يجمع المسلمون بكافة مذاهبهم على الاحتفال بعيدي الاضحى والفطر ويتفقون على اعتبار الأول أنه عيد المسلمين الاكبر ويستندون في ذلك الى القران الكريم والسنة النبوية الشريفة  . وقد حددت الشريعة بعض الاعمال العبادية لكل من العيدين المباركين .ولم تشر النصوص الدينية الى عيد ثالث، اللهم سوى عيد الغدير الذي يقتصر  الاحتفال به على المسلمين الشيعة. اما بحصوص المولد النبوي الشريف فليس ثمة نص لا في القران ولا في السنة الشريفة على اعتباره عيدا ،وتاليا لا يترتب عليه اي اعمال عبادية او ما شاكل . وان قراءة تاريخية تؤكد ان المسلمين لم يحتفلوا بهذه المناسبة قط، ولا سيما في القرون الاولى للدعوة الاسلامية .
  ولسائل ان يسأل: لماذا يحتفل المسلمون اليوم بالمولد النبوي. قبل الاجابة على هذا السؤال لا بد من القول انه لا ضير على الاطلاق ان يجتمع المسلمون ويبرزوا مظاهر البهجة والفرحة بذكرى ولادة نبيهم في الثاني عشر او السابع عشر من ربيع الاول من العام 571 للميلاد. بالعودة للجواب على التساؤل فان الاحتفال اليوم هو تقليد يعود الى عهد السلطنة العثمانية حيث امر السلطان عبد الحميد الثاني بالاحتفال بهذه المناسبة ولعله فعل حسنا بذلك  فالناس تكرم عظماءها وتحتفل بمولدهم فما بالنا  نحن المسلمين والمحتفى به هو خير البشر كما في معتقدنا الاسلامي!، ... ومذذاك ما زالت الاحتفالات بالمولد مستمرة .
  ثمة آراء تاريخية تؤكد ان الفاطميين وبعدهم الايوبيين كانوا سبقوا العثمانيين بالاحتفال بهذه المناسبة الطيبة . ايا يكن الامر فان الاحتفال امر محمود ولكن لا تترتب عليه اي اعمال عبادية او قدسية تضعه في مصاف عيد الاضحى عيد المسلمين الاكبر او عيد الفطر.
  بقي ان نقول ان السلفيين والمتاثرين بفكر وفقه ابن تيمية عارضوا وحرموا الاحتفال بهذه المناسبة وما زالوا  للان . في الختام لا بد من التمييز بين عيد المولد الذي هو امر محمود وغير واجب في آن  ولا يمثل عيدا بالمعنى الشرعي، وبين عيد الميلاد عند المسيحيين الذي هو احد العيدين الرئيسيين (عيد الفصح) فحذار ان يكون احتفالنا بالمولد النبوي الشريف بهدف تسجيل نقطة في مرمى المسيحيين... ليكن احتفالنا بالمولد حبا برسول المحبة والرحمة واقتداء به صلى الله عليه واله وسلم .