عام >عام
الدائرة الثالثة في الجنوب: مساع للمنافسين لاحتمال خرق «امل» - حزب الله
الدائرة الثالثة في الجنوب: مساع للمنافسين لاحتمال خرق «امل» - حزب الله ‎السبت 10 03 2018 12:10
الدائرة الثالثة في الجنوب: مساع للمنافسين لاحتمال خرق «امل» - حزب الله


تعيش الدائرة الثالثة في الجنوب اجواء ارتياح نتيجة التوافق الذي حصل في دائرة حاصبيا بين الثنائي الشيعي والامير طلال ارسلان الذي لن يكون خارج التوافق الذي حصل بين الثنائي الشيعي والنائب وليد جنبلاط على ترشيح النائب انور الخليل.
وفي الدائرة الثالثة في الجنوب، اي بنت جبيل والنبطية ومرجعيون وحاصبيا، تكاد تكون امكانية خرق اللائحة التي شكلها تحالف «الثنائي الشيعي» المنجز خلال عشر دقائق، وفق ما قال الرئيس نبيه بري، من المهمات الصعبة، الا في حال تم، و«بقدرة قادر»، جمع مختلف القوى السياسية والتيارات الحزبية، وتلك هي المهمة المستحيلة، .. فالامر متعذر في ضوء الحسابات الدقيقة والطموحات الحزبية والشخصية التي تصاعدت مؤخرا على جبهة  «قوى الاعتراض» المنافسة للائحة «امل» ـ «حزب الله» المكتملة، اضافة الى «الكوكتيل» السياسي غير القابل التجانس وغير القابل التعايش في تحالف انتخابي، سيما بين الحزب الشيوعي اللبناني وشبكة من حلفائه اليساريين والديموقراطيين من جهة، وورثة الاقطاع او ما يسميه البعض بـ «اليمين الشيعي» او «شيعة السفارة» الوافدين الى الانتخابات من بقايا معسكر الرابع عشر من آذار من جهة ثانية، وفق ما يرى متابعون .
ما هو الواقع الانتخابي في الدائرة الثالثة؟.
تتوزع شبكة التحالفات الانتخابية المفترضة في انتخابات دائرة بنت جبيل ـ النبطية - مرجعيون وحاصبيا، على خارطة سياسية متناقضة ومتصارعة في ما بينها، لكن ما هو ثابت ان سعي معظم الاخصام السياسيين وغير السياسيين لـ «الثنائي الشيعي» سيتركز على تحقيق خرق ما، ولعل مقاعد الاقليات هي الاكثر عرضة لهذا السعي، وبخاصة المقعد الارثوذكسي الذي يشغله النائب اسعد حردان كممثل للحزب السوري القومي الاجتماعي، منذ اول انتخابات نيابية جرت بعد اتفاق الطائف في العام 1992، وتلفت اوساط متابعة الى ان «حزب الله» توصل الى تفاهم «اخلاقي» مع «التيار الوطني الحر» الذي تعهد بالبقاء خارج اللوائح في الدائرة الثالثة، كيلا يشكل ذلك ازعاجا للحزب، وبخاصة بعد التقديرات التي تحدثت عن مخاطر تهدد المقعد الارثوذكسي في مرجعيون، وهي مخاطر متأتية بفعل الحاصل الانتخابي، في حال حصل عليه احد مرشحي اللوائح الاخرى، والذي قد يتراوح ما بين 20  ألفاً الى 23 ألفاً، علما ان حردان نفسه تلقى وعدا من «الوطني الحر» بذلك، فيما «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» ينشطان للوصول الى لائحة تجمعهما، ويبرز متمولون تعهدوا بتحريك «اسطول جوي» من بلاد الاغتراب الى لبنان، للمشاركة في الاقتراع لرفع نسبة التصويت للائحة التي ستركز في الصوت التفضيلي على المقعدين السني في حاصبيا والارثوذوكسي في مرجعيون، وتلفت اوساط متابعة لملف الانتخابات الدائرة الثالثة، الى ان «تحالف حركة «امل»- «حزب الله»، وعلى الرغم من الثقل الانتخابي الشيعي الذي يحظى به، سيجد نفسه امام اولوية حماية مقاعد «الاقليات»، وهي المقعد السني في حاصبيا والمقعد الارثوذكسي، فضلا عن تحصين المقاعد الشيعية من اي اختراقات.
  وبحسب متابعين  للواقع الانتخابي، فان الترشيحات «المفخخة» الموجهة لارباك تحالف «الثنائي الشيعي» تحتشد في دائرة بنت جبيل ـ النبطية ـ مرجعيون ـ حاصبيا، بهدف تحقيق خروقات ذات ابعاد سياسية في اللوائح، وبخاصة في المقعدين السني والارثوذكسي ومقاعد شيعية اذا توافرت امكانية لذلك، وهؤلاء هم مجموعة من «الحالمين الشيعة» الذين يدورون في فلك «تيار المستقبل» وبعض قوى الرابع عشر من آذار، بحسب المتابعين، فيما يخوض الشيوعيون واليساريون الانتخابات بترشيحات «متواضعة»، بعد ان اصطدم الحزب الشيوعي بطموحات غير محدودة من قبل المستقلين من «اهل اليسار»، وقد تحدثت مصادر «الشيوعي» ان الحزب يتجه لدعم اللائحة التي تجمع مرشحيه مع مستقلين يشبهون هويته السياسية، بعيدا عن اي تحالفات غير مبنية على معايير سياسية، فالمعركة الانتخابية الدائرة اليوم فيها «احزاب السلطة» و«احزاب النظام»، اضافة الى الديموقراطيين واليساريين والمستقلين، وما دام ان منطلقات المعركة التي يخوضها الحزب الشيوعي هي منطلقات سياسية، فلا تحالفات تعكس الرؤية السياسية للحزب، بالرغم من ان هذه القاعدة «خسِّيرة» انتخابيا، فيما تتحدث اوساط متابعة ان الخليط الحزبي والطائفي والصراعات المتأججة بين معظم القوى، قد يفرض اربع لوائح انتخابية، الامر الذي يعكس حجم الصراع السياسي الدائر بين مختلف القوى اللاعبة في انتخابات الدائرة، وبخاصة بين القوى المنافسة بصورة رئيسية للائحة «الثنائي الشيعي» كترجمة لحالة عدم الانسجام بين مجموع القوى، وبعض هؤلاء بدأ باستحضار «عدة الشغل» واطلق الحملات الجاهزة لـ «شيطنة» سلاح «حزب الله» في المقاومة، كمادة انتخابية تُطل مع كل استحقاق انتخابي.

المصدر : الديار - محمود زيات