اعتبر الإعلامي اللبناني وليد عبود أنّه رغم مرارة ما يحصل اليوم في فلسطين وغزّة، إلا أنّ قطار الاتفاق سينطلق بين الفلسطينيين والإسرائيليين عاجلاً أم آجلاً، لأن الإسرائيلي لا يملك ترف الوقت، ووفق وضع الميدان ستتحدّد توازنات القوى في المنطقة عموماً.
ورأى في حديث خاص بموقع "جنوبيات" أنّ "لبنان الذي يقع في نقطة تؤثر وتتأثر في ما يحصل في الإقليم، سيكون عرضة لما ستحمله الأيام المقبلةـ وما بعد حرب غزّة سيكون حتماً غير ما قبلها، والوضع في لبنان جزء من صورة ومشهدية المنطقة برمتها، خاصة على صعيد الجبهة الجنوبية، وعلى الاستحقاقات كلها، حيث إنّ نتائج حرب غزة ستنعكس على هوية الرئيس الجديد للجمهورية، فانتصار محور الممانعة أو إخفاقه يحدد الكثير من تفاصيل المشهدية، وثمة دليل واضح هو وصول الرئيس ميشال عون في وقت ضائع في لحظة عالمية واقليمية لم تكن مناسبة".
وإذ وصّف عبود "حقيقة الأزمة في لبنان"، أكد أنها "ليست أزمة رئاسة كما ليست أزمة نظام، بل هي في عمقها أزمة كيانية بامتياز، ففي ظل إعادة رسم الخرائط السياسية للمنطقة، قد يكون البحث في ملف بقاء الكيان من عدمه أمراً قابلاً للبحث".
وشدد على أنّ "النزوح السوري، الذي بات يشكل تهديداً كيانيا للبنان، يمكن أنْ يَحدُثَ خرقٌ فيه لو كان ثمة اتفاق وطني على هذا الملف، لأنّ رمي المسؤوليات هو سيد الموقف، من قبل هذا الفريق أو ذاك، فكل فريق يتهم الآخر بمسؤولية الإهمال في التعاطي مع هذا الملف، إضافة إلى عدم توفر مناخ إقليمي ودولي لعودة النازحين".
على الصعيد الاقتصادي، لفت عبود إلى أن "سر الصمود اللبناني يكمن في الانتشار والاغتراب الذي يدعم البيوت والعائلات للاستمرار وسط الأزمة، إضافة إلى المبادرات اللبنانية الاستثمارية التي تعمل في الخارج، والتي ما زالت تؤمن فرص العمل للكثير من أبناء الوطن، وتساهم بالتالي في الحد من الانهيار المتدحرج".
أما في إطار الحديث عن واقع الإعلام اللبناني، فجزم عبود بأنّ "مجد الصحافة الورقية لا يمكن أنْ ينتهي بين ليلة وضحاها رغم صعوبة المشهد، إلا أن الصحافة الإلكترونية تنمو وتستمر أكثر من أي وقت مضى، فالتكاليف تقلّصت في إطار الانتقال من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية، وثمة إيجاببات تنافسية كبيرة في هذا الإطار يُبنى عليها".
وخلص إلى أنّ ثورة 17 تشرين الأول 2019، استطاعات كسر حاجز الخوف بين الشعب والسلطة، وهذه كانت بداية جيدة لمستقبل لبنان، الذي يرتسم في إطار صدقية التغيير والبناء التراكمي عليه مهما صَعُبَتْ المحطات وطال