الثلاثاء 26 أيلول 2023 08:30 ص

موسيقى «العودة» في حفل تدشين جائزة شيرين أبوعاقلة للصحافة في كندا


* جنوبيات

 

بين أنغام عازف العود الفلسطيني عبد الوهاب الكيالي وعازفة التشيلو شيلا هانجيان، ونداءات العدالة، دشنت كلية الصحافة والإعلام بجامعة كارلتون بالعاصمة الكندية أوتاوا جائزة جديدة لتكريم إرث مراسلة الجزيرة الراحلة شيرين أبوعاقلة.
وشهد الحفل -الذي أقيم بمركز «كارلتون دومينيون تشالمرز» وسط مدينة أوتاوا- حضور طوني أبو عاقلة الشقيق الأكبر لشيرين وعدد من أصدقائها، وعدد كبير من الأكاديميين الكنديين والعرب استعراضا لمشوار الصحفية الراحلة.

وقررت الجامعة دعم جائزة شيرين أبوعاقلة للمراسلين الناشئين في صحافة العدالة الاجتماعية من خلال صندوق وقفي تم إنشاؤه مؤخرًا.
على مدى أكثر من ساعة قام المؤلف الموسيقى وعازف العود الفلسطيني عبد الوهاب الكيالي، القادم من مونتريال، بأداء عدد من المقطوعات الموسيقية، كما أهدى للصحفية الراحلة مقطوعة بعنوان «العودة – دبكة إلى شيرين أبو عاقلة» وقد كتبها خصيصا لها، لتقدم لأول مرة في الحفل.
وأدى الكيالي برفقة عازفة التشيلو شيلا هانجيان مقطوعات «في البال» و«سامحيني» و«بركان» و«عبور» و»حيرة» و»مهاجر» من مؤلفاته، كما أدى مقطوعة تركية بعنوان «غريب» من مقام الصبا، ثم اختتم بمقطوعة العودة: دبكة إلى شيرين.

وأشار آلان تومسون عميد كلية الصحافة والإعلام أن «الفضل في الجائزة يعود بالأساس إلى الطلاب الذين استجاب من بينهم أكثر من 100 طالب وتحمسوا للفكرة، وقرروا دعم الجائزة وتنظيم الحفل، وهو ما يؤكد أن إرث شيرين أبو عاقلة المهني يمتد من القدس إلى أوتاوا، للأجيال الشابة التي تبحث عن الحقيقة».
وقال تومسون عن قصة شيرين: «تحكى القصة مرارا وتكرارا عن شابات يقفن أمام المرآة، ويحملن فرشاة شعر كميكروفون، ويقلدن أسلوب أبو عاقلة وتوقيعه الشهير لقناة الجزيرة».
وأضاف «بموافقة عائلة أبو عاقلة، وبدعم من المتبرعين الأوائل شوقي فحل، وماهر عرار، ومنية مازيغ، أنشأنا هذه الجائزة الجديدة، وخلافًا للمنح الدراسية الأخرى، فإن الطلاب الذين يرغبون في الحصول على جائزة شيرين أبو عاقلة للمراسلين الناشئين في صحافة العدالة الاجتماعية، سيقدمون مقترحا لمشروع صحفي يرغبون في تنفيذه من شأنه تسليط الضوء على قضية مهمة تتعلق بالعدالة الاجتماعية».
وتم خلال الحفل تكريم طوني أبو عاقلة الذي أكد في كلمته أن «العائلة تعتقد أنه من المهم للغاية تكريس إرثها للمضي قدما. مثل هذه المنح ستحافظ على إرثها، وستحافظ على اسمها، وأنا متأكد من أن الناس سيكونون مهتمين بمعرفة إنجازاتها، وصحافتها، ووفاتها».
ووجّه أبو عاقلة الشكر لكل من الجامعة والقائمين على الجائزة الجديدة، وقال إن «مثل هذه الجوائز التي تكرّم شيرين ومساهماتها في الصحافة والتزامها بإعطاء صوت لأولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري الوحشي، هي وسيلة لإبقاء ذكراها حية».
وعرض القائمون على الحفل تقريرا مصورا لقناة الجزيرة عن تفاصيل العملية الغادرة لقتل شيرين أبو عاقلة، مما استدعى ذكريات الحادث الأليم، وذرف أغلب الحضور دموعا غاضبة.
وشيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين المنضمين لفرع الجزيرة في فلسطين بعد عام من تأسيسه، وعملت لـ25 عاما مراسلة ميدانية، قبل أن تنقل آخر سطورها عبر البريد الإلكتروني لزملائها في قناة الجزيرة في الدوحة صباح يوم اغتيالها، وتخبرهم بأن «جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ويحاصر منزلا هناك»، وبأنها ستوافيهم بالخبر فور اتضاح الصورة، لتكون هي الخبر في النهاية.
في 11 مايو/أيار 2022، أثناء سلسلة الهجمات الإسرائيلية على الضفة وخلال تغطيتها لاقتحام جنين في منطقة الجابريات بين مخيم جنين وقرية برقين غربي مدينة جنين، اغتالها قناص إسرائيلي برصاصة وراء أذنها، وأصاب كتف زميلها علي السمودي الذي يعمل منتجا لقناة الجزيرة في جنين.

المصدر :الجزيرة