مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
هيثم زعيتر لـ"الجديد": التلويح بمُحاكمة نتنياهو يجعله يُظهِر رغبته بالسير في عملية التفاوض
الفرصة مؤاتية للوحدة الفلسطينية في إطار "منظّمة التحرير الفلسطينية"
المصالح الأميركية - الإسرائيلية أطالت أمد العدوان على غزّة
هيثم زعيتر لـ"الجديد":  التلويح بمُحاكمة نتنياهو يجعله يُظهِر رغبته بالسير في عملية التفاوض ‎الاثنين 29 04 2024 16:42
هيثم زعيتر لـ"الجديد":  التلويح بمُحاكمة نتنياهو يجعله يُظهِر رغبته بالسير في عملية التفاوض

جنوبيات

أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر على أنّ "المصالح الأميركية - الإسرائيلية هي التي طوّلت أمد العدوان على قطاع غزّة، لكن التلويح بمُحاكمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو دولياً، يجعله يُظهِر أنّه يُريد السير في عملية التفاوض، فضلاً عن التغيير الاستراتيجي في موقف "حماس"، وإعلانها المُوافقة على دولة فلسطينية".
وخلال لقاء على قناة "الجديد"، مع الإعلامية ريف عقيل، ضمن برنامج "صحف"، يوم الاثنين في 29 نيسان/إبريل 2024، للحديث عن تطوّرات ما يجري في فلسطين ولبنان، قال زعيتر: "المُفاوضات مصلحة أميركية بالدرجة الأولى، لأنّ مسار الانتخابات الأميركية هو الهم الأساسي للرئيس جو بايدن، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي مدى تراجع شعبيته، حيث يُعارض 71% سياسته تجاه القضية الفلسطينية، والانحياز التام للكيان الإسرائيلي".
وأشار إلى أنّه "لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مصلحة بعد الحصول على دعم جديد من الإدارة الأميركية، بقيمة 26 مليار دولار أميركي، كما حصل على "فيتو" أميركي في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع الدولة الفلسطينية في الأُمم المُتّحدة، ويسعى للاستمرار في حكومته بظل الابتزاز من سموتريتش وبن غفير".
وأوضح زعيتر أنّ "نتنياهو لم يستطع تحقيق أيّاً من الأهداف المُعلنة، فهو لم يتمكّن من القضاء على حركة "حماس" ولا إنهاء المُقاومة في قطاع غزّة، ولا القضاء على المُقاومة والحراك داخل الضفّة الغربية، واللاجئون الفلسطينيون لم ينسوا قضيتهم".
وأكد أنّ "الأمر الوحيد الذي جعل نتنياهو يُظهِر رغبته بالتفاوض، هو التلويح بصدور قرارات توقيف بدعاوى صادرة عن "المحكمة الجنائية الدولية" بحقه وبحق عدد من المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم التي ارتكبوها، فضلاً عن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في "محكمة العدل الدولية"، وأخذت الكيان الإسرائيلي إلى أعلى محكمة دولية".
وشدّد على أن "نتنياهو يسعى إلى الاستفادة من كل هذه المُعطيات، لكن بالمُقابل، الموقف الجديد لحركة "حماس" بالمُوافقة على إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/يونيو 1967، يأتي للمرّة الأولى بعد 36 عاماً على إنشائها، حيث عادت الحركة إلى ما أعلنه الشهيد الرئيس ياسر عرفات في العام 1988، هذه الدولة التي يرفضها الكيان الإسرائيلي، ووضعت الإدارة الأميركية "فيتو" عليها".
ورأى أنّ "هذا التغيير الاستراتيجي في موقف "حماس"، وإعلانها المُوافقة على دولة فلسطينية، يجعل بالإمكان، وإنْ جاء مُتأخّراً، الانضمام إلى "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، علماً بأنّها وُلِدَتْ بعدها، وهذه النقطة التي عبّر عنها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" عن قطاع غزة خليل الحية، هي نقطة جديدة".
وتساءل زعيتر: "هل يُمكن أنْ تنطبق هذه النقطة على كل رؤساء أقاليم حركة حماس"،مُشيراً إلى "اللقاءات التي عقدها نائب رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية في اسطنبول، مع قيادات الحركة، وأيضاً مع نائبي الأمينين العامين لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" جميل مزهر، و"حركة الجهاد الإسلامي" الدكتور محمد الهندي، حيث جرى بحث الورقة المصرية، والتي عُرضت على الجانب الإسرائيلي، وحظيت بالمُوافقة، واليوم تُطرح في القاهرة للرد عليها من قِبل حركة حماس".
ولفت إلى أنّه "لن يكون هناك تبييض للسجون الإسرائيلية، ففي السابق كنّا نتحدّث عن إطلاق سراح جندي إسرائيلي مُقابل الآلاف، بينما اليوم نتحدّث عن عملية تبادل مُقابل كل أسير مدني إسرائيلي 30 أسيراً فلسطينياً، ومُقابل كل جندي إسرائيلي 50 أسيراً فلسطينياً، أي أنّ العدد حوالى 4500 أسير، بينما كان عدد الأسرى في سجون الاحتلال 5 آلاف أسير، وأصبح اليوم أكثر من ذلك بكثير".
وأشار إلى أنّ "المُعضِلة الرئيسية تكمن في عدم التزام قادة الاحتلال بالمواثيق والمُعاهدات والاتفاقيات، بل يعملون وفق مصلحتهم الخاصة، لذلك مَنْ سيضمن تنفيذ بنود الاتفاق في ظل الغطاء الأميركي والدولي المُنحاز للكيان الإسرائيلي، بعد 7 أشهر من العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة، هناك 37 ألف شهيد فلسطيني، وأكثر من 10 آلاف مفقود، و76 ألف جريح، و400 ألف وحدة سكنية ومُؤسّسة مُدمّرة بشكل كامل".
وبيّن أنّه "أُلقي على غزّة 80 ألف طن من المُتفجّرات، وعملية رفع الأنقاض والركام تحتاج إلى 14 عاماً، فضلاً عن أن تكاليف عملية الإعمار تفوق بشكل مُباشر 60 مليار دولار، فمَنْ يضمن تنفيذ ذلك، هذا هو السؤال، لأنّ الإدارة الأميركية هي دائماً تحت مقصلة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يبتزّها في كل مرحلة، وهم يُدركون أنّ المرحلة دقيقة في سباق الانتخابات الأميركية".
ودعا "الفصائل الفلسطينية إلى تحديد المعاير، والالتزام بالقرار الوطني الفلسطيني المُستقل، وعلى الجميع - وإنْ تأخّر - الالتحاق بـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، التي رفعت هذا الشعار وما زالت مُتمسّكة به، كحركات تحرّر فلسطينية تستفيد من الدعم الخارجي وليس العكس، لأنّ الجميع يستفيد من القضية الفلسطينية، والكثير من الدول لا مُبرّر لقياداتها، إنْ لم تتعامل مع القضية الفلسطينية، لهذا لاحظنا دور الصين المُتأخّر في الحوار الفلسطيني بين حركتَيْ "فتح" و"حماس"، لأنّها أدركت أنّ مشروع طريق الحرير في الشرق الأوسط، لا يُمكن أنْ يتحقّق إلا في ظل استقرار القضية الفلسطينية".
وختم زعيتر بالقول: "الفرصة مؤاتية للوحدة الفلسطينية، والتنبّه إلى مُخطّطات البعض في وضع العراقيل وصنع التوتير تحت عناوين مُتعدّدة، ولعل الساحة اللبنانية قد تكون جزءاً من هذه المُخطّطات".

المصدر : جنوبيات