لبنانيات >أخبار لبنانية
العبسي يتفقد أبرشيات صيدا ودير القمر وإقليم الخروب: جمال لبنان في العيش معاً عن صدق وقناعة لا عن خداع
العبسي يتفقد أبرشيات صيدا ودير القمر وإقليم الخروب: جمال لبنان في العيش معاً عن صدق وقناعة لا عن خداع ‎الاثنين 28 05 2018 15:32
العبسي يتفقد أبرشيات صيدا ودير القمر وإقليم الخروب: جمال لبنان في العيش معاً عن صدق وقناعة لا عن خداع


أنهى بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي جولته الرعوية الأولى على أبرشية صيدا ودير القمر والتي استمرت يومين وتضمنت العديد من المحطات في كل إقليم الخروب وساحل الشوف وصيدا وشرقها والزهراني حيث كانت محطته الأخيرة بقداس الهي ترأسه في بازيليك سيدة المنطرة في مغدوشة.
وعلى الرغم من تزامن الجولة في شهر رمضان المبارك والتي قال البطريرك العبسي أنه كان مخططاً لها في غير هذا الوقت، إلا أنها حظيت بزخم كبير خاصة في صيدا ومنطقتها نظراً لحرص منظمي الزيارة على إشراك جميع مكونات المدينة والمنطقة في استقبال البطريرك الزائر، وهو ما تجلى في الاستقبال الحاشد الذي أقامته بلدية صيدا كما في الاستقبال الرسمي في مطرانية صيدا ليتوج مساءً بإفطار وطني جامع دعت إليه المطرانية في دار العناية، وبدا واضحاً من برنامج الجولة، حرص راعي أبرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد على أن تحاكي الزيارة بكل محطاتها النموذج الذي تقدمه صيدا والمنطقة في العيش الواحد بين جميع أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين.
في بلدية صيدا
وصل العبسي إلى صيدا قرابة الرابعة حيث أقامت له بلديتها استقبالاً حاشداً في باحة القصر البلدي شارك فيه النواب بهية الحريري وميشال موسى وسليم الخوري والدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس البلدية محمد السعودي ورؤساء أساقفة صيدا للروم الكاثوليك ايلي حداد والموارنة مارون العمار والروم الأرثوذكس الياس كفوري وممثلون لمفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ولمفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران ولامين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والجماعة الاسلامية وعن أحزاب وتيارات.
ورحب السعودي بالبطريرك العبسي فاعتبر أنه رغم كل ما مر على صيدا لكن الثابت الوحيد الذي تقف شاهدة عليه كنائسها ومساجدها هو أنها مدينة العيش المشترك التي لم يلغ أحد أحداً فيها على مر العصور.
وقال العبسي: هذا اللقاء يعبّر أجمل تعبير عن انتمائنا أوّلاً إلى بلدنا لبنان الواحد، بلد الجمال لا في الطبيعة وحسب بل على الأخصّ في القلوب. أجل جمال لبنان ليس بالطبيعة ولا بالمال ولا بالأبنية ولا بما شابه ذلك، بل جمال لبنان النادر في التوافق والتفاهم والعيش معاً لا عن غصب أو خداع بل عن رضى وصدق وقناعة. هذا الجمال اللبنانيّ الفريد هو رسالة للعالم تعلن أنّ العيش معاً في وطن واحد ممكن بل هو مطلوب ولو بلغ حدّ التحدّي، ولو عكّر صفوه معكّر في بعض الأحيان، بسبب ضعفنا البشريّ. أمّا صيدا فهي القلب في كلّ ذلك وهي العنوان، ليس اليوم وحسب بل منذ أن كانت. ونرجو الله أن نكمل هذه المسيرة لأنّنا أردناها ونريدها، ولأنّ الأوطان لا تبنى إلاّ بإرادة بنيها.
وتطرق العبسي إلى ما يجري في فلسطين فقال: لا يزال إخوة لنا يعانون من الإسرائيليّين مِن الظلم والقتل في غزّة خصوصاً ومِن الظلم والتشرّد في خارج فلسطين لأنّهم يدافعون عن أرض ووطن يريدون أن ينعموا بهما كسائر شعوب الأرض. نناشد المجتمع الدوليّ وأصحاب النيّات الطيّبة أن يسعوا، ونحن معهم ساعون، لوضع حدّ لهذه المأساة الإنسانيّة التي تجاوز فاعلوها حدود الأخلاق والأعراف والمواثيق على مرأى ومسمع العالم كلّه، وإلى وضع حدّ للمأساة الكبرى بإنصاف الإخوة الفلسطينيّين في حقّ العودة وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
في كاتدرائية مار نقولا
وقدم السعودي بإسم مدينة صيدا إلى البطريرك العبسي درعاً تكريمية عبارة عن مجسم لقلعة صيدا. ثم توجه العبسي سيراً على الأقدام إلى كاتدرائية القديس نيقولاوس في مطرانية صيدا حيث ترأس قداساً احتفالياً. وألقى عظة تناول عن تاريخ ومكانة الأبرشية، منوهاً بما يقوم به المطران حداد من مشاريع عمرانيّة واجتماعيّة من بناء مئتي مسكن، وثلاث مدارس، ومأوى للعجزة، بالإضافة إلى مشاريع زراعيّة، خلقت كلّها نحو 400 وظيفة، ممّا شجّع على ارتفاع عدد المسيحيّين في منطقة شرقيّ صيدا.
إفطار دار العناية
وأقامت مطرانية صيدا في دار العناية حفل إفطار تكريمياً للبطريرك العبسي حضره عن اللقاء الروحي الصيداوي المفتيان الشيخ سليم سوسان والشيخ محمد عسيران والمطارنة ايلي حداد ومارون العمار والياس كفوري ونواب وممثلو أحزاب.
ورحب المطران حداد بالبطريرك العبسي معتبراً أن مناسبة حلول رمضان الكريم مع زيارته الأولى للأبرشية، مناسبتان توحيان بأن الله راض عن هذه المنطقة وهذه الأبرشية.
كلمة «اللقاء الروحي» ألقاها المفتي سوسان فرحّب بالبطريرك العبسي معتبراً زيارته لصيدا ومنطقتها رداً مباشراً على كل من يريد أن يتربص بلبنان وهذه المنطقة وصيدا شراً أو يرسم حدوداً بين مكوناتها أو بين مؤسساتها أو مرجعياتها بكافة مسمياتها ومواقعها. وقال: المشهد في مدينة صيدا والجوار يختلف عن سواه من سائر المناطق مشهد التعايش والتآلف والتعاون، إنه مشهد العيش المشترك، مشهد المآذن التي تعانق أبراج الكنائس. نقول أهلاً وسهلاً بك يا صاحب الغبطة في صيدا مدينة الشهادة على حرية الوطن وسيادته واستقلاله، صيدا التي قدّمت رجالاً كباراً لحماية الوطن ولتأكيد وتثبيت ماضيه في وحدة أرضه وشعبه ومؤسساته وبناء حاضره ومستقبله. صيدا التي رفضت الاحتلال كما رفضت الفتنة المذهبية والطائفية والمناطقية وانتفضت على لغة التخوين وحافظت على الروح الوطنية الجامعة لكافة أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم. وزيارتكم يا غبطة البطريرك رد مباشر على كل من يريد أن يتربص بلبنان ومنطقتنا العزيزة ومدينتنا الحبيبة شراً أو يرسم حدوداً بين مكوناتها ومؤسساتها ومرجعياتها بكافة مسمياتها ومواقعها. وطننا واحد مستقبلنا واحد ومصيرنا واحد وعيشنا المشترك وسلمنا الأهلي هو الضمانة والمدماك الأساس والصلب لتحقيق المزيد من خدمة شعبنا ومواطنينا وابنائنا. دورنا سيبقى أساسياً وفاعلاً وبناء لتحصين وطننا ومجتمعنا من كل شر وكل خطر وفي حفظ استقرارنا.
ثم تحدث العبسي فاعتبر أن الموائد الرمضانية في لبنان ما عادت شأناً إسلامياً، بل أخذت طابعاً وطنياً، مثنياً على دور وجهود المطران حداد في إطلاق المشاريع الإنمائية والاجتماعية التي تشجّع أبناء المنطقة على العودة إلى قراهم وبلداتهم. وقال: النموذج الذي نشهده الآن، هو النموذج الذي نعتقد به ونتمسك به ونسعى إلى ترسيخه، ليس لأننا وجدنا أنفسنا فيه، وليس لأنه قدر حتم علينا.
وأضاف: «ما أجمل لقاءنا في هذا اليوم المشهود من شهر رمضان الفضيل. وما أجمل وما أكثر وما أعمق ما نلتقي عليه، نحن المسيحيين والمسلمين من أمور في موضوع إيماننا بالله عز وجل. يكفي أن نتوقف قليلاً، في هذه المناسبة السعيدة، على ما يقوم به إخوتنا المسلمون من عبادة في زمن صيامهم، وما نقوم به نحن المسيحيين في زمن صيامنا أيضاً، حتى نتيقن ذلك».
وكانت كلمة لمدير دار العناية الاب طلال تعلب المخلصي. واهدت النائب بهية الحريري البطريرك العبسي والمطران حداد كتاب «صيدا.. المدينة القديمة» الصادر عن مؤسسة الحريري سلمهما إياه ممثل الحريري في الإفطار منسق عام "تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود.
في جون
وفي إقليم الخروب (المستقبل)، زار العبسي، دير سيدة البشارة للراهبات الباسيليات المخلصيات في جون، حيث كان في استقباله الحداد والعمار، النواب: بلال عبد الله ممثلاً النائب تيمور جنبلاط، علي عسيران وميشال ضاهر. وترأس العبسي صلاة في كنيسة الدير، وألقى كلمة. 

المصدر : رأفت نعيم - المستقبل