فلسطينيات >داخل فلسطين
لا دليل على مشاركة موظفي "الأونروا" بهجوم "حماس"... تقرير يكشف!
لا دليل على مشاركة موظفي "الأونروا" بهجوم "حماس"... تقرير يكشف! ‎الاثنين 22 04 2024 22:23
لا دليل على مشاركة موظفي "الأونروا" بهجوم "حماس"... تقرير يكشف!

جنوبيات

كشف تقرير أجرته رئيسة اللجنة المكلفة بإجراء مراجعة مستقلة لعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كاترين كولونا، بعد التحقيق بالمزاعم الإسرائيلية بشأن تورط عدد من موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى، أنّ إسرائيل لم تقدم حتى الآن أدلة تدعم ادعاءاتها، مشيرة إلى أنّ الوكالة الأممية كانت تزوّد إسرائيل بانتظام بقوائم تضم أسماء موظفيها للتدقيق، إلا أن الأخيرة لم تبد أي ملاحظات أو مخاوف بشأن قوائم الموظفين منذ عام 2011.

وفي الخامس من فبراير/شباط الماضي، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مجموعة (لجنة) مستقلة لتقييم عمل وكالة الأونروا، تهدف إلى تقديم مراجعة مستقلة لعمل الوكالة، وذلك في أعقاب مزاعم إسرائيلية بمشاركة 12 موظفاً من الوكالة في "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتجميد عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، مساهماتها المالية للوكالة على إثر هذه المزاعم، قبل أن تعلن عدد من الدول استئناف تمويلها لاحقاً.

وصيغت مراجعة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كولونا، بحسب ما ذكرت صحيفة ذا غارديان البريطانية بمساعدة ثلاثة معاهد أبحاث، وتوصلت إلى أنّ إسرائيل لم تثبت بعد أياً من ادعاءاتها حول تورط موظفي أونروا في نشاطات لحركتي حماس أو الجهاد الإسلامي. وجاء في التقرير، الذي قد يدفع بعض المانحين إلى مراجعة تجميد التمويل، أنّ إسرائيل لم تقدم بعد أدلة داعمة لادعائها بأن عدداً كبيراً من موظفي أونروا أعضاء في "منظمات إرهابية".

وصدر التقرير تحت عنوان "مراجعة مستقلة للآليات والإجراءات لضمان التزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني". ومن المقرر أن تعقد كولونا مؤتمراً صحافياً بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، لاستعراض نتائج تقريرها.

وإلى جانب تقرير كولونا، تم إرسال تقييم أكثر تفصيلاً إلى الأمم المتحدة من ثلاث هيئات بحثية، وهي معهد راؤول والنبرغ في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

وتشير كولونا في تقريرها، الذي اطلعت عليه أيضاً وكالة "رويترز"، إلى أهمية الأونروا لحياة الفلسطينيين، مشددة على أنّ الوكالة لا غنى عنها للفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة. وتابعت كما ورد في التقرير "في غياب أي حل سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، تبقى الأونروا ذات أهمية مركزية في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والخدمات الاجتماعية الأساسية، ولا سيما في مجال الصحة والتعليم، للاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية".

وفيما تقترح كولونا في مراجعتها عدة طرق يمكن أن تضمن حياداً أكبر لموظفي الأونروا الذين يزيد عددهم على 32 ألف موظف، مثل توسيع الرقابة الداخلية، وتوفير المزيد من التدريب الشخصي، والمزيد من الدعم من البلدان المانحة، تؤكد في الوقت نفسه أنّ أونروا أنشأت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات التي تضمن الامتثال للمبادئ الإنسانية وتضمن الحياد أكثر من مؤسسات أخرى للأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية المماثلة.

وحول ادعاءات إسرائيل بأن الأونروا تلتزم بالمنهاج الفلسطيني الذي تعتمده السلطة الفلسطينية في مدارسها، ويتضمن محتوى معادياً للسامية على حسب زعمها، خلص التقرير إلى أنه لم يجد إلا إشارات محدودة جداً على تلك الادعاءات، مشيراً إلى أنه تم تقديم ثلاثة تقييمات دولية في السنوات الأخيرة، للكتب المدرسية التي تعتمدها السلطة الفلسطينية، وحدد اثنان منهما وجود "محتوى عدائي" من دون تقديم أي دليل على وجود ما يشير إلى معادة السامية، فيما وجد تقييم ثالث أجراه معهد جورج إيكرت في ألمانيا مثالين من 156 كتاباً مدرسياً، فقط يعاديان السامية، قبل إزالة أحدهما وتغيير الآخر.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن قبوله التوصيات الواردة في تقرير كولونا، وفق ما أورده موقع المنظمة الأممية الإلكتروني. واتفق غوتيريس مع المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني على أنّ أونروا، وبدعم من الأمين العام، ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي.

وفي هذا الصدد، يعوّل غوتيريس على تعاون مجتمع المانحين والبلدان المضيفة وموظفي الوكالة للتعاون الكامل في تنفيذ التوصيات. وناشد جميع أصحاب المصلحة تقديم الدعم الفعال لأونروا، "باعتبارها شريان الحياة للاجئي فلسطين في المنطقة".

وتعمل إسرائيل منذ عقود على إنهاء عمل الوكالة ومهامها، وبذلت مساعي واسعة في الأشهر الأخيرة في سبيل ذلك، كما سبق أن قدمت مقترحاً للأمم المتحدة من أجل تفكيكها ونقل موظفيها إلى وكالات أخرى. وتعتبر أونروا شريان الحياة للاجئين في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتوفر التعليم لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة، والرعاية الصحية لنحو مليوني شخص، بحسب تصريحات سابقة لغوتيريس.

المصدر : وكالات