الجمعة 17 شباط 2023 15:12 م

صيدا تحيي الذكرى الثامنة والثلاثين لتحريرها


* جنوبيات

تحت شعار: " 38 عاماً على التحرير .. والمسيرة مستمرة".. أحيا التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية في مدينة صيدا الذكرى 38 عاماً لتحريرها من الاحتلال الصهيوني،  في احتفال أقيم في ساحة الشهداء في صيدا.

حضر الاحتفال حشد كبير من أبناء المدينة، وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية تقدمهم أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء.. ثم بالنشيد الوطني اللبناني. وتخلل الاحتفال رقصات دبكة قدمتها فرقة الكوفية.

ثم كان لعريف الاحتفال خليل المتبولي كلمة رحب خلالها بالحاضرين، وقال: بعد ثمانية وثلاثين عامًا نقف اليوم لنستذكر صمود صيدا ووقوفها في وجه الاحتلال الصهيوني التي ركّعته  وأذلته وأذاقته الويل على أيدي أبنائها المناضلين المقاومين الشرفاء .

صيدا عصيّة، لم تنزوِ يومًا في ركنٍ ما، ظلّت أسلاكها متداخلة لم تتقطّع وراحت تفيض وتكبر مع مرور الزمن.

 صيدا تمتدّ على أرض الكرامة والعنفوان ،وتكثف عند التقاء الأرض بالسماء، وتتوزع فوقها رايات عزّ وانتصارات، والكثير من الشجاعة والبطولات.

صيدا يُحكى عنها أعظم السير، لا ترسخ فوق أرضها أية خيانات، لا تكتمل المؤامرات فيها، ولا استطاع غازٍ أو معتدٍ أن يمحي معالمها،  صارت مكانًا مقدّسًا ... 
صيدا معقلًا للرجال الرجال، ولمن يعايشها يبصر كل تحولاتها وعدم كسرها، منذ زمن وهي المكان الذي يُحكى عنه، وهي في صمتها أحيانًا تنطق بتاريخٍ حافلٍ بإنجازاتٍ تقدّمية ألمعيّة ... 
في عملية التحرير امتزج الدم الفلسطيني بالدم اللبناني، وأزهرا شهداء يُحكى عنهم أروع القصص ...
تعرفها بامتلاكها لجروح ابنائها، وتشعر بدماء شهدائها تترقب إغفاءة صغيرة على صدر الوطن، ومن ثم تسيل على مهلٍ حتى آخر قطرة على جدار قلاعها الخالدة.

 يحذرون صمتها ويهابونه، يتذكرون ما حدث، ويخرجون إليها متراصّين متكاتفين، يتلمسون مناطقها، ويسيرون في أرجائها لا يرجون غير ملاقاة أبطالها الذين حرّروها من رجس الإحتلال، يطول السير فيها والرجاء، ويكبر قلب شباط في عمق صيدا ... 
ينغمس تحرير صيدا في الغياب، ويعود محاولًا استعادة  قدرته على تحريك ضمائر الأحرار، واستعادة قوته على أن يمنح ميراث تحريرٍ جديد يدحض النسيان بامتلاك مفاتيح انتفاضةِ ثورةٍ متطورة وتحريرٍ جديد.
في الختام تحية لكل الشهداء والاسرى والمعتقلين الذين سطروا البطولات، ورسموا معنى الحرية بأبهى الصور، لتبقى صيدا محصنة أبية عصية عن الانكسار.

الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، ومما جاء فيها:

 
نجتمع اليوم لإحياء الذكرى 38 لتحرير صيدا ومنطقتها من الاحتلال الإسرائيلي ...
هي مناسبة لتكريم مقاومين أبطال لهم شرف الاستشهاد والإصابة بالجراح والأذى والأَسر وكان لهم أيضاً شرف التحرير...
بالأمس فقدت صيدا والمقاومة الوطنية قائداً منهم... غادرنا عصمت القواص ورايات الكفاح الوطني والسياسي والاجتماعي لم تسقط من يده يوماً ...
العروبة بمضامينها التقدمية والتحررية والديمقراطية كانت إيمانه ويقينه لنهضة أمّة ...
هي عروبة ترفع رايات فلسطين وتذود عن حقوق شعبها ...
رحم الله عصمت القواص ولروحه السلام ...

وقال سعد: المقاومتان الوطنية والاسلامية حرّرتا معظم الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي ...

لم يُستكمل التحرير، حيث بقيت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وضيعة الغجر وأجزاء أخرى تحت سيطرة العدو...
إذا كانت القرارات الدولية بعد عدوان إسرائيل سنة 2006 قد قيّدت أعمال المقاومة لزمن غير معروف، فما هي خطط المنظومة الحاكمة لاستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة؟ أم أننا سنكون بانتظار الأمريكي ليُنجزَ لنا تفاهماً مع العدو على شاكلة اتفاق الترسيم البحري الذي فرّط بحقوق لبنان المائية والغازية وأسّس لسلامٍ اقتصادي مع العدوّ على ما صرّح به مسؤولٌ رفيع في الدولة ...
ترسيمٌ لم تحكمَه قواعد السيادة الوطنية للدولة بل ما تحكّم به وفرضه قواعد التسويات والاشتباكات الاقليمية والدولية وإفلاسات الدولة وأوهام المليارات التي ستحيي اقتصادات البلد بعد موتها...

وأضاف سعد:لبنان أيامه صعبة والآتي منها هو الأصعب، الأوضاع كما تعرفون من سيء إلى أسوء ونُذر الفوضى والانفلات الأمني تتجمع. هذه حقائق جميع الناس يتحسبون لتداعياتها ومخاطرها على حياتهم وأمنهم وما تبقى لهم من فتات حقوق ...

مراكز القرار في الدولة في عالم آخر، لا شأن لهم بجوعٍ وبمرض وبقلّة وبتجهيل الأجيال وبهجرة الأبناء وبالانسحاق أمام فواتير المولدات والمياه والغذاء.
مراكز القرار في الدولة قدموا مصالحهم وأطماعهم على حساب حقوق الناس، فعمّ الخراب وعمّ الظلم والقهر والاستبداد...
هم أرذل الحكّام بلا أدنى شكّ.
هم يتلطّون خلف تموضعاتٍ طائفية ومذهبية بغيضة ليحموا فسادهم وتبعيّتَهم...
 هذا جانب من الصورة وهو جانبٌ قاتم مظلم ...
هي صورةٌ أبطالها حكّام لبنان قتلة شعب لبنان ...
ولكن يا للأسف لم يظهر الجانب الآخر من الصورة، صورة لبنان الثائر المنتفض...
إذا كان الظلاميون الطائفيون يحكمون لبنان، فأين التنظيميون والحزبيون والوطنيون؟ 
وأين المثقفون والنقابيون والمتنوّرون من أحرار لبنان ؟
تأخرنا كثيراً وبات واجباً ملحاً علينا لملمة شتات قوانا حول برنامج نضالي لنخوض معاً معركة تحرير لبنان من حكّام الظلام والقهر والاستبداد.

وختم سعد بالقول: لا لليأس، لا للإحباط، إنما نضالٌ متواصل بلا كلل وبلا ملل حتى يرتاح شعب لبنان من طغاته وأرذاله ...

آمالنا كبيرة ونضالنا بقدر الآمال ...
من صيدا الحرة المحررة التحية لكل أحرار لبنان ...
من صيدا العروبة إلى فلسطين الحبيبة التحية وعهد الوفاء لحريتها وحقوق شعبها ...
التحية لشهداء المقاومة، لأسراها وجرحاها وأبطالها في لبنان وفلسطين...


وفي ختام الاحتفال، توجه الحاضرون يتقدمهم الدكتور أسامة سعد لإضاءة شعلة التحرير على وقع الأناشيد الوطنية.
 
 

 

 

 

 

 

 

المصدر :جنوبيات