مقالات مختارة >مقالات مختارة
"زيرة" صيدا المتنفّس المجاني للمدينة... لقضاء أجمل الأوقات
بعد إعادة تأهيل أروع الجزر في لبنان تستقبل روّادها بأمان
كامل كزبر: هذا الموسم حافل بالمفاجآت وأنشأنا مرسى للمراكب الكبيرة
"زيرة" صيدا المتنفّس المجاني للمدينة... لقضاء أجمل الأوقات ‎الأربعاء 6 07 2016 02:40
"زيرة" صيدا المتنفّس المجاني للمدينة... لقضاء أجمل الأوقات
"زيرة" صيدا تتلألأ بالأنوار

ثريا حسن زعيتر

مع بدء فصل الصيف وعطلة المدارس الرسمية، وانتهاء أيام شهر رمضان المبارك، يحتار المواطنون كيف سيمضون إجازاتهم، ففي حين لا يجد بعض الميسورين أي مشكلة في قضائها في أي مكان، تكون خيارات أصحاب الدخل المحدود والفقراء محصورة، بين بحر أو نهر مجاني، لعدم القدرة على دفع تكاليف المسابح الخاصة أو المطاعم، أو استئجار المنازل في قرى الاصطياف، حيث تفرض الأزمة الاقتصادية والغلاء وارتفاع الأسعار، هذا النمط، في وقد بالكاد يؤمّن فيه المواطن قوت يومه...
في صيدا، يُشكّل "المسبح الشعبي" و"زيرة" المدينة، متنفّساً للمواطنين من أجل قضاء أجمل الأوقات، مع اهتمام لافت من بلدية صيدا لتوفير عوامل الأمان والنظافة فيهما، خاصة "الزيرة" كما يحلو لأبناء المدينة أن يطلقوا عليها، والتي ترتبط بذاكرة الصيداويين جيلاً بعد جيل، وتتحوّل مع كل صيف إلى مقصد للعائلات والسبّاحين على حد سواء، للترفيه عن النفس دون أن تكبِّد قاصديها نفقات مالية كثيرة، وتتيح لهم التمتّع بأشعة الشمس والاسترخاء والسباحة بشكل آمن بعيداً عن التيارات البحرية والأمواج...
"لـواء صيدا والجنوب" اطّلع من رئيس "جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا" كامل كزبر على التحضيرات، استعداداً لإطلاق الموسم الصيفي في "الزيرة" وتأهيلها وتجهيزها أمام روّاد السباحة في المدينة، ووقف على رأي رئيس "جمعية الغواصين" في لبنان محمد السارجي...
تبعد "زيرة" صيدا التي هي عبارة عن قطعة صخرية كبيرة كيلومتراً ونصف الكيلومتر عن الشاطئ الصيداوي، ولا يستغرق الوصول إليها أكثر من دقائق معدودة بواسطة مراكب سياحية تتقاضى أجراً يصل إلى 3 آلاف ليرة لبنانية عن كل راكب ذهاباً وإياباً.
وهي واحدة من 3 معالم بحرية لبنانية هامة وفريدة قبالة الشواطئ اللبنانية، هي: صخرة الروشة - بيروت، جزيرة الأرانب - طرابلس، وهي تُعد الثانية من حيث المساحة.
ولأنها باتت مقصداً لأبناء المدينة، فقد أولت "جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا"، بالتعاون مع بلدية صيدا اهتمامها لتوفير الأجواء الملائمة، حيث أنجزت مؤخراً المرسى الجديد للمراكب وقوارب النزهة، الذي تم إستحداثه بطول ١١ متراً لاستقبال المراكب الكبيرة وتمكينها من الرسو، وإنزال روّاد السباحة والمتنزّهين بأمان إلى ضفة "الزيرة"، بعدما جرى تأهيلها وتجهيزها، حيث نظمت حملات تنظيف ونصب الخيم ووضع سلات المهملات، إضافة إلى لوحات إرشادية وحاجز مائي لضمان سلامة السابحين.
كزبر: "الزيرة" والمفاجآت
* رئيس "جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا" كامل كزبر أكد أن "الموسم الصيفي هذا العام في "زيرة" صيدا سيكون حافلا بالمفاجآت، وإن الجمعية فرشت المنطقة الصخرية في الجزيرة بالرمول، لأنها صخرية وتسبب الكثير من الإصابات عند روّاد السباحة، مع عدم القدرة على التحرّك بسهولة على أرضها، وللحد من هذه الإصابات والسماح لروّاد "الزيرة" بالسباحة بطريقة جميلة وغير مؤذية، أيضاً يؤدّي ذلك إلى اتساع مساحة "الزيرة" مما يؤمّن عدداً أكبر من السياح وذلك بالتعاون مع وزارة النقل".
وأضاف: "لقد أصبحت "زيرة" صيدا تستقبل روّادها بكل أمان، مع المحافظة على نظافتها، وهناك متطوعون من مدينة صيدا يقومون بتنظيف "الزيرة" ووضع المظلات والطفافات، لإيجاد مساحة آمنة للروّاد، وكل عام لدينا مفاجآت، وهذا العام مفاجأتنا أن "الزيرة" ستكون عامرة ليلاً ونهاراً، وسيكون فيها مناسبات، وهناك مساحة رملية من خلال أعمال التأهيل لـ "زيرة" صيدا سلّطنا الضوء على معلم تراثي وطبيعي وسياحي حيوي للمدينة ومنطقتها، كان لها أثر إيجابي كبير في تحفيز الناس على زيارتها، وارتياد بحرها ومعالمها، ما ساهم في تنشيط الخط البحري السياحي من ميناء المدينة إليها".
وتابع: "في العام الماضي قصد "الزيرة" حوالى 40 ألف شخص، وهذا العام بدأنا العمل على إنجاز مرسى للمراكب السياحية التي تقصدها، وهو بطول 11 متراً وعرض 3 أمتار، ليستقبل المراكب الكبيرة، ففي السابق لم تكن هذه المراكب قادرة على الوصول، حيث كانت تصطدم بالأرض، أما الآن فبإمكانها للوصول والوقوف بمحاذاة "الزيرة" دون النزول بالمياه، وهذه نقطة مهمة لأنها ساعدت في وقوف أكثر من مركب على المرسى، لكن لن يتم تركيب المرسى الآن بسبب انتهاء الموسم الصيفي، وسيتم تدشينه في الصيف المقبل تجنّباً لتضرّره في عواصف الشتاء، إضافة إلى إنشاء حديقة مائية بمحاذاة "الزيرة" ما يشجّع الغطاسين على القيام بالغطس، وزيادة من الثروة السمكية داخل المياه، كما وهناك اتصال مع أكثر من جهة لزراعة بعض الأعشاب المائية، ووضع المعدات اللازمة لتغذية هذا المشروع".
وختم كزبر: "سوف نقوم بتأسيس أكاديمية للغوص على "زيرة" صيدا بالتعاون مع نقابة الغواصين المحترفين، وهناك مشروع لإقامة حمامات سياحية عليها، ومنطقة مخصصة للألعاب البحرية للأطفال، كما تم إضاءة عامود المنارة كفنار وهيكل، وسيكون هناك أيام مميّزة وإضاءة "الزيرة" لتعطي الصورة الجميلة للمدينة".
السارجي: أروع الجزر
* نقيب الغطاسين عضو "جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا" محمد السارجي قال:  "وأخيراً وبعد غياب جبل النفايات في صيدا، أصبح بحر صيدا نظيفاً من النفايات الصلبة، وإن شاء الله نظيف من النفايات العضوية السائلة، وقد دلّت الفحوصات أن المياه نظيفة، بالنسبة إلى سياحة البحر، نحن نرى أن "جزيرة" صيدا تبقى الأنظف والأهم، والوضع الجغرافي لها، هو العامل الأساسي لحماية روّاد البحر حتى يسبحوا بأمان، لأن "الجزيرة" محمية من التيارات والأمواج، ليس لدينا حالة غرق واحدة منذ سنوات بعيدة".
وأضاف: "أدعو أهالي صيدا والجوار إلى السباحة في "جزيرة" صيدا، لأنها مجانية ونظيفة وآمنة وجميلة جداً، وهي من أروع الجزر الموجودة في لبنان وأيضاً "جزيرة" صيدا هي مدينة صيدون الأثرية الفينيقية التي غرقت سنة 147 قبل الميلاد، وهناك "معبد عشتاروت" وبقايا المدينة ما زالت موجودة في أسفل البحر".
مواطنون
* علي سعد قال: "أنا رب لأسرة مؤلفة من 5 أولاد، وتشكّل "الزيرة" متنفّساً للناس الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين لا قدرة لهم على ارتياد المسابح الخاصة، بسبب ارتفاع رسوم الدخول إليها، و"الزيرة" هي المكان المفضّل لديّ، أرتادها في الصيف مع عائلتي للترويح عن النفس، ونسيان الأولاد التعب خلال العام الدراسي، خاصة بعد انتهاء شهر رمضان، ففي المياه ننسى كل شيء، ولا نتذكّر سوى الأيام الجميلة التي كانت مدينة صيدا تزهو بها، ونريد أن نرى هذا المكان يعجُّ بالروّاد كما كان في السنوات الماضية".
* أما المواطنة فاطمة، فقالت: "لديّ 3 أولاد وفي هذه الظروف الصعبة التي نمرُّ بها إن كان اقتصادياً أو أمنياً، وبعد انتهاء من العام الدراسي وشهر رمضان، قررت أن آخذ أولادي يومي الجمعة والأحد إلى "زيرة" صيدا لأنها من أجمل الأماكن، وفيها الآمان والنظافة والسباحة، وهي من أكثر الأماكن البحرية أمناً، لأنه لا توجد فيها تيارات بحرية، فهي منطقة صخرية ومياهها نظيفة وباردة، بينما الشاطئ الرملي فيه أوساخ ونفايات وتيارات بحرية، وكما ان الدخول إليها مجاني، فأنا أحضر معي الطعام والشراب، وهكذا الأولاد يفرحون ويلعبون ويلهون". "زيرة" صيدا تتلألأ بالأنوار والأسهم النارية
"زيرة" صيدا كانت على موعد مع الاحتفال التي أقامته "جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا"، برعاية رئيس البلدية المهندس محمد السعودي وحضور آمر مفرزة الشواطئ في صيدا والزهراني السابق الرائد هيثم سويد، ورئيسة مرفأ صيدا ميرنا سليمان ورئيس الجمعية كامل كزبر، وفاعليات فضلاً عن ممثلين عن "نقابة صيادي الأسماك" وعدد من أعضاء المجلس البلدي وأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية.
وتلألأت "الزيرة" بالأنوار الملونة والأسهم النارية، في حفل الافتتاح الذي استهل بالنشيد الوطني اللبناني عزفته الفرقة الموسيقية في "الكشاف المسلم"، ثم ترحيب من حسان مسعود وسارة كالو، فكلمة رئيس الجمعية كزبر الذي عرض لأبرز إنجازات الجمعية خلال العام الماضي، معلناً افتتاح الموسم الصيفي الجديد، وإنطلاق فعاليات موسم السباحة.
ونوّه السعودي "بما تقوم به الجمعية الفتية على رغم أنه لم يمضِ على انطلاقها نحو عامين، إلا أنها أنجزت الكثير لهذا المعلم السياحي والتاريخي لمدينة صيدا، وأضحت مقصداً لآلاف المواطنين".
وأشار إلى أن "الإنجاز الكبير أيضاً هذا العام، هو فلش رمول على الشاطئ الصخري ليتمتع روّاد السباحة بالتنقّل بحريّة وبدون ضرر يصيبهم".
وتخلل الحفل أيضاً تكريم الرائد سويدان بدرع "زيرة" صيدا.
كما عرض "نقيب الغواصين المحترفين" في لبنان محمد السارجي عضو الهيئة الإدارية في الجمعية صوراً فوتوغرافية عن الآثار الهامة لمدينة صيدون الغارقة في البحر قبالة "الزيرة"، وغيرها من المكتشفات البحرية.
واختتم الحفل بإنارة "زيرة" صيدا وإطلاق الأسهم النارية التي أضاءت سماء صيدا، والتي تابعها أهالي المدينة وروّاد الكورنيش البحري.

 

إضاءة المنارة ليلا

المرسى الجديد للمراكب

النظافة

 

 

السعودي يقدّم درعاً إلى الرائد سويد خلال الاحتفال على "زيرة" صيدا

محمد السارجي

كامل كزبر