توحي الأجواء السياسية نتيجة الحركة المكوكية التي شهدتها الساحة المحلية في اليومين الماضيين بأن مراسيم الحكومة ستصدر على أبعد تقدير بعد غد السبت، بعد عودة الرئيس نبيه بري من الخارج، وهو الذي لم يغب عن أدّق التفاصيل حول آلية التشكيل والمفاوضات الجارية، سواء على الخط الدرزي أو الخط المسيحي.

وكنتيجة طبيعية للإجتماع الذي عقد مساء أمس بين الوزيرين جبران باسيل وملحم الرياشي فإن معراب ستكون محور الإهتمام، خصوصًا أن وزير الإعلام إستمهل المجتمعين 48 ساعة كحدّ أقصى للسير بما يحفظ ماء وجه الجميع، من دون أن تظهر "القوات" وكأنها هي من يعرقل تقليعة الحكومة، مع إستمرار التفاوض حول الحقائب التي ستقبل بها معراب، ومن بينها إصرارها على حقيبة العدلية. 

أما في حال إصرار رئيس الجمهورية على التمسك بحقيبة العدل فإن ما يُطرح من بدائل قد تصب في خانة تحصين حضور "القوات" المعنوي من خلال إسناد حقيبة العمل لأحد الوزراء "القواتيين"، وهذا يعني وفق الأجواء المحيطة بمسار المفاوضات أن لا أحد يقبل بأن تُشكّل الحكومة من دون "القوات اللبنانية"، وبالأخصّ من قبل الرئيس المكلف، الذي تقول مصادره أن هذا الأمر غير مطروح لا من قريب ولا من بعيد، وهو لا يعدو كونه سوى أمنيات لدى بعض المتضررين من تقليعة حكومة الوحدة الوطنية وحكومة منتجة، وهذا ما تمّ التفاهم عليه في إجتماع باسيل – الرياشي، بإعتبار أن الوضع الخطير لا يحتمل المزيد من المناكفات، لأن عين الخارج مسلطة على العمل الحكومي وما يمكن أن يواكبه من إجراءات تصب في خانة تثمير مشاريع "سيدر1".

وفي إعتقاد بعض المصادر السياسية أن عودة الرئيس بري من الخارج ستعطي المفاوضات زخمًا مميزًا، وهو الذي يُعوّل عليه لتدوير ما تبقى من زوايا... وإن يوم السبت لناظره قريب.