عام >عام
الهدوء الحذر يسيطر على أجواء مخيّم المية ومية
المطران الحداد: ينبّه من غياب الدولة عن الصراع القاتل
الهدوء الحذر يسيطر على أجواء مخيّم المية ومية ‎الخميس 18 10 2018 10:01
الهدوء الحذر يسيطر على أجواء مخيّم المية ومية

جنوبيات

استمر الهدوء مسيطراً على الوضع الأمني في مخيّم المية ومية، في ظل الإلتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ ظهر أمس الأول، بعد التوصّل إليه برعاية الجيش اللبناني، خلال الاجتماع الذي عُقِدَ في مكتب رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي، بحضور ممثلين عن "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" وتنظيم "أنصار الله" وحركة "حماس"، وذلك إثر الاشتباكات الدامية التي وقعت في المخيّم، يوم الإثنين الماضي بين حركتَي "فتح" و"أنصار الله"، وأسفرت عن سقوط 4 ضحايا وأكثر من 20 جريحاً، وأضرار فادحة في المنازل والممتلكات والسيارات.
وقام الأهالي برفع أنقاض الأضرار الفادحة، فيما غاب المسلّحون عن الشوارع، والتزم كل منهم مقرّاته، في وقت كثرت الشائعات عن استنفارات وتعزيزات، ما أثار الخشية والريبة لدى الأهالي، الذين اضطر عدد منهم للنزوح إلى خارج المخيّم.
هذا في وقت، استمرّت الاتصالات لتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على معالجة ذيول الاشتباكات، في حين تواصل تعزيز الجيش لإجراءاته الأمنية في محيط المخيّم.
إلى ذلك، أصدر راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران إيلي الحداد جاء فيه: "لم يفاجئنا ما يحدث في مخيّم المية مية، وليست المرة الأولى التي يتقاتل فيها الإخوة الفلسطينيون، بل نتفاجأ كل مرّة تتعرّض بيوت ضياعنا لا سيما بلدة المية ومية للخطر الناتج عن تقاتل الإخوة واستهدافها بصورايخ أر بي جي في الجو والرصاص المباشر ولا تتدخّل الدولة اللبنانية، ولا مؤسّساتها العسكرية والأمنية لحماية المواطنين".
وسأل: "هل مسموح هذا الإهمال بحق المواطن الآمن؟، وهل مَنْ يتحمّل المسؤولية إذا ما تعرّض أبناؤنا للأذية؟ إنه من غير المسموح أن يتقاتل الإخوة لكن من غير المسموح أكثر أن تغيب الدولة عن هذا الصراع القاتل للجميع وكأنها شاهد أخرس ويذكرنا بحقبة السبعينات حيث غابت صورة وقوة الدولة وهو ما لا نتمناه".
وتابع: "ناهيك عن أن أهل المنطقة قد تهجّروا وعانوا الأمرّين من العنف الماضي، فما بال المسؤولين اليوم لا يستدركون محاولة تهجيرهم مرة أخرى إن بقضم أراضيهم أو بالعنف المسلح.لا لن نترك بيوتنا هذه المرة لمجرد أن المسؤول غائب عن القيام بمسؤولياته".
وختم المطران الحداد: "نوجّه نداء عاجلاً إلى فخامة رئيس البلاد قائد القوات المسلحة اللبنانية عدم الوقوف عند السياسة والسياسيين واتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لحماية المواطنين العزل وإن يعتبر الخط الاحمر هو المواطن وكرامته فقط".
وفي السياق، استقبل رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان الدكتور بسام حمود في مركز الجماعة بصيدا، وفداً علمائياً من "رابطة علماء فلسطين" ومن "هيئة العلماء المسلمين"، وجرى التداول في أحداث مخيّم المية ومية المؤسفة، وتم الاتفاق على قيام الوفد العلمائي برفقه ممثلين عن علماء "الجماعة"، بزيارة مباشرة للمخيّم، لمتابعة الاتفاق على وقف إطلاق النار والوقوف على أوضاع الناس والعمل على عدم تكرار ما حصل.
 والتقى الوفد خلال الجولة، الأطراف المعنية، وكان التداول في سبل تجنيب المخيم مآسي الاقتتال الذي لا يخدم إلا العدو، والعمل على تعزيز روح التفاهم والتحاور، وعلى نبذ الفرقة والاقتتال.
 وكان في استقبال الوفد المسؤول السياسي لحركة "حماس" في منطقة صيدا الدكتور أيمن شناعة وأعضاء من القيادة السياسية الفلسطينية المشتركة.