الاثنين 12 كانون الأول 2022 08:57 ص

"المقبرة.. وعقد الإيجار"!


* جنوبيات

يُحكى في بلاد ما بين الجبلين أنّ رجلًا يُدعى "زكي فتحي" عانى الأمرَّين للحصول على مسكن يحويه وعائلته المكوَّنة من زوجة وثمانية أولاد بالإضافة إليه، بعد أن جرفت السيول منزله القديم وأصبح في مخيّم لا يقيه برد الشتاء وحرّ الصيف. 

وفي كلّ مرة يجد منزلًا للإيجار يرفض المالك أن يؤجّره بسبب العائلة الكثيرة العدد وخوفًا من اندلاع المشاكل والمناكفات بين الجيران على أتفه الأسباب. 
وذات يوم عقد "زكي فتحي" العزم على استئجار منزل جديد بعد أن لاحت له في الأفق فكرة جهنّميّة تجعل المؤجّر يقبل بالإيجار لدواعٍ إنسانيّة. 
ولتنفيذ مخطّطه طلب الرجل من زوجته أن تأخذ معها سبعة من أولادها إلى المقبرة لزيارة والدها المتوفّى، في حين ذهب برفقة ابنه البكر "زلقط زكي فتحي" إلى صاحب المنزل المدعوّ "حنون الرحيمي" الذي سأله: كم لديك من الأولاد؟ 
فأجابه زكي والدموع تنهمر من عينيه: عندي ثمانية أولاد. سبعة في المقبرة مع أمّهم، وهذا ثامنهم! 
وعلى الفور تمّ كتابة عقد الإيجار مع تنزيل قسم لا بأس به من قيمة الإيجار التي كانت مطلوبة في الأساس. 
وفي الطريق للإتيان بالعائلة مع الأثاث التفت الوالد "زكي" إلى ابنه البكر "زلقط" وقال له كلمات مؤثّرة تُدوَّن بماء الوجه: أرأيت يا بنيّ؟!
"لا داعي لأن تكذب، عليك فقط أن تختار الكلمات المناسبة لتحظى بالفرصة المؤاتية على طبق من ذهب.. فسبحان من وهب"!
وعلى ذمّة الراوي "سعد الله الرهاوي" فإنّ الابن "زلقط" أصبح من كبار رجال السياسة في بلاد ما بين الجبلين، وينهب المال "على الجنبين"، ويعقد الصفقات الرابحة ذات الرائحة الفائحة، ويعد الناس بالكلام المعسول، ويكذب في العرض والطول...
كيف لا وهو المسؤول؟!

 

المصدر :جنوبيات