خاص جنوبيات >بأقلامهم
خاص "جنوبيات" - من البقاع إلى فضاء أوروبا ... أسامة مهنا يكتب قصة نجاح وتحديات
خاص "جنوبيات" - من البقاع إلى فضاء أوروبا ... أسامة مهنا يكتب قصة نجاح وتحديات ‎الاثنين 5 02 2024 22:44 زياد العسل
خاص "جنوبيات" - من البقاع إلى فضاء أوروبا ... أسامة مهنا يكتب قصة نجاح وتحديات

جنوبيات

راشيا الوادي الولادة للمواهب والقدرات شأنها شأن كل بقاع هذا الوطن، الذي يصدر إمكانياته ومواهبه إلى الخارج، عوض أن تبقى وتشكل مدماكا وركيزة مستقبلية لبناء لبنان الثري بشعبٍ نجح في كل أصقاع العالم ولم يكتب له أن يقدم بذرة مواهبه في وطنه الأم.
ولعل مثال شبابي صارخ على الابداع والتميز الموسيقي اللبناني هو الموسيقي أسامة مهنا ابن بلدة راشيا البقاعية.
يرى مهنا أن بداية شغفه بالموسيقى كانت من الاستماع للأغاني المحلية والعالمية وخاصة الموسيقى اللبنانية، ويقول في حديثٍ خاص بموقع "جنوبيات": "بدأت العزف على البيانو وقد تطور هذا الشغف حتى أضحى مقرونا بالدراسة الأكاديمية، وقد تأثرت بالموسيقى الأوروبية الكلاسيكة، وكان هذا التأثر نوعا من الثورة، والملجأ في المراهقة حيث الرغبة في الخروج إلى فضاءٍ أشملَ وأكبر".
وهنا يذكر مهنا أن الموسيقى الكلاسيكية ليست اهم من العربية، بل كانت المحرك في بداية مراهقته، وقد أكمل هذا المسار جامعيا حيث ذهب إلى القيادة الموسيقية مع أشخاص يعزفون ضمن عمل جماعي وخيار حول كيفية انتقاء الصوت والتفاصيل الموسيقية المرافقة.
في مدينة باليرمو الإيطالية تلقى مهنا صفوفا دراسية في القيادة الموسيقية، ثم اختار العاصمة الفرنسية باريس مكانا لاستثمار شغفه وتحصيله الموسيقي، حيث تم صقل هذه الموهبة أكثر فأكثر، وكان عمله في الموسيقى في تلك الأثناء التي يكمل فيها دراسته الموسيقية، وأسس مجموعة انطلق منها هي "ensemble dynamique"، وكانت فاتحة للعمل في كبرى المهرجانات الفرنسية والأوروبية.
ففي أوروبا ثمة اهتمام بتنمية الحس الفني والتذوق الذي يؤثر على الشخصية مدى الحياة عكس الواقع اللبناني، والموضوع التربوي في أي عمل موسيقي هو أمر مركزي ينمي فكرة النقد عند الطفل وهذا ما نفتقده في الثقافة الموسيقية اللبنانية، لذلك فالعمل في الإطار التربوي الموسيقي منذ المراحل الدراسية الأولى يصقل الفرد الطامح في هذا المجال وفق مهنا، والجزء الآخر الذي ينقص المشهد الموسيقى اللبناني هو الجدية حيث إن لبنان اليوم يعاني من أزمة وقبل الأزمات كانت الصعوبة في عدم إعطاء هذا القطاع الأهمية اللازمة وفق ابن بلدة راشيا الوادي لذلك فالمطلوب هو إعادة وضع هذا القطاع ودعمه حتى لا نراكم هذه هذا الشح الموسيقي لأساتذة كبار في هذا المجال غادروا وما زالوا إلى أصقاع العالم.
ثمة أمل يرتسم بعد كل تجربةِ نجاح لبنانية، فرغم كل ما عصف في لبنان من ازمات إلا أن ثمة بارقة أمل جدية تولد من قلب المحن، لتشكل منحة قد يستفيد منها لبنان يوما بعد هذه الدرب الطويلة من الجلجلة.

المصدر : جنوبيات