بأقلامهم >بأقلامهم
"لا خيار بما قضى الجبّار"!
"لا خيار بما قضى الجبّار"! ‎الخميس 18 04 2024 22:05 القاضي م جمال الحلو
"لا خيار بما قضى الجبّار"!

جنوبيات

من خلال تصفّحي الدائم لكتاب الله، والكثير من الكتب العلميّة، والقانونيّة، والأدبيّة، والثقافيّة، والدينيّة، لفتني دعاء لأحد الصّالحين يقول:

"اللهمّ أنت الحميد، الربّ المجيد الفعّال لما تريد، تعلم فرحنا لماذا وبماذا وعلى ماذا، وتعلم حزننا كذلك، وقد أوجدت ما أردت فينا ومنّا، ولا نسألك دفع ما تريد، ولكن نسألك التّأييد بروحك فيما تريد، كما أيّدت أنبياءك ورسلك وخاصّة الصّدّيقين من خلقك، إنّك على كلّ شيء قدير".
إنّه دعاء بمنتهى الرّوعة. والمعلوم لدى أهل الصلاح أنّ الدعاء "مخّ العبادة".
يقول أحد العارفين بالله:
"من حقّك أن تختار القهوة بالسّكّر أو بدونه، ولكن ليس من حقّك أن تختار كيف تعبد الله خلافًا لمبادئ كتابه وسنّة نبيّه، بأن تختار أن لا تصلّي ولا تصوم وأنت معافى، ولا تزكّي وأنت مقتدر، أو لا تحجّ إلى البيت الحرام وأنت مستطيع. فاستقم كما أُمرت لا كما أردت".
إذ لا خيار بما قضى الجبّار . وفي ذلك يقول الله تعالى في محكم التّنزيل:
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم".
وفي آية اخرى يقول عزّ من قائل:
 "فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ولا تطغوا، إنّه بما تعملون بصير". 
صدق الله العظيم.
 
إلهنا وسيّدنا وخالقنا ومولانا، يا من جلّت قدرته، وعلا شأنه، وعمّ فضله، ووسعت رحمته، وتوافرت نعمه، نسألك ألّا تردّ لنا دعوة، ولا تحرمنا فضلك، وأن تغدق علينا رزقك، وتُسكن محبّتنا في قلوب خلقك، وتُسخّر لنا ملائكة سمائك، وتُذهب همومنا، وتفرج كروبنا، وتستجيب لدعائنا، وتمتّعنا اللهمّ برضاك، وتزكّينا بتقواك، وترفع ذكرنا في أهل أرضك وسماك.

وفي سياق متّصل أقول:
عطّر الله أيّامكم برياحين الجنّة وخلودها، وظلّلكم بأغصان الفردوس وبساتينها، وسقاكم من عذب كوثرها ونميرها، وجعلكم من المغتنمين لرؤية خالقها وباريها. 
آمين يا ربّ العالمين.

المصدر : جنوبيات