ترأس القداس بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، والذي اشار في كلمته الى معاناة ابناء الشعب الفلسطيني بسبب الحرب الاسرائيلية على القطاع والتي سلبت فرحة عيد الميلاد، مستذكرا النازحين في كنيسة القديس برفيريوس في غزة، مضيفا ان الحرب ادت الى ارتقاء الالاف من المدنيين معظهم من الاطفال والنساء كما دمرت المدارس والمستشفيات ودور العبادة والاثار التاريخية، موضحا ان ما يحدث في قطاع غزة سيبقى شاهدا على الشر الذي يقوم به الظالم.

كما توجه صاحب الغبطة بشكره العميق للرئيس محمود عباس لرعايته للاعياد الميلادية، متمنيا ان تتحقق آمال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما تقدم بالشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني وبشكل خاص على الوصاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية.

 

بينما نقل خوري لكافة الكنائس تحيات ومعايدة الرئيس محمود عباس، مضيفا ان مدينة الميلاد بيت لحم مهد السيد المسيح وكافة المدن الفلسطينية وعلى رأسها القدس يعتصرها الحزن والالم، امام المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق ابناء شعبنا في قطاع غزة، مشيرا الى بهجة العيد التي فقدتها بيت لحم وغابت عنها ملامح الفرح التي تجمع كافة الفلسطينين من شتى القرى والمدن الفلسطينية للمشاركة في هذا العيد الوطني الفلسطيني.

 

واوضح خوري ان ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ اكثر من ٩٠ يوم، بسبب العدوان الاسرائيلي الهمجي والغاشم راح ضحيته اكثر من ٢٢ الف شهيد، وما يقارب ٥٨ الف جريح، معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ، عدا عن مليون و٧٠٠ الف نازح، اضافة الى تدمير الاف المنازل وعشرات المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، عدا عن الكارثة الانسانية في غزة نتيجة للشح في المواد الاغاثية والطبية والغذائية، وانقطاع الماء والكهرباء والوقود بسبب عدم السماح بدخولها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا الى الاعتداءات المستمرة لحكومة الاحتلال المتطرفة وقطعان مستوطنيها على المواطنين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، وانتهاك حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

 

وقال خوري "نأمل ان ياتي العام القادم وقد تحقق السلام والعدالة وتكللت تضحيات ونضالات شعبنا بالحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، مضيفا ان “لا وقت اكثر الحاحاً من هذا الوقت لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن تطبيق كامل لكافة القرارات الدولية ذات الصلة والتي صدرت عن الامم المتحدة.

 

واختتم خوري كلمته، “راجياً من الله العلي القدير ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وان يشفي الجرحى والمصابين ويمنح الحرية للأسرى من سجون الاحتلال. المجد لله في الاعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”.

 

كما شارك قداس الميلاد للسريان الأرثوذكس الذي ترأسه نيافة المطران مار انتيموس جاك يعقوب، وايضاً في القداس الاحتفالي للاقباط الارثوذكس الذي ترأسه الأنبا انطونيوس.