الثلاثاء 16 أيار 2023 10:10 ص

الشّكر لله


* حنوبيات

لقد روى لي والدي (طيّب الله ثراه) هذه القصّة المعبّرة قائلًا:

"يُحكى أنّ رجلًا غنيًّا نظر من نافذة قصره فرأى شخصًا يُخرِج أشياء من القُمامة، فقال: الشّكر لله أنّي لست فقيرًا.
أمّا الفقير فرفع نظره من (الحاوية)  فرأى شخصًا مجنونًا يتجوّل في الشّارع، فقال: أشكر الله أنّي لست مجنونًا.
والمجنون كان يتلفّت يمنة ويسرة فرأى سيّارة إسعاف فتمتم قائلًا: أشكر الله أنّي لست مريضًا في جسدي! 
أمّا في المستشفى فالشّخص المريض رأى رجلًا جثّة هامدة، والنّاس حوله يندبون ويبكون فقال: أشكر الله أنّي ما زلت على قيد الحياة!
وحده الميّت لم يستطع أن يشكر الله على شيء".
واستدرك والدي رحمه الله متسائلًا:

ماذا تعني الحياة لي ولك؟!
وأردف قائلًا: حتّى تفهم ما معنى الحياة، عليك أن تزور ثلاثة أماكن: 
(المستشفى، السّجن، المقبرة).
ففي المستشفى سوف ترى أنّه لا شيء أجمل من الصحّة. 
وفي السّجن سوف تدرك أنّه لا شيء أجمل من الحرّيّة.
أمّا في المقبرة فسوف تفهم أنّ الحياة لا تستحقّ شيئًا يجعلنا نُخطئ من أجلها.
فالأرض التي تدوسها الآن، سوف تكون سقفك غدًا. فنحن جميعًا جئنا بدون شيء، وسوف نذهب بدون شيء!
لهذا يا ولدي يجب أن نكون متواضعين أمام الله، وأن نشكره في كلّ وقت وحين على كلّ ما نحن فيه وعلى كلّ ما لدينا.
رحمك الله يا أبي وجعل مثواك الفردوس الأعلى من الجنّة. 
فالحمد لله، ثمّ الحمد لله.
الحمد لله دائمًا وأبدًا.
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه.

 

المصدر :جنوبيات