيثيات الجريمة: "بدأت الحادثة عندما أخذت أختي الأولاد لتوصلهم صباحا إلى المدرسة، وأتى ابنه أحمد الساعة السابعة صباحاً إلى المنزل، ودخل إلى غرفته، ونام. عندما ذهبت أختي لتوصل أولادها، صعد والده إلى غرفته، وأطلق عليه أربع طلقات، وقتله فورا".

وضع فاضل المادي جيد جدا، كما قال رمزي، مضيفاً إنه "يمتلك شقة وقطعة أرض كبيرة في لبنان تفوق مساحتها الـ20 ألف متر مربع، وبيت في نيوجرسي، وأرض بمساحة تناهز الـ 400 ألف متر مربع في فلوريدا. وضعه المادي جيد، لكنه كان استغلالياً، ولا يريد أن يدفع مصاريف، وكان يدعي أنه يعاني من عجز مادي".

رمزي يتابع: "شجع ابنه على شراء منزل، على أن يسهل له عملية الشراء، ودفع بعض التكاليف. لم يكن يشارك بمصاريف البيت، وإذا أراد أشقاء أحمد مالاً، جاؤوا إليه، وليس إلى والدهم. وكانت اختي تستوعب هذه الأمور، وتتعايش معها. وعندما أطلق النار عليها، كانت الأمور تجري بصورة اعتيادية في المنزل".

وقال: "قتل ابنه، أولاً، وعندما عادت اختي من المدرسة لتحضر قهوتها في المطبخ، دخل المطبخ، وأطلق النار عليها وقتلها، ثم ذهب إلى المحامي لاري هارشمان وأطلق عليه النار. وافادت لينورا، زوجة المحامي، أن زوجها خضع لعلاجات أنقذت حياته، رغم اجراء عمليتين جراحيتين له.

وتفيد معلومات أخرى أن جباضو استفاد تكراراً من خدمات المحامي المتخصص في الشؤون العقارية، لكن المحامي تمنع عن قبول الطلاق لأنه ليس من اختصاصه.

بعد إطلاق النار على المحامي، اتصل جباضو بالشرطة وأخبرهم، فهرعوا إلى المدرسة للحفاظ على الأولاد، وظل يتفاوض مع الشرطة حتى يسلم نفسه، وقال لهم إن ديننا لا يسمح بقتل الانسان لذاته. أي الانتحار، وكأنه مسموح قتل الآخر!! يقول رمزي باستغراب.

لا يعرف رمزي ماذا يسمي ما حدث، كما يقول: "عندما اطلق النار على الشرطة، البوليس اطلق النار عليه، واصابه، لكنه لم يقتل، وجاءنا خبر ان حالته مستقرة، ونأمل أن لا يموت لكي يلقى عذابه في الدنيا، وفي الآخرة".

وأفاد رمزي أن فاضل "لم يكن يتعاطى المخدرات، ولا الكحول، ولا نعرف تفسيرا لما جرى. ولو لمسنا ما يثير الريبة، لانتبهنا للموضوع، واتخذنا الاحتياطات اللازمة. ولما تركنا الحادث يقع. وقلت مرة لباسمة أن تترك المنزل، وتذهب إلى بيت شقيقها إذا كانت تشعر بأي احتمال خطر، ريثما تنتهي عمليات الطلاق، لكنها كانت مطمئنة إلى الأجواء مع زوجها، على أساس أنهما متفقان على الطلاق، وكلاهما راضيان به".

رمزي أفاد أيضا أنه "لم نكن نتوقع ان ما يجري بينهما يصل الى درجة الجريمة. كنا نخاف أن يغضب، فيكسر أشياء في البيت، وكانت فكرة طلاقهما مقبولة من الطرفين، وترافقا في زيارة المحامي للمباشرة بإجراءات الطلاق. كان موافقاً على الطلاق. وكان هو البادئ بطرح الفكرة. هو ليس بمجنون ولا يتعاطى المخدرات، ولا الكحول".

تفاصيل أخرى عن الحادث تواردت من الولايات المتحدة مفادها أن فاضل حاول استدراج الشرطة لقتله فأطلق النار باتجاه عناصرها بعدما اتصل بهم واخبرهم بجريمته، وطلب منهم توقيفه. وافادت المعلومات المتطابقة مع كلام رمزي أن فاضل قال للشرطة انه "لا يريد الانتحار لأن دينه يمنعه من ذلك".

المعلومات أفادت أيضا أنه أطلق النار على الشرطة، فردت عليه بعدة طلقات، بعد أن حاولت مجادلته لتسليم نفسه لثلاث ساعات، فرفض، وعندما أطلقت الشرطة النار عليه، اصيب في بطنه إصابات بليغة، فنقل بالطائرة إلى إحدى المستشفيات، واجريت له عمليات جراحية أنقذت حياته.

معلومات أخرى أفادت أن فاضل كان يعمل بائعاً متجولاً للبوظة، وأنه كان في مشكلة مالية، رغم ما قاله رمزي عن ملكياته الكبيرة.

وفي هذا السياق، افاد رمزي انه كان طالباً من العائلة الانتقال إلى منزل آخر أصغر حجماً، واقل تكلفة ريثما يخرج من مشكلته المالية.

ووردت معلومات صحافية تفيد ان القاضي المعني بالشؤون العائلية أسقط حقوق جباضو الأبوية عن بقية أولاده الخمسة، وعهد بهم إلى انسباء في العائلة لرعايتهم.

وكانت الشرطة قد ضربت طوقاً أمنياً حول ثلاث مدارس كان الأولاد يتلقون دراستهم فيها، بعدما تواردت معلومات عن رغبة الوالد بقتل الباقين.

المصدر :النهار