فشل نتنياهو السياسي والعسكري بات ملحوظا وواضحا وصريحا، فرئيس الحكومة الذي كان يتوعد ويتعهد بتدمير لبنان وجعل بيروت غزة الثانية، بات اشبه بالمسرحية الهزلية، فبعيدا عن التعاطف مع ايران وليس عملنا ان نتعاطف مع هذا الطرف او ذاك في الكتابة السياسية، بل ان نشير للامور كما هي، لذلك لا يمكن العبور والمرور مرور الكرام على الرد الايراني الذي اعتبر البعض انه لن يـات ابدا، على قاعدة السخرية من ثقافة الصبر الاستراتيجي، حتى اتى هذا الرد وغير المشهد برمته، ورسم معالم المرحلة المقبلة التي لن تسلك المسار عينه الذي كانت عليه.

العميد المتعاقد امين حطيط يشير في تصريح له ان الدخول في المعركة عبر بوابة الجنوب كان خيارا وقرارا استراتيجيا صائبا، لانه جنب لبنان حربا كانت ستشتعل وتأخذ معها الاخضر واليابس، ولو نجحت اسرائيل في حربها على المقاومة الفلسطينية لكانت اكملت على لبنان.

هناك على المقلب الثاني من يتحدث عن اقحام لبنان في حرب ليس له بها، بحيث يتصدر الشاشات ليلا نهارا متحدثا عن اقحام لبنان في حرب ليس له بها، وهذا ليس يبدو امرا غريبا نظرا للانقسام السياسي القائم في االبلاد, ولكن السؤال الذي يطرح على بساط البحث يتمثل بالاتي: "هل كان نتيناهو وحكومته سيميز بين الجنوب اللبناني وبين جنوب او شمال او غرب غزة, هل ما حدث لغاية اللحظة في الجنوب من تدمير وارتقاء شهداء وشلال دماء نازف، يدل على صوابية هذا الخيار او عدمه؟ هل كان الوقوف على هامش الاحداث مجديا ام ان استباق الاحداث استبق مذبحة كبرى كانت ستكون اقسى من غزة؟

يختلف مفهوم الانتصار بين شخص واخر، كما يختلف المفهوم عينه بين حزب وايديولوجية واخرى، الا ان ثمة رؤية استراتيجية قد تحققت بما لا يقبل الشك مغيرة وجه الصراع في المنطقة، فاسرائيل اليوم تقف منتظرة الرد في الزمان والمكان المناسبين، هذا مع اعتقاد كثر من المتابعين السياسيين العرب والعالمين، ان الحسابات على طاولة نتنياهو باتت ترى في الرد على الرد خسارة قد تصل في الرد المتوقع المضاد الى اضمحلال وجودي، لتثبت سياسة حياكة السجاد فعاليتها الاستراتيجية بكل المقاييس والمعايير.