الخميس 24 تشرين الثاني 2016 09:16 ص

عودة مخطط الاستيطان.. وتأجيل التصويت على قانون "الأذان"


* هيثم زعيتر

أحدث تضامن الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، في مواجهة المخطّط الصهيوني لمنع رفع الأذان من مآذن مساجد القدس، صدمة لدى حكومة الاحتلال، حيث سحب الوزير في حكومة الاحتلال يعقوب ليتسمان الالتماس الذي كان قد قدّمه إلى ما يسمّى "اللجنة الوزارية لشؤون التشريع" ضد مشروع القانون الخاص بـ"منع استخدام مكبّرات الصوت في دور العبادة"، ويتعلّق بشكل خاص بصوت الأذان في المساجد، وجاء ذلك بعد اتفاق ليتسمان مع رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان على تعديل مشروع القانون، بحيث يحظر استخدام المكبّرات ما بين الـ11 ليلاً والـ7 صباحاً فقط.
وترتّب على ذلك تأجيل التصويت على مشروع القانون، فيما اعتُبِرَ سبب التأجيل هو تهديد النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي باللجوء إلى "المحكمة العليا".
وطُرِحَتْ تساؤلات ما إذا كان الهدف من فرض التعديل في وقت حظر المكبرات من الاستمرار في استخدام الصفارات إيذاناً ببدء حرمة يوم السبت لدى اليهود.
في المقابل، فرضت سلطات الاحتلال على أحد المساجد في مدينة اللد غرامة مالية بقيمة 200 دولار أميركي بذريعة استخدام مكبرات الصوت لرفع الأذان. وزعمت السلطات الصهيونية أنّ تحرير المخالفة تمّ "بسبب إزعاج الأذان لليهود الذين يسكنون في محيط المسجد".
وقد سُجّل إصرار على رفع الأذان في المساجد والكنائس الفلسطينية، وحتى خلال المباريات الرياضية.

ردود الفعل

وفي إطار ردود الفعل، أعلن عضو الهيئة الإسلامية - المسيحية لنصرة المقدسات وراعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة الأب منويل مسلم "أن العرب المسيحيين يعتبرون أنّ الأذان في القدس شرف لنا، وبدونه لا شرف لنا كفلسطينيين. نحن تجاوزنا مرحلة الاستنكار إلى مقاومة القرار فعلاً، فمدينة القدس لها طابع ديني حضاري فلكلوري، ميزته الأذان والأجراس منذ 1400 سنة، وهذا هو طابع هوية المدينة المقدسة، ولا تقبل هذه الهوية أن يكتبها غير الله والقدس ذاتها وأبناؤها".
وشدّد الأب مسلم على أنّ "الدخيل الإسرائيلي غريب عن القدس وعاداتها وتقاليدها وحياتها، وعلى الغريب أن يرحل، ونحن كمسيحيين نقول لأهلنا المسلمين: "إذا أسكتوا مآذنكم فاعتمدوا أجراسنا تدعوكم للصلاة، وندعو العالم المسيحي والفاتيكان إلى ردع اسرائيل، وإن لم تردعوها سيردعها العرب والمسلمون وتبدأ لعبة الدم القذرة، والحرب الدينية، التي لن ترحم العالم كلّه، فعلى المسيحيين في العالم أن يكونوا حكماء كالحيات، وهذه هي نصيحة السيّد المسيح (ع) لكي نرحم العالم بأسره من حرب كونية دينية".
وفي إطار الممارسات التعسفية لغلاة اليهود المتطرفين بتغطية وحماية سلطات الاحتلال، حوّلت مجموعة يهودية متطرفة في اللد، مبنى قديماً بملكيته الفلسطينية "هناسي" في المدينة إلى كنيس يهودي للصلاة، بعدما كانت سلطات الاحتلال قد صادرت المبنى منذ فترة لصالح ما يسمّى "سلطة التطوير"، بموجب قانون "أملاك الغائب" من العام 1950 والذي ينص على مصادرة أملاك الفلسطينيين الذين هجروا من بلادهم قسراً.

عودة مخطط الاستيطان

وفي سياق التعنّت الصهيوني، أعادت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس، إطلاق خطط لبناء 500 وحدة سكنية جديدة في حي استيطاني في القدس الشرقية المحتلة، بحسب ما أعلنت منظمة غير حكومية، في أول خطة بناء استيطاني منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.
وقالت بيتي هيرشمان، مسؤولة في منظمة "عير عاميم" المناهضة للاستيطان: "هذه أوّل خطة تمضي قُدُماً منذ الانتخابات الأميركية"، مشيرة إلى أن المشروع يتماشى تماماً مع تصريحات مسؤولي اليمين في اسرائيل الذين يريدون استغلال انتصار ترامب من أجل توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
 وقرّرت لجنة التخطيط والبناء أمس تقديم خطط لبناء 500 وحدة في "رمات شلومو" الحي الاستيطاني الذي يسكنه اليهود المتشددون في القدس الشرقية المحتلة، بحسب المنظمة.
ويُعدُّ حي "رمات شلومو" أحد أهم المشاريع الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة، وهي في صلب النزاع بين الاحتلال والفلسطينيين، حيث احتلت قوات العدو القدس الشرقية في العام 1967، وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي وفقاً للقانون الدولي.
وتعتبر سلطات الاحتلال القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة" في حين يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة، فيما يعتبر المجتمع الدولي كافة المستوطنات غير قانونية، سواء بنيت بموافقة الحكومة أم لا، كما أنه يعتبر الاستيطان عقبة كبيرة أمام عملية السلام.
 ورحّب مئير ترجمان، نائب رئيس بلدية القدس بانتصار ترامب باعتباره ضوءاً أخضر لإحياء المشاريع الاستيطانية التي تم تجميدها وبناء آلاف الوحدات السكنية في القدس الشرقية المحتلة.

 

المصدر :اللواء