الخميس 29 حزيران 2023 13:49 م |
جريمةٌ في العيادة وسياسيّون يتدخّلون |
* جنوبيات
أصبحت المرآة أكثر ما تخشى باتريسيا مصادفتهُ. بعدما وقعت ضحيّة الفساد التجميلي في لبنان… “شوّهوني وخربولي حياتي” عبارةٌ تردّدها منذ اللحظة التي أدركت فيها أنها وقعت ضحيّة حقنة مزوّرة في مركزٍ تجميلي غير مرخّص!
حالةُ باتريسيا تتشاركها مع كثيرات وقعْنَ في فخّ نصّابين يديرونَ مراكزَ تجميلٍ مخالفة. يصطادون ضحاياهم بأسعارٍ زهيدة مقابل تجميلٍ مزيّف.
اليوم، تنتشر في لبنان مراكزُ تجميليّة يديرها منتحلو صفة طبيب. وهم في غالبية الاحيان مزيّنو شعر أو estheticiennes. يُغرون زبائنهم بأسعارٍ زهيدة مقابل حقنٍ تجميلية مغشوشة. تماما مثلهم، منتهكين القانون أولا، والسلامة الطبية ثانيا. إذا أن القانون لا يسمح لغير أطباء التجميل بإجراء الحقن، كما أنهم لا يملكون الإلمام الكافي لكيفيّة استخدام هذه المواد، ولا يدركون خطورةَ إجرائها لأيّ كان.
الأسعار هي المؤشر الاول الذي يجب أن يتنبّه له المواطن، وفق بخاش، فحقنة البوتوكس الفرنسية أو الاميركية مثلا سعرها 120$ وبالتالي فإن أيّ سعر أقلّ من ذلك يستدعي الشكّ، داعيا المواطنين إلى الاتصال بنقابة الاطباء أو وزارة الصحة للتأكد من أن المركز مرخّص وأن المُشرف عليه طبيبٌ من الاختصاصات الاربعة التي ذكرناها سابقا، وكاشفا في هذا الإطار عن مشروعٍ يجري التحضير له، لوضع QRCode في كل مركز أو عيادة للأطباء المسجّلين في النقابة، والتي عبر مسحها يمكن للمواطن أن يحصلَ على كل المعلومات المتعلقة بالطبيب الذي يزوره…
يؤكد المستشار الإعلامي لمدير عام أمن الدولة الدكتور جورج حرب. أن التحريات المكثفة لأمن الدولة كشفت كمّا هائلا من العيادات التي يديرها مخادعون لا يملكون شهادة حتى. يُجرون عمليات تجميل وتاتو وحقنا تجميلية. ما أدى إلى تسمّم المواطنين وتشويههم.
ويلفت حرب إلى أنه حتى اليوم، تمّ إقفال 16 صالونا في النبطية و3 في جبل لبنان، و4 في البقاع، 2 منهما مخصصتين للإجهاض والتوليد على أيدي أشخاص عاديين، إلا أنه يشير إلى معضلة جزائية في هذا الإطار، حيث أن الدستور لا يلحظ مواضيع البوتوكس والفيلر والامور الطبية المستجدة. هي جهودّ جبّارة تُبذل لإنقاذنا من أولئك المخادعين وفسادهم القاتل للحياة في عيوننا وعلى وجوهنا… ومن حقنٍ، بدل التجميل، أضحت للتشويه…
المصدر :جنوبيات |