عام >عام
الجمعيات الأهلية والخيرية في صيدا... دور إنساني في شهر رمضان
الجمعيات الأهلية والخيرية في صيدا... دور إنساني في شهر رمضان ‎الأربعاء 15 06 2016 07:50
الجمعيات الأهلية والخيرية في صيدا... دور إنساني في شهر رمضان
سحر جلال الدين الجبيلي تشارك المسنّين

ثريا حسن زعيتر

شكّل دور المؤسّسات الأهلية والخيرية في مدينة صيدا علامة فارقة في الشراكة والعطاء الخيري على مدى عقود طويلة، ولم تكتفِ هذه المؤسّسات بذلك، بل تنافست في خدمة المحتاجين في كافة المجالات، إذ لعبت دوراً مميّزاً في احتضان ورعاية الآلاف من الأيتام والفقراء والعجزة، وحتى المسن المريض كانت له حصة من الرعاية والاهتمام...

في شهر رمضان الكريم، شهر الخير والعطاء الذي تنتظره الكثير من العائلات المحتاجة، تتضاعف جهود هذه المؤسّسات، ومعها الأجر والثواب، لأنّ الشعور مع المحتاج يرتفع إلى ذروته، فيكون العمل الخيري والعطاء ثمرة للصوم والتقوى وصفاء القلوب...

وفي مدينة صيدا، تضطلع المؤسّسات بدور بارز في رعاية المحتاجين، فكانت "جمعية جامع البحر الخيرية"، وتقديماتها العينية، مروراً إلى "دار السلام" للمسنين في منطقة شرحبيل، و"رعاية المسن" والعناية به، بعدما قدّموا كل ما لديهم لأبناء الغد، وصولاً إلى "جمعية أهلنا" التي كان لها دور في احتضان المحتاجين والأيتام، و"جمعية إعانة الطفل المعاق" التي احتضنت الأطفال المعوّقين في صيدا والجنوب...

"لـواء صيدا والجنوب" التقى عدداً من رؤساء الجمعيات الأهلية والخيرية في صيدا، واطّلع منهم على برامجهم الرمضانية في رعاية وإغاثة المحتاجين في هذا الشهر الفضيل...

كفالة اليتيم والمسن

بين مدينة صيدا وشهر الرحمة رمضان، حكايات تتوالى فصولها جيلاً بعد آخر، فـ "عاصمة الجنوب" التي اشتهرت بأنّها مدينة العيش المشترك والتآخي، تستضيف شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار بالترحاب، ويعمد أبناؤها إلى اتباع نمط جديد في حياتهم اليومية، ففيه يتبدّل روتينهم، ويزداد إيمانهم، ويُقبِلون على فعل الخير سرّاً وعلانية، قناعة منهم بأهمية الحفاظ على السنن النبوية ومساعدة المحتاج في هذا الشهر الفضيل.

* رئيس "جمعية جامع البحر" في صيدا الدكتور محمد طه القطب قال: "منذ تأسيس الجمعية، وهي تتطلّع إلى بناء مجتمع فاضل يسوده الخير والعدالة، ويُكرِم فيه الإنسان، وقد عملت الجمعية منذ العقود الخمسة الماضية، على محاربة الفقر والعوز والجهل، وعلى رعاية العجزة والمسنّين من خلال برامجها ومشاريعها المتعدّدة، كمكافحة التسوّل، وتوزيع المساعدات المالية والعينية على العائلات المعوزة، وكسوة الشتاء على طلاب المدارس الرسمية والمجانية، وإنشاء "مستشفى دار السلام" لرعاية المسنين والعجزة وذوي الإعاقات الجسدية".

وأضاف: "من خلال تواجد الجمعية بين الناس، والمساعدات المالية التي كانوا يقدّمونها لنا، وتلبية حاجاتهم، وجدت أنّ المجتمع اللبناني عامة والصيداوي خاصة، بحاجة ماسّة إلى مؤسّسات ومراكز تُعنى بفئتين كبيرتين ومهمتين، فئة الفتيان والشباب، وفئة المتقاعدين من موظّفين ومهن حرّة، لذلك اقتصر تركيزنا في الأعوام الأخيرة على المسنّين والعجزة وبعض المعوّقين، فنحن نوزّع مساعدات عينية تأتي من الخارج، وفي شهر رمضان نُقيم إفطاراً في الدار للعائلات الفقيرة بمساعدات من أهل الخير، فلدينا عدد لا بأس به من المسنين وحوالى 600 عائلة نوزّع لهم المساعدات كل سنة، بتصنيفهم من الأكثر حاجة إلى الأقل فالأقل حاجة، ولكن مبدأنا هو التركيز على المسنين".

وتابع: "إنّ رعاية المسنين مكلفة جداً، فيكلفنا المسن الواحد في الشهر بالحد الأدنى مليون ونصف المليون ليرة، وهنا لا أتحدث عن التأهيل أو الصيانة، فهذه المساعدات كي تحضن المسن وتؤمّن له الأكل والشرب والنوم والنظافة والتدفئة، ونحن الآن في وضع مادي يكاد يكفي هذه السنة، حيث يتراوح عدد المسنين بين 50 و70 مسنّاً، تساعد وزارة الشؤون الاجتماعية بحوالى 500 ألف ليرة لكل مسن، ووزارة الصحة تساعد بـ 20 سريراً، ونحن بحاجة لأكثر من ذلك، وقد قدّمنا طلبات لمشروع لوزارة الشؤون من أجل زيادة العدد، فقد كان لدينا بعض الحالات الخاصة التي تغطّى، ولكن ما زال قليل".

بناء مجتمع أفضل

* رئيسة جمعية "أهلنا" في صيدا سحر جلال الدين الجبيلي قالت: "منذ تأسيس الجمعية في صيدا، وهدفنا وتطلّعاتنا أنْ نكون في خدمة المجتمع المحلي، خاصة الصيداوي، إضافة إلى الجمعيات الأخرى في المدينة من أجل بناء مجتمع أفضل، وهذا العام يعود شهر رمضان بأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، وعلى الرغم من ذلك، نحن في جمعية "أهلنا" مستمرّون تحت شعار "بدعمكم نستمر"، من خلال العمل مع مئات العائلات الأقل حظّاً على أكثر من صعيد، فمركز الجمعية يستقبل خلال الشهر الفضيل أكثر من 800 عائلة على موائد الإفطار، يتخللها توزيع ألعاب على الأطفال إضافة إلى وجبات سحور".

وأضافت: "تقوم الجمعية أيضاً بتوزيع ملابس العيد للأطفال من عمر 12 سنة في كافة مناطق صيدا، من ضمنهم الأيتام المكفولين وذوي الاحتياجات الإضافية، ويتم توزيع فطرة رمضان في آخر يوم من الشهر الفضيل، كما نستقبل الصدقة والزكاة وفدية الصيام، ومشروع الكفالات مستمر (46 كفالة يتيم، 39 كفالة رعاية اجتماعية خاصة، 60 كفالة مسن في المنزل)، كما أنّ المعمل الإنتاجي يؤمّن فرص عمل لحوالى 45 سيدة يعانين من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة".

وختمت جلال الدين الجبيلي: "إنّ عمل الجمعية لا يتوقف أبداً، على مدار الأسبوع، بل على مدار العام، ونحن نقوم بتنفيذ البرامج  بكل دقة وأمانة".

للطفل المعاق حق

* رئيسة "جمعية إعانة الطفل المعوق" أسمى البلولي الديراني قالت: "نحن في "جمعية إعانة الطفل المعوق"، اخترنا منذ البداية الطريق الأصعب للعمل الإجتماعي الإنساني، بعد أن شاركت شخصياً ومنذ 35 عاماً في تأسيس جمعيات تُعنى بتمكين المرأة والمسن واليتيم والأم المحتاجة ومنظّمات حقوق المرأة وغيرها".

وأضافت: "لقد أصبح لدينا أكثر من 175 طفلاً أدخلناهم بعدّة مراكز، حيث نختار المركز الأقل كلفة، في ظل مبدأ الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردّي، فلا أحد يستطيع دفع 50 ألف ليرة كلفة جلسة واحدة في اليوم، حتى في المؤسّسات الخيرية، وأنا أحذّر من أنّ هناك مئات، بل آلاف الأطفال الذين أصبحوا عالة على المجتمع، لأنّهم لم يجدوا من يدفع عنهم هذه الكلفة الباهظة، ونحن كجمعية نعتمد في التمويل على أنفسنا وكثير من الخيّرين، الذين آمنوا بمشروعنا، الذي هو صدقة جارية بإذن الله، ومن إقامة نشاطات اجتماعية نقوم بها".

وختمت البلولي الديراني: "في شهر رمضان، ندعو كل مجموعة من هؤلاء الأطفال مع ذويهم إلى إفطارات نقيمها في عدة أماكن، وكذلك نشارك مع عدّة مؤسّسات تُقيم إفطارات لتلك الفئة من الأطفال، لأن مركزنا لا يستوعب أعداداً كبيرة، ونسعى ليكون لنا مركز صحي لنستوعب أكبر عدد ممكن للعلاج، حيث يأتينا يومياً عشرات الأشخاص الطامحين لمساعدتنا في دفع نفقات علاج أطفالهم، كما نقيم حفلات ترفيهية في كل المناسبات".

 

 

محمد طه القطب: الجمعية عملت على محاربة الفقر والعوز ورعاية المسنّين

سحر جلال الدين الجبيلي: رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة ما زلنا مستمرين في العطاء

 

أسمى بلولي ديراني: اخترنا منذ البداية الطريق الأصعب للعمل الإنساني

من نشاطات جمعية «أهلنا»