الأحد 28 أيار 2023 09:01 ص

"جميلة..وتصرّف الحاجب


* جنوبيات

انها قصّة من طرائف القضاة، خلال حياتهم العمليّة. 
قد تصادف القضاة في حياتهم العمليّة الكثير من المواقف، منها ما هو محزن ويترك أثرًا موجعًا وأليمًا، ومنها ما هو طريف يجلب الفرحة والابتسامة بروح مفعمة بحبّ الخير. 
ومن تلك الطرائف المضحكة، يقول أحد القضاة: 
ذات يوم، دخل عليّ الحاجب "بعد ان استأذن بالدّخول"، فقال لي: حضرة القاضي، هناك امرأة عند الباب تطلب مقابلتك، فهلّا أذنت لها بالدخول؟ 
فقلت له: 
إذا كانت جميلة فدعها تدخل. 
غاب الحاجب لبرهة ثمّ رجع قائلًا: لقد صرفتها يا سيّدي، فهي ليست بذاك الجمال!
وهنا يتابع القاضي:
 عندما سمعت كلام الحاجب غرقت في نوبة من الضّحك، ثمّ سألته عن اسمها.
فقال لي: إنّ المرأة تُدعى "جميلة عبد الرحمن".
من خلال هذه الطرفة التي تجلب الابتسامة اللطيفة المفعمة بروح النكتة المغلّفة بثوب الفرح والسعادة يتبدّى لنا الآتي: 
ان حضرة القاضي "يحبّ تطبيق القانون بصورة لا لبس فيها" فهو كان ينتظر إحدى المتقاضيات، وتُدعى جميلة، لتشكو له قضيّتها بعد أن طلبت موعدًا مسبقًا. وهنا نتكلّم على الجوهر والمضمون. 
 
أمّا الحاجب "الأمين على تنفيذ الأوامر بحرفيّة الكلمة" ففسّر الكلام بظاهره، وراح تفكيره إلى القشور بما تتحمّله المظاهر التي تخفي حقيقة الأمر. 
 
وهنا نتذكّر قول أحد الحكماء: "فكم خدعتنا الظواهر عن البواطن".
 
 

المصدر :جنوبيات