الجمعة 6 كانون الثاني 2023 10:38 ص

حول الـ"مونديال" العربي والفكر القومي


* جنوبيات

انتهى الـ«مونديال» وانتهت معه ضجته التي غطّت العالم برمّته، فاز من فاز وخسر من خسر، فرح الفائز وحزن الخاسر لكنه الميزان الذي يحكم الدنيا فهناك دائماً رابح وخاسر كما كل نقيضين في هذا العالم.

لكن هناك أمر من الأهمية الوقوف عنده بعد أن عمّ الصمت الملاعب..نجحت قطر في تنظيم النشاط وهذا نجاح عربي..

ولكن هناك نجاح آخر لا يقلّ أهمية عنه ألا وهو وصول المنتخب المغربي إلى ما وصل إليه في نهائيات المباريات، وهذا نجاح عربي.
لكن هناك ما يوازي كل ذلك..

ما سر هذا الدعم الشعبي العربي الشامل الكامل من المحيط إلى الخليج للمنتخب المغربي حتى بات وكأنه المنتخب الوطني لكل بلد عربي؟!
سؤال لا يُمكن القفز فوقه..
هل السر في كفاءة وبراعة شباب المغرب في مجال كرة القدم؟ وهذا مؤكد أكدته النتائج التي تحققت..

حالة تستنهض من الذاكرة دعم وتعاطف مماثل، على سبيل المثال العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956..
يوم جمع الدعم العرب في كل الأرض العربية.
وهذا يطرح قضية فكرية..
هل تمّ دفن الفكر الوحدوي والقومي العربي كما يدّعي البعض في محافل عديدة؟
ما جرى في المونديال يكذّب ذلك..
الفكر القومي ما زال حيّاً في النفوس علی امتداد الأرض العربية، لكن التنابذ والاستهداف وأمراض كثيرة حاولت طمره تحت غبار الوصولية والتفكير الفردي.. والتخلّف.
لكنه بكل تأكيد لن ينطفئ، وسيأتي يوم يولد فيه الربيع العربي الحقيقي الذي سوف يتوافق مع مسيرة الحياة على هذا الكوكب.
ففي عصر التجمعات الكبرى إذا قيض لهذا الوطن العربي أن يتحد مع ثرواته الطبيعية والإنسانية وتراثه الغني سيكون من أهم فعاليات البشرية وربما هذا سبب استهدافه ومنعه من الوصول إلى هذا الهدف.
الحلم الذي راود أجيال ما زالت حيّة ليس ما يحول دون تحويله إلى واقع.
ويأتي المونديال العربي ومجرياته ليؤكد تحقيق هذا الحلم.

المصدر :اللواء