الاثنين 13 تشرين الثاني 2023 08:10 ص

"عطوان الكحلي"!


* جنوبيات

من أطرف النّوادر السياسيّة في ثمانينيّات القرن الماضي ما رُوي أنّه أيّام حكم فنجر طفيري في "جمهورية  الكونكان الديمقراطيّة" ، خرجت جماعة عسكريّة للانقلاب عليه واستطاع الطفيري أن يقمعها ويجهضها ويقبض على القائمين بالانقلاب.

 لكن الأمن القوميّ الكونكانيّ فوجئ في صباح اليوم التالي بكتابة الرّمز الآتي على جدران القصر الجمهوريّ في العاصمة شاندرو: (س س س 11). وقامت الدّنيا ولم تقعد لتفسير هذا الرّمز وفكّ هذه الشيفرة .فاستدعى الرّئيس الطفيري كلّ ضبّاط الأمن القوميّ والاستخبارات العسكريّة والدّفاع والأمن العامّ والشرطة لفكّ رموز هذه الشيفرة فعجز الجميع عن حلّ تلك الشيفرة وفك رموزها . 
إلّا أنّ ضابطًا في الشّرطة قال له :
 يا فخامة الرئيس أظنّ أنّه لا يمكن لأحد فكّ هذه الشيفرة وحلّ رموزها إلّا عطوان الكحلي.
فقال الرئيس: 
ومن هو عطوان الكحلي؟
أجاب الضابط:
 هذا الرّجل نقبض عليه دائمًا وهو "محشّش" ونرميه في السّجن "بتهمة تعاطي الحشيش". عندها قام الرئيس الكونكانيّ بتوجيه الأمر بإطلاق سراح عطوان الكحلي وإحضاره فورًا إلى القصر الجمهوريّ. 
فلمّا أحضروه، وأمام جميع الحاضرين طلب منه الرئيس أن يعطي تفسيرًا للشيفرة وفكّ الرمز (س س س 11). فقال الكحلي :
 والله يا جماعة لا أستطيع أن أفسّرها لكم إلّا إذا تعاطيت الحشيش، ساعتئذ بإمكاني فكّ رموز الشّيفرة وتفسيرها بشكل واضح. هنا أعطى الرئيس أوامره بجلب حشيشة الكيف كي يتعاطاها الكحلي ويفسّر لهم هذه الشّيفرة إذ عجز الجميع عن فكّ رموزها. فأحضروا الحشيش وأعطوه لعطوان، وبعدما "حشّش" وأحسّ أنّه وصل إلى حدّ الكيف، التفت نحو الرئيس قائلًا :
 أفسّرها لكم سيادة الرئيس ولي الأمان؟ قال له :
 نعم فسِّرها ولك الأمان. أعاد له السؤال ثلاث مرّات،
أفسّرها لكم سيّدي الرئيس ولي الأمان؟
وفي كلّ مرة يقول له الرئيس الطفيري : نعم، فسِّرها ولك الأمان. عندها قال له : الشيفرة هذه سيادة الرئيس، وهي (س س س 11) تقول : (سياسة سيادتكم سحقتنا واحدًا واحدًا)... فانفجرت القاعة بالضّحك. ومن وقتها أصبح الرّئيس فنجر الطفيري يتعاطى الحشيش حتّى لا يستعين بأحد لفكّ الرّموز السياسيّة.

وفي وطن العجائب والغرائب نقول :
هل علينا أن نتعاطى شلش الزلوع، أو دهن الجربوع، أو شوربة القاطوع، كي نتمكّن من حلّ ألغاز الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة والماليّة والمصرفيّة والتربويّة والصحّيّة والماورائيّة؟ 
للإجابة عن هذا السّؤال علينا الإتيان بعطوان! 
وحده عطوان الكحلي لديه الحلول، والجواب لكلّ مسؤول!

عشتم وعاش الوطن، وحماه ربّي من الفتن...
آمين...

 

المصدر :جنوبيات