عام >عام
الوزير بو عاصي يعيد إطلاق مشروع "دعم الأسر الأكثر فقراً" في حارة صيدا
الوزير بو عاصي يعيد إطلاق مشروع "دعم الأسر الأكثر فقراً" في حارة صيدا ‎الأربعاء 19 09 2018 13:54
الوزير بو عاصي يعيد إطلاق مشروع "دعم الأسر الأكثر فقراً" في حارة صيدا

جنوبيات

اكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار بو عاصي أن "ثمة عراقيل أمام تشكيل الحكومة حتى الساعة وهذه العراقيل لا تستحق شل البلد".
كلام بو عاصي جاء خلال إعادة إطلاق مشروع "دعم الأسر الأكثر فقراً"، بعد الانتهاء من مسح ميداني للأسر المستفيدة منه بغية التأكد أن المستفيدين منه من هم من المستحقين، بحفل في بلدية حارة صيدا، في حضور رئيس البلدية سميح الزين وعدد من رؤساء بلديات القرى المجاورة ومخاتير حارة صيدا خليل الزين وحسين صالح  وممثلين عن البنك الدولي والبرنامج العالمي للغذاء.
وشدد على أنه "كي يخرج الناس من حالة الفقر يجب ان يحظوا بفرص عمل ما يتطلب مزيدا من النمو"، مذكرا بأن "لبنان منذ العام 2011 والى اليوم لديه نقطة نمو واحدة بعدما كان في العام 2010 يتمتع بـ8 نقاط نمو". وقال: "هذا هو سبب الانفجار الكبير على مستوى البطالة والقلة في فرص العمل، لذا من الملح تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن من أجل إعادة الثقة للمواطن وللمستثمر الخارجي بهدف زيادة فرص العمل، خصوصاً إننا نستشعر اليوم ان البطالة تتغلغل أكثر في أوساط الناس وهي خطيرة جدة على تطور الفرد والمجتمع
وأكد أن "أسوأ ما في الشأن الاجتماعي هو تسييس الشؤون الاجتماعية لأنه بذلك يقضى عليها"، وقال: "أنا إنسان سياسي حتى الصميم ولبناني الى أقصى الحدود، ولكن حين تسيس الشؤون الاجتماعية يقضى عليها إذ عندها بتنا نتوجه الى الناخبين والأصدقاء والمحيط وأولاد المنطقة بدلا من أن نهتم بالأكثر حاجة. علينا أن نتابع حاجات الناس لا رغبات المسؤولين والا يقضى على اي محاولة عمل اجتماعي فعلي".
أضاف: "اننا نواجه معركة صعبة وخطيرة، يتوقف مصير جزء كبير من المجتمع على نتائجها وخيارنا ان نكون جنودا في هذه المعركة التي هي معركة ضد الفقر لمصلحة الفقراء ولا خيار لنا الا الانتصار. ان المال لا يوفر السعادة الا ان الفقر يولد التعاسة، لذا الخيار واحد وهو محاربة الفقر حتى النفس الاخير. لمحاربة الفقر جوانب عدة من اهمها ان تخاض المعركة بالقلب والعقل والالتفاتة الكريمة للانسان المحتاج. هناك ضرورة لتضافر الجهود بين الدولة والمجتمع والعائلات والجمعيات والبلديات للتصدي للفقر".
وتابع: "المعركة لا تخاض من زاوية واحدة ولا بسلاح واحد بل من زوايا عدة وبعدد من الاسلحة تحت لواء التضامن. من غير المسموح ان يشعر الفقير بأن كرامته معرضة جراء قساوة المجتمع. الفقر ليس حالة دائمة ويجب الا يكون كذلك، لذا علينا السعي لتكون هذه المرحلة الاقصر في حياته. قوة المجتمع من قوة الحلقات الضعيفة فيه من الفقراء والمعنفين وذوي الاحتياجات وجميع الفئات الضعيفة فيه".
وأشار الى أن "إخراج الفقير من حالته يتطلب خطوات عدة اولها معرفة المحتاج لا سيما ان الشعب اللبناني لديه عزة نفس ويحاول اخفاء احتياجاته، وبالتالي من المهم تحرير المحتاج من عقدة الذنب كي يعترف بواقعه لنستطيع مساعدته"، لافتا الى أنه في "اللحظة التي تم فيها التغاضي عن حاجات الناس انفجرت الاعداد في هذا البرنامج وارتفعت من 44 الف بطاقة الى 104 الاف بطاقة فقر، ما جعل العمل بها غير مجد لا في المدارس ولا في المستشفيات، ولم يعد يستفيد الا السياسي الذي ساهم في اعطاء البطاقات لغير مستحقيها بهدف كسب الاصوات في الانتخابات.
وأوضح أن "أفضل ما في البرنامج اليوم انه ينفذ بالتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والبنك الدولي ومنظمة التغذية العالمية ومكتب رئيس الحكومة"، مشددا على اهمية "التعاون مع السلطات المحلية للوصول الى المحتاجين والكشف على اوضاعهم من قبل فرق الوزارة لمعرفة ما اذا كانوا من المستحقين ام لا"، مشيرا الى ان "امكانيات البرنامج الى ازدياد ولكنها غير كافية لان الهدف ان تشمل البطاقة الغذائية الـ 44 الف مواطن بدلا من عشرة الاف كما هو الحال اليوم".
وأكد أن "حاملي البطاقة هم من المستحقين ويجب ان ينالوا حقوقهم كافة"، طالبا منهم "التبليغ عند مواجهة اي مشكلة لمتابعتها من قبل الوزارة وحلها لان البرنامج تابع للدولة ويديره مرفق عام اي وزارة الشؤون الاجتماعية".
وتطرق بو عاصي الى برنامج التخريج الذي ينضوي ضمن برنامج "دعم الاسر الاكثر فقرا"، ويهدف الى اخراج الفقير من حالته من خلال ايجاد فرص عمل له اذا كان بإمكانه ان يعمل، لا سيما ان مسؤولية الطبقة السياسية ان تعمل لخلق فرص عمل لابنائها ورفع معدل النمو في البلاد وتحفيز الاقتصاد. وأسف لان "الدولة لم تستطع تأمين ذلك حتى الان خصوصا ان معدل النمو نقطة واحدة"، موضحا ان "مشروع التخريج يقوم على اجراء دورات تدريبية للفقراء وايجاد فرص عمل او تأمين معدات تسهل عملهم او منحهم تمويلا صغيرا لتأسيس عمل ما"، معتبرا انه "من اهم البرامج في الوزارة اذ يعطي السنارة للفقير لا السمكة فقط".
وجدد القول ان "الجميع معني بالمشاركة في هذه المعركة وعليهم التعاون لتحقيق الهدف المطلوب وهو القضاء على الفقر في كل لبنان على المدى المتوسط".
وأخيرا، حيا الشراكة بين وزارة الشؤون والبنك الدولي وبرنامج التغذية العالمي.
السيد
من جهتها، أبدت مسؤولة برامج التنمية البشرية والفقر والعمل والجندرة في البنك الدولي حنين السيد فخرها بهذه الشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومكتب رئاسة الحكومة، لافتة الى ان "البنك الدولي يدعم هذا البرنامج منذ 5 سنوات رغم ان حجمه صغير مقاربة بحاجات الناس التي تزداد بسبب الوضع الاقتصادي الصعب".
وشددت على ان "البرنامج لا يهدف الى تقديم المساعدة بل يسعى لمساعدة الفقير للخروج من فقره كي لا يحتاج مجددا لبطاقة"، مركزة على اهمية برنامج التخريج لإظهار مهارات الفرد وتمكينها وايجاد فرص عمل له وهذا يبقى الهدف الاساس
وردات
وعبر ممثل برنامج الغذاء العالمي عبدالله وردات عن سعادته لهذا التعاون، متطلعا الى توسيعه.
وأشار الى أن "استهداف الاسر الاكثر فقرا قائم على توجيهات الوزير بو عاصي والقائمين على وزارته"، مشيدا بوزير الشؤون الذي "يولي اهتماما كبيرا للمشروع".
ولفت الى أن "برنامج التغذية يعتمد على تمويل الدول المانحة، لذا هو يقدم كل ما بوسعه اليوم"، آسفا لوجود "اعداد اخرى من العائلات لا يمكن تأمين المساعدة لها".
وشدد على أن "الجهود تتكثف بدعم من الوزير بو عاصي وتوجيهاته، للوصول الى اكبر عدد من المستفيدين، والسعي جار لزيادة الموارد المالية من الدول المانحة".
زيارة احدى العائلة
بعد ذلك، زار بو عاصي برفقة ممثلي البنك الدولي والبرنامج العالمي للغذاء، احد الأبنية القديمة حيث تقطن في الطابق السادس عائلة تستفيد للمرة الأولى من برنامج "دعم الأسر الأكثر فقرا" وسلمها بطاقتها.
واطلع بو عاصي من ربة المنزل على واقع العائلة حيث أن أولادها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 15 سنة لم يذهبوا يوما إلى المدرسة. فأمر فورا باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين دخول الصغار بينهم الى المدرسة واخضاع الكبار لدورات تدريب مهني.
كما تفقد بو عاصي مركز الخدمات الإنمائية التابع للوزارة في حارة صيدا.

تصوير: حاتم ياسين وحسين زهوي