الجمعة 4 آب 2023 17:01 م

٤ آب: أكبر من كابوس والعزاء هو عدالة السّماء فقط


* جنوبيات

ما زالت الصّور الأولى لانفجار الرّابع من آب تعصفُ في مخيّلتنا، ما زالت تلك اللحظات تقصفُ عقولنا قصفًا، أو تطرق على رؤوسنا بازميل من القهر والنّقمة والوصول حتّى الكفر بهذه المنظومة السّياسية، فثاني أكبر انفجار في العالم وقع في مرفأ بيروت حاصدًا الشهداء والجرحى والمعوّقين، مدمّرًا وطنًا كاملًا، وحتّى هنا تحوّل هذا المشهد لفرصةٍ لبثّ النّعرات وتحميل المسؤوليات، ولكنّ المستفيد الأوّل والاخير هو الجار الجنوبيّ المعادي، الذي لم يتوقّف يومًا عن ضرب البشر والحجر، وأكاد لا أُحمّل ذمّتي قيد انملةٍ ان قلت أنّ المرفأ قد قُصف، وهذا ما يؤكّده عشرات لا بل آلاف من أبناء العاصمة التي كادت أن تهوي بمن وما فيها، لولا تدخّل العناية الإلهية.

٤ آب يومٌ من تاريخ درب الجلجلة، ومن مسار طويل في هذا الوطن، مع قصص لم يعرفْ منها شيء إلّا حجم الدّمار وعدد القتلى والاشلاء، وتنافس على تصوير الدّماء التي سقطت، ولكنّ المنطق والعقل والأخلاق والموضوعية تؤكّد أن الجاني هو نفسه، هو الذي يعمل جهارًا وسرًّا على طمس هوية هذه الأمة وهذا الوطن، فهل لمن قتلَ الأطفال والنّساء ودمّر البيوت على رؤوس قاطنيها، ان يكون بعيدًا عن فعلةٍ كهذه؟


٤ آب أكبر من كابوس حقًّا، ٤ آب قصّةْ ستبقى مع كلّ قطرة دم، تخبر عن أعظم مأساةٍ في التّاريخ البشريّ الحديث، وعن أهلٍ يعيسون الرّابع من آب في كلّ فصول العام، ولكنّ الرّائي للمشهد اللبناني يدرك أن هذه القضية قد طُمست، وطمس معها الكثير الكثير، ولكنّ الأمر الوحيد الذي قد يبثّ الطّمأنينية غي قلوب فاقدي فلذات أكبادهم في مرفأ بيروت، أنّ عدالة الأرض أمضى بكثيرٍ من عدالة السّماء، وهي حتمًا قادمة لا ريب فيها

المصدر :جنوبيات