لبنانيات >أخبار لبنانية
عنصرية باسيل المرفوضة ... وردّ الضاهر
عنصرية باسيل المرفوضة ... وردّ الضاهر ‎السبت 24 09 2016 12:38
عنصرية باسيل المرفوضة ... وردّ الضاهر


 

سوريون وفلسطينيون يرفضون عنصرية باسيل.. والضاهر: من هو الحريص على 'الزبالة' ليأخذ جنسية في هذا البلد 'التعبان؟!'

أدلى رئيس التيار الوطني الحرّ ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال المؤتمر الإقليمي الأول للطاقة الاغترابية اللبنانية الذي عُقد في مدينة نيويورك الأميركية، بتصريحات أقل ما يُقال عنها عنصرية في خصوص موضوع منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، قائلاً: "أنا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على أرضنا". 

وأدت هذه التصريحات لحملة غضب خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لما فيها من عنصرية واضحة وبث للحقد والكراهية تجاه الشعبين الفلسطيني والسوري، وقارن بعض المدونين باسيل بالمرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب.

النائب خالد الضاهر  أكَّد أنَّ "كلام باسيل ناتج من عقدة تخويف المسيحيين لتبعدهم عن مُعالجات الحكيمة والسلمية التي تؤدي الى الاستقرار والسلم"، مُشيرا إلى أن "هذا التصريح هو غير شرعي وغير قانوني لأن القوانين يجب أن تتسم بالشمول والعموم وليس بالاستثناءات وحقوق الانسان موحدة، لكن هذا التصريح لا يستند لا الى قوانين ومواثيق دولية ولا الى حقوق الانسان". 

الضاهر الذي شدد على "وجوب أن ينظر الى المسألة من منظار انساني وحقوقي وليس من منظار طائفي"، قال "كلام باسيل هو ناتج عن عقدة الخوف الطائفي في لبنان للتهويل على المسيحيين، في حين يجب ان ينظر للقضية من منظار  قانوني وانساني لبناء البلد على أسس سليمة". 

وتابع الضاهر: "السوري والفلسطيني لم يترك بلده ليأتي الى لبنان لولا الظروف في بلاده، هناك قضية كبرى في سوريا وعدم احترام حقوق انسان وشعب، يجب ان تحل مشكلته عبر المنظمات الدولية وعبر الامم المتحدة والقضية ليس بهذه البساطة".

وإذ لفت الى أنَّ "السوريين والفلسطينيين لا يطمعون بالجنسية اللبنانية"، سأل "هل في لبنان أكثر من "الزبالة"؟! من هو الحريص على "الزبالة" ليأخذ جنسية في هذا البلد "التعبان؟!". 

ورأى "وجوب معاملتهم معاملة انسانية ويتم حمايتهم والحفاظ على حقوق الانسان كما عودنا لبنان، لأن هجرات المضطهدين اليه من الأرمن وغيرهم من البشر أتوا الى لبنان للعيش بحرية،
لذلك لا يجب ان نتعاطى مع القضايا الانسانية لا بخوف ولا بتمييز لا بد من العدالة في هذا الموضوع وأي كلام آخر مرفوض لانه يتعارض وقانون حقوق الانسان والعدالة". 

كما اعتبر أنَّ "كلام باسيل لا يستند الى أي قبول لدى الشرائع لا سماوية ولا الأرضية ولا الأمم المتحدة ولا القانون اللبنانية"، مُتابعاً: "هل يمكن تشريع قانون لصالح فئة ضد أخرى في لبنان؟! أو لصالح طائفة ضد أخرى؟! هل الفلسطيني والسوري ليس كائن بشري مثله مثل الأوروبي أو العراقي؟! لكن على ما يبدو كلام باسيل صُرح به لاستعماله في السياسة لشد العصب الطائفي داخل فئة ليقوى بها".

وفي مقابلات مع سوريين وفلسطينيين، فعبدالرحمن أبونبوت، طالب سنة تانية صحافة في جامعة بيروت العربية من مدينة دمشق، إرتبط والده بوالدته البيروتية منذ أكثر من  28 عاماً، أشار في حديثه إلى أنه لا يعمل في لبنان بل مُقيمٌ في بيروت بعد حصوله على إقامة مجاملة بحكم كون والدته لبنانية، موضحاً أنَّ اختياره بيروت للعيش فيها ليس لها علاقة بالحرب السورية، "أنا لست لا بلاجئ ولا بنازح، والدتي لبنانية واكتساب الجنسية حق فعلي لي وأنا أطالب به سواء قررت البقاء في بيروت أو غادرتها".

أضاف: "الحصول على الجنسية حق لأبناء اللبنانيات سواء أكانوا سوريين فلسطينين وغيرهم فالحقوق لا تجتزأ، والحصول على أدنى حق لنا وهو الجنسية اللبنانية كوننا أبناء لبنانيات". وأكَّد أنَّ "تصريحات باسيل عبارة عن إشغال المجتمع اللبناني عن قضايا أهم كالنفايات والفساد، وبكل بساطة الوزير يمثل تياره فقط وليس بالضرورة أن يمثل جميع الأقطاب السياسية اللبنانية".

بدورها، رأت زينب.ز امرأة لبنانية متزوجة من رجل فلسطيني ولديها 5 أولاد،  أنَّ "كلام جبران باسيل لا يعبر الا عن نفسه، لأنه كلام اكثر من عنصري". وقالت "أنا لا اعتبر هذا الكلام طائفي لان باسيل لا يمثل الا نفسه، وفي المقابل هناك مواقف لشخصيات مسيحية مشرفة للشعب الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني". وشددت زينب على حق أولادها باكتساب الجنسية اللبنانية، ودعت "السياسين الشرفاء الى وقفة انسانية لأنَّ هذا موضوع انساني لا سياسي". 

وفي سياقٍ متصل، قال رئيس مجلس ادارة مؤسسة باليستا لاحياء التراث الفلسطيني ثائر الغضبان، "هذا ليس التصريح الأول لباسيل الذي يحمل في مضمونه عنصرية غير مقبولة وغير مرغوبة. نحن كفلسطينيين نعود ونؤكد على ما اكدنا عليه مراراً وتكراراً بأننا لم ندفع الدم من اجل توطيننا أو تجنيسنا في لبنان أو في غير لبنان، فنحن لنا وطن محتل وندفع يومياً الدم من اجل تحريره ولن نقبل بأي حال من الأحوال استبدال فلسطين عاصمة الأرض وعاصمة السماء بأي بلد اخر فكيف لنا ان نستبدله بمخيمات غير قابلة للحياة ".

أضاف "من جهة اخرى على معالي الوزير باسيل وعلى كل اللبنانيين ان يعوا جيداً بأن شعبنا لم يأتي الى لبنان سياحة أو بدعوة من أحد بل جئنا الى لبنان رغماً عنّا بفعل المجازر الصهيونية التي ارتكبها هذا العدو بحق شعبنا وعلى الجميع ان يعلم بأننا لا نقدم الدماء من اجل التوطين أو التجنيس بل قدمناها ونقدمها يومياً للتعبير عن انتمائنا لفلسطين وفقط لفلسطين ". وتمنى "على الوزير باسيل وغيره ان يتوقفوا عن التعامل مع اللاجئ الفلسطيني على انه صندوق بريد لتوجيه رسائل هنا وهناك على حساب معاناتنا وبؤسنا في المخيمات". 

وإذ سأل "هل يعتقد الوزير باسيل بأننا قد نقبل بمخيماتنا في لبنان غير القابلة للحياة بديلاً عن فلسطين؟"، قال "نحن نرفض زجنا في التسويات السياسية أو نكون مكسر عصا لأحد ونرفض أن نكون مصدر لرزق احد على حساب كرامتنا وحياتنا ونضالنا. نحن في لبنان نطالب بوقف حملات التشهير بالفلسطينيين والتسليم بإعطائهم حقوقهم المدنية والإجتماعية والإنسانية كما كل البشر على هذه الأرض فهذا حق لنا كفلته كل الأعراف والقيم والقوانين".

هذا الخطاب من الوزير باسيل فيما يتعلّق بالأمهات اللبنانيات المتزوجات من سوريين وفلسطينيين لا يمكن وصفه الا بالخطاب الطائفي والعنصري لشد عصب شارعه، وإلا لماذا لا يُحصي باسيل نفسه اللبنانيين المتزوجين من سوريات وفلسطينيات؟ هل سيحرم أولادهم من الجنسية اللبنانية؟